سألت صديقاً لبنانياً: ((كم حاصل ضرب 6×7؟)) فأجاب بعد لحظات من التفكير: ((42))، فسألته: ((من قتل رفيق الحريري، وجورج حاوي، وسمير قصير، وجبران التويني؟)) فأجاب دون تردد: ((سوريا))، فيا للعجب!! أي السؤالين بالله عليكم أدعى للتفكير؟! لا أعرف تحديداً ما الذي يدعو إخواننا وأصدقاءنا في لبنان إلى اتهام سوريا مباشرة ودون تفكير في أي حادث يقع إلا أنني ألقي باللوم في هذا على الجانبين السوري واللبناني، ألوم الجانب اللبناني في تسرعه باتهام سوريا دون دليل وهذا واضح للجميع، إلا أنني ألوم أيضاً سوريا لأن مَثَلها كمثل الراعي الذي اعتاد أن يصرخ في أهل القرية ((النجدة، الذئب يأكل أغنامي)) فلما يهب أهل القرية لنجدته مذعورين، يضحك قائلاً أنه كان يتسلى بإرعابهم، فلما أتاه الذئب في يومٍ من الأيام وشرع في مهاجمة أغنامه استنجد بأهل القرية فلم يجبه أحد ظناً منهم أنه يتسلى كعادته! فنظام سوريا الأمني سمح وساعد وسهّل على اللبنانيين تبني فكرة أن سوريا وراء حوادث الاغتيالات، وعلى الرغم من قناعتي الكاملة أن طرفاً ثالثاً –إسرائيل بالتحديد- وراء هذه الاغتيالات إلا أنني وقفت عاجزاً أمام صديقي اللبناني الذي أخذ يحكي ويسهب عن الممارسات الأمنية لسوريا في لبنان مدللاً بهذه الممارسات على ضلوع سوريا في هذه الحوادث، وتذكرت عندها المثل الشعبي المصري: ((إمشي عدل يحتار عدوك فيك)). وبما أن الحكمة تقتضي أن يعتبر الإنسان من أخطاء غيره، فقد وجب على مسؤولينا –خاصة عند حديثهم عن مكافحة الفساد- أن لا يفقدوا مصداقيتهم، فيصبح مَثَلهم كمَثَل سوريا التي مَثَلها كمَثَل الراعي، واللبيب من الإشارة يفهم. [email protected]