علامة استفهام وتعجب واستغراب ارتسمت على ملامح وجهي مالبثت ان تحولت الى ابتسامة عريضه ثم ضحك هستيري انتابني بعد قراءتي في "نبأ نيوز" لخبر مفاده ان الشرطة اليونانية بالعاصمة اثينا اكتشفت قنبلتين بداخل طردين احدهما كان مرسل الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي!! يبدو ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومخابراته لا يجيدون فن المكر والخداع جيدآ كما يجيدها زميله "ابو حسين" وحاشيته من الديمقراطيين الامريكيين!! كأني به الان وهو يندب حظه ويعض اصابع الندم ويصرخ باعلى صوته على كل من حوله:مالذي دهاكم؟؟؟ لماذا لم تنتبهوا جيدآ وتبعدوا الشكوك عن الطرد المرسل الي؟؟؟ متى ستفهمون؟؟ لماذا لا تتعلموا من زملائكم في المخابرات الامريكية؟ انظروا الى اوباما وفريقه عمل مسرحية الطردين المرسلة من اليمن، كيف اخرجوها من اليمن بأمان ونجحوا نجاحاً منقطع النظير واقنعوا العالم كله ان القاعدة هي من ارسلت الطرود، ووصل اوباما والحزب الديمقراطي الحاكم لمبتغاهم الذي ارادوه ((استعطاف اليهود للتصويت لصالحهم))).. هذا ويبدو ان دول اوروبا والولايات المتحدةالامريكية تسير الى الخلف بخطى متسارعة ويبتعدوا عن الشفافية والنزاهة والديمقراطية شيئآ فشيئآ بعد ان دخل عليهم هذا الاسود الافريقي الذي ينتمي أبوه الى دول العالم الثالث والذي يعتمد معظم زعمائها ومسئوليها على الكذب والتحايل وافتعال الازمات والمشاكل للبقاء في الحكم...!! اوباما وجد شعبيته تتراجع بسرعهة كبيرة وحصافته وبلاغته في الخطابات لم تعد تخدع الامريكيين خصوصآ بعد كذبته الشهيرة في الانتخابات والتزامه باغلاق معتقل غونتام وخلال العام الاول!! اضف الى ذلك انتخابات التجديد النصفي بين حزبه والحزب الجمهوري على الابواب ونتائج الاستطلاع تظهر تقدم غريمهم التقليدي، فعاد الفرع الى اصله وفكر اوباما بنفس طريقة تفكير معظم رؤساء دول العالم الثالث فانتج مسرحية الطردين الشهيرة بمساعدة سعودية..!! والملاحظ ان فرنسا تخطو على نفس الخطوات الامريكية..فقبل اسبوعين من الان كانت المظاهرات تعم معظم شوارع باريس احتجاجآ على خطوات التقشف التي تتبعها حكومة فرنسا.. فجأه.. وزارة الداخلية الفرنسية تعلن ان القاعدة بصدد تنفيذ هجمات ارهابية في عدد من الاحياء في فرنسا وبعض دول اوروبا- والمعلومات كالعادة اتتهم من المملكة العربية السعودية....!! كان الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض متيقظآ واصدر بيانه سريعآ موضحآ للشعب الفرنسي انها مجرد اشاعات مغرضة لالهاء الناس عن موضوعهم الاساسي ولتخويفهم من الخروج في مظاهرات.. فكانت النتيجة فشل ساركوزي وحكومته في التاثير على الراي العام الفرنسي، خصوصآ بعد مرور المدة المحددة من غير أي عملية ارهابية... لكن ساركوزي كما يبدو ظل متربقآ لما سيفعله اوباما للخروج من ازمته فجاءت مسرحية الطردين الشهيرة، وتمت بنجاح، فارسل رجاله لتكرار السيناريو في بلد مختلف، لكن الاقدار شاءت غير ذلك، والشرطة اليونانية وقفت حائلاً دون نجاح المهمة.. فهارد لك ياساركوزي!!!!! سؤال يحز في نفسي: "لو نجحت العملية وتم ارسال الطرد، وتكرر السيناريو الاوبامي، هل كانت فرنسا ستعلن ان السعودية هي من ابلغتها بشان الطرد؟؟؟" اعتقد ذلك.. سيتساءل البعض لماذا؟؟ الجواب: "لأن المخرج اراد ذلك..!!