التغذية الجيدة والمتوازنة مهمة جداً للأطفال لأنهم في طور النمو والتطور، ولكن قد يحصل في هذه الفترة الحرجة ان يرفض الصغار هذا الطعام أو ذاك، فتذعر الأم خوفاً من تعرض صغيرها لطارئ صحي ما يسبب عزوفه عن نوع معين من الأكل أو الشرب، وفي ما يلي سنتناول عدداً من تلك الاسئلة حول رفض الطفل لما تقدمه له أمه: طفلي لا يحب أو لم يعد يحب الحليب، ماذا أفعل؟ - ان الحليب ومشتقاته يجب ان يحتل مكاناً بارزاً في النظام الغذائي للطفل نظراً الى ما تقدمه من عناصر ضرورية لبناء جسمه وخصوصاً هيكله العظمي. اذا كان الطفل دون الرابعة من عمره وفطم فإن رفضه حليب الزجاجة قد يعود الى الحليب نفسه، أو الى حلمة الرضاعة الصناعية التي تختلف شكلاً ومضموناً عن حلمة الثدي. وفي هذه الحال يجب اعطاء بعض الوقت للطفل كي يعتاد الحلمة الجديدة أو على الحليب الجديد الذي يتباين في طعمه عن حليب الأم. وعلى الوالدة ان تضم ولدها الى صدرها، وان تعطيه «البيبرونه» عندما يكون جائعاً حقاً فالجوع قاتل كما يقول المثل، وغريزة حب البقاء تدفع الطفل لقبول الببرونة بسهولة. اما اذا كان الطفل يأخذ الحليب الاصطناعي منذ الولادة من دون مشكلة لكنه قرر فجأة رفضه له مرات عدة، فهنا قد يكون السبب اما انه مريض، أو أنه ملّ طعم الحليب ويريد ان يتذوق نكهة اخرى، وهذا من حقه طبعاً. وفي هذه الحال يمكن اضافة ملعقتين من الخضار او الفواكه المطحونة جيداً فمن يدري فقد تعجبه. هذا اذا كان عمر الطفل دون الستة اشهر، اما اذا تجاوز هذه السن وعبر عن رفضه لأخذ الحليب، فهنا يجب اللجوء الى دعم الحليب بالشوكولاته أو بالحبوب (سيريال) او بالهندباء. فهذا قد يشجعه على تناوله. وفي حال بلوغ الطفل اكثر من سنة من عمره، وإعلانه المقاطعة كلياً للحليب فإن تناول مشتقاته (لبن، أجبان...) تكفي لتحل محله. طفلي لا يشرب الماء ابداً، فماذا أعمل؟ - قد تقدم الأم الماء لطفلها لكي يشرب فيرفض. ان هذا الرفض لا يعني انه لا يحب الماء، بل هو وبكل بساطة، قد لا يكون عطشاً. على كل حال على كل أم الا تقلق اذا لم يشرب ابنها الماء. فهذا الأخير موجود بوفرة في الاغذية التي يتناولها: في الحليب، اللبن، الفواكه، الخضار، الرز المطهو، المعجنات المطبوخة... ان الطفل يجد في الاطعمة ما يلزمه من الماء ويزيد. ان الطفل لا يشعر بالعطش الا اذا تعرض لظروف خاصة مثل التعرض للحر، او عند ممارسة نشاط بدني فعال، او لدى اصابته بارتفاع الحرارة، او عند معاناته من الاسهال. طفلي يرفض أكل اللحم، فكيف أتصرف معه؟ - ان عزوف الطفل عن تناول اللحم قد يكون نزوة، ولكن العالمين بأمور الطفولة يقولون ان الطفل له الحق في ان يملك ذوقاً خاصاً به، من يدري ان الطفل قد يتحاشى أكل اللحم لأنه لا يحبذ طعمه وربما قوامه؟! ان اللحم ليس المصدر الرئيس للبروتينات خلال السنتين الأوليين من العمر، فالحليب ومشتقاته اضافة الى البيض والبقول الجافة تشكل مصادر جيدة للمواد البروتينية. طفلي يرفض أكل الخضار الخضراء، فما الحل؟ - ان الطفل يجب ان يحصل على اغذية متنوعة بما فيها الخضار، ولكن ليس ضرورياً ان تكون هذه مطبوخة، فغالباً يفضل الاطفال أكل الخضار نيئة فلم لا، وحبذا لو قدمت لهم على شكل قطع او شرائح بعد غسلها وتقشيرها اذا لزم الامر. ان الاطفال يحبون عادة المعكرونة، الرز، البطاطا، ولكن هذا لا يعني الاذعان لطلباتهم، في المقابل لا يجب ان نفرض عليهم استهلاك الاطعمة الخضر يومياً بل يجب استبدالها بالأطعمة الصفر او البرتقالية. طفلي يرفض تناول عشائه، ماذا أفعل؟ - هناك سببان لهذا الرفض: السبب الاول يعود الى تعب الطفل، فبعد عناء نهار طويل في المدرسة او الحضانة، فإن الطفل يفضل ان يخلد للنوم بدلاً من تناول وجبة غداء جيدة. اما السبب الآخر، فليس مستبعداً ان يكون الطفل قد تناول خلال يومه ما يكفيه من الغداء... واياً كانت الاسباب فلا يجب اجباره على الأكل... الحياة