نفى فخامة الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بشدة وحزم وصرامة أن يكون وطنياً، أو أن يكون دعا– حاشا لله- أبناء الجنوب أن يكونوا وطنيين كرماء وعلى مستوى الحدث. في نفيه لتصريح نسب إليه يدعو الجنوبيين إلى إنجاح استضافة اليمن لبطولة خليجي 20. إن هذا النفي وضع الأمور في نصابها الصحيح، فقد كنت بدأت أتساءل هل من الممكن أن يكون علي ناصر محمد وطنياً يدعو أبناء اليمن إلى التآزر والتعاضد والتعاون من أجل رسم لوحة مشرقة لليمن، هراء. لا يمكن له أن يرتفع إلى هذا المستوى من التفكير وهو من هو، ومكا عرفناه جميعاً والتاريخ والمجازر لا تكذب. إن من غلب مصلحته الشخصية في الماضي القريب على مصلحة الوطن بأكمله، لن يأتي اليوم ليغلب مصلحة الوطن على مصلحته. إن أبناء الجنوب- يا فخامة السابق- لا ينتظرون توجيهات منك أو من البيض أو العطاس لتملوا عليهم ما يفعلون وما لا يفعلون، إنهم لا شك أهل جود ومعروف، ولو كانت بطولة خليجي 20 أقيمت في ظروف غير الظروف وزمان غير الزمان، لخرج أشقاؤنا الخليجيون ممتنين شاكرين بل ومبهورين من كرم الضيافة وحسن الأخلاق وطيبة هذا الشعب الذي قال عنهم من هو أعلم بهم مني ومنكم: (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية)، صدق رسول الله. قلت أن هذا ما كان سيكون لو كان الزمان غير الزمان، والظروف غير الظروف، أما والحال كما نعيشه اليوم، فهناك حسابات أخرى تلعب دوراً في الساحة، والعازفون على وتر (عدم الاستقرار) في اليمن كثر، وهم مستعدون أن يفعلوا ما في وسعهم ليتأكدوا من إخفاق اليمن في استضافة هذه البطولة، وللأسف، مهما بلغت قدرات الأجهزة الأمنية في ضبط الأمور، وضمان نجاح استضافة البطولة، فالمثل اليمني يقول: (هادم غلب ألف عمار)، ويكفي أن يحدث عمل تخريبي واحد لتفشل هذه البطولة، وتفشل اليمن. أستغرب عندما تطغى المصالح القريبة الفردية، على المصالح العامة البعيدة، ومثل هؤلاء الذين يريدون إفشال البطولة، كمثل النكتة المتداولة التي تقول: (تراهن نذلان من منهما أكثر نذالة وخسة من الآخر، فقال الأول للثاني: انظر ماذا سأفعل، وتوجه إلى امرأة كبيرة بالسن، بالكاد تمشي على عكازها، فقام بضربها ببشاعة وخسة، فلما انتهى وصديقه الثاني يراقبه في برود، قال له: هل رأيت مدى نذالتي، قال له الأول: ليس هذا بقدر نذالتي أنا، فهذه العجوز أمي!!). لا أتمنى أن يكون أي من القراء الكرام بنذالة الشخص الأول الذي سعى للإيذاء، ولا بنذالة الثاني الذي اكتفى بالصمت، إن الصمت عن محاولات إفشال (خليجي 20) نذالة ما بعدها نذالة لا يغفرها إلا السعي لإنجاح البطولة والعمل الإيجابي من أجل تحقيق ذلك. همسة أخيرة أتمنى أن تصل إلى شباب اليمن لا إلى حراكه، فهم المستقبل وأولئك الماضي، هم الأمل وأولئك اليأس المعشعش في النفوس، هم العاشقون لهذا الوطن وأولئك المستغلون له، وأتمنى في نفس الوقت أن لا تصل همستي إلى عسس السلطة، أقول لكم أيها الشباب هامساً: اليمن ليست ملكاً لعلي عبدالله صالح، اليمن لي ولك وله ولها، هي أمنا جميعاً، التي لن نشعر بالكرامة إذا أهينت، ولن ننجح إذا فشلت، ولن نرى في مرآتنا إلا وجه مسخ مشوه، لو تشوهت صورتها أمام العالم، كفى سلبية، ولينجح خليجي 20، وتباً للسلطة والمعارضة والحراك، وعاش اليمن وشبابه والمؤمنون به. [email protected]