ما حدث ويحدث في المحافظات الجنوبية منذ فترة ليست بالقصيرة وخلال شهر رمضان من قتل بالهوية، وقتل الجنود، واستهداف الابرياء جريمة لم يدنها احد، ولم يظهر عالم او رجل دين واحد ليحرم او ليجرم ما يحدث. وما حدث للسفارة البريطانية وعاد ليتكرر من جديد ولم يدنه أحد، وما حدث في شركه البترول OMV, لم يجبر احد على الخروج عن صمته ليقول كفى... كفى، وليوضح حكم قتل المعاهدين. واعتقد اننا لو منعنا زواج الصغيرات سنجد صنعاء غداً وقد اكتظت بالمظاهرات والمهرجانات الخطابيه وسيظهر علماءنا الافاضل، من نعرفهم ومن لا نعرفهم، ليكفروا بل وليهدروا دم كل من هو ضد زواج الصغيرات؟ واعود لموضوعي واتساءل: من السبب عن تزايد حالات العنف في بلادنا؟ من السبب عن تزايد ثقافة الارهاب؟ ومن السبب عن هذا الصمت الرهيب تجاه ما يحدث، مع ان سنة نبينا واضحة وقرآننا اوضح!! ان مسئولية الاصلاح الاجتماعي تقع على عاتق كل مسلم سواءأكان عالما ام لا، وان كانت على العالم اشد واكبر.. كما ان اهل العلم يجب ان يكونوا اتقى الناس ويقولوا كلمة الحق لقيادة الامة والمجتمع الى بر السلامة بتقوى الله والحث على المعروف والنهي عن المنكر وبيان الحق وفضح الباطل وتوضيح الحقائق؛ ولكننا لا نجد احد.. اين علماءنا الافاضل؟ اين رجال العلم؟ واين مثقفينا؟ واين الدور المهم لمنظمات المجتمع المدني في مكافحة الارهاب والتوعيه بمخاطره واثره السئ على المجتمع وعن كيفية مكافحة من يزرع هذة الثقافة في عقول ابناءنا.. وعقولنا.. وكل من ينشر ثقافة الكراهية لكل شئ.. وهل تعتبر سياسة دفن الروؤس في الرمال (سياسة النعام) سياسة ناجحة؟ وهل اصبح دور المسجد يقتصر على الصلاه فقط فيأتي المصلين مع الاقامة ويخرجون مع التسليم..!! واين الإمام المتمكن الفاهم في الدين الواعي لمسؤوليته تجاه المجتمع! للأسف ان مهمة رجل الدين قد تحولت الى مفسر أحلام او لجمع تبرعات وتكفير كل من لا يتفق معه. فهل اصبحت هذه المهمة الحقيقية التي أمرنا بها الله ورسوله لرجال الدين وما هو دورهم في ما يسمعون ويرون ويدور حولهم من قضايا تهم المجتمع. نحن نعلم ان سياسة امريكا وبريطانيا في المنطقه يجانبها الصواب في كثير من الاحيان، كما ان مواقفهم العمياء تجاه اسرائيل وافعالها الشنيعة اظهرت الكم الكبير من الكراهية كحصاد منطقي لهذه السياسة. وبذلك أصبح حصادالكراهية اسهل طريقا لمن زرع الظلم والتفرقة، ولم يعد هناك حاجة الى متخصصين ليوضحوا السبب الواضح أصلاً.. ولهذا استخدمت هذه الاعذار في تفخيخ الاجساد والعقول وتفجيرها في الوقت المناسب. كل هذا نتاج لهذه الثقافة الإرهابية، ولهذا الصقت بالمجتمع الاسلامي- للأسف- سمة الارهاب، واصبحنا نكره من يقول الحق او يخالفنا، وكل هذا نتيجة لهذه الثقافة الإرهابية. وأصبح المجتمع كله يعيش في صمت، فالكل يخاف ان يدين او يدلي برأيه في ما يحدث!! وان استمرينا في صمتنا حتماً ستحدث كارثة إنسانية وبشرية، وإذا لم نحرك ساكنا ولم يتحرك رجال الدين ومعهم المثقفون والخبراء لإحداث التغيير ووضع إستراتيجيات التعديل لتوضيح المفاهيم وتصحيح المعتقدات ونفض الغبار عن العقول والتفريق بين ما هو حلال وماهو حرام، والتمييز بين مايصح وما لايصح.. باختصار لا تدعوا العواطف تقودنا الى خراب (مالطه-) كما يقولون- ولنتذكر ان "الساكت عن الحق شيطان اخرس"، ولا ندعي ان الدنيا بخير بينما ثقافة الارهاب تتمدد، وعمليات القتل تتعمق، وثقافة الكره وتكفير الاخر تتطبع، كما تنتشر النار في الهشيم.. لابد ان نقف وقفه واحدة وننشر ثقافة الحب والتسامح. والاكيد انه لا يمكن بحال من الأحوال أن يستوي حالنا إلا بالعودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".