من المخجل جدا أن تتحدث عن وطن ويمن بوجود طابور مثل هؤلاء، بل المصيبة ان يتحدث أمثالهم عن وطنية او نظام أو قانون أو انتخابات او نزاهة او حتى شبه دولة ان صح التعبير، وأنا شخصيا لو كنت مسئولا فان ابسط قوانين الأرض تتيح لي تعليقهم من أرجلهم في أحياء صنعاء وعدن وتعز وعدن ولو تم إعدامي بعدهم لأموت وأنا بسعادة غامره لا تضاهيها أي سعادة، فانا اعرف ان طريقي الجنة وعمل وطني من الطراز الأول ان لم يكن عمل ديني مقدس فلا يوجد دولة تحترم نفسها تقبل بهؤلاء حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر على اقل تقدر التشهير بهم ونشر ملفتهم المتسخة في كل تاريخ اليمن بل وليتعلم الناس بما فعلوه ويفعلوه، وليتعلم الصغار معنى الوطنية وحب الأوطان، حتى لا نستمر في إنتاج المزيد منهم. كنا في حوار وطني شامل وللأسف فقد صرح احد الأخوة المحاورين الذي يبدو أن له صله قوية بالسعودية وحكومتها وهنا ليس لي جناح على المملكة فهي دوله ولها سياستها ونحترم توجهها لها ما شاءت ومن خلال اطلاعه على الرسائل التي ترد منهم إلى السلطات السعودية بأنه شاهد بأم عينيه واطلع على البرقيات المرسلة من اغلب مشايخ اليمن ومذيله أسفلها عبارة "خادمكم المطيع" وان المسئول المختص في وزارة الداخلية أطلعه عليها ووصفهم ب"الحقراء".. وهنا نتساءل: كيف لشخص يقول بأنه شيخ وشيخ مشايخ بل ويقود قبيلة ويدعي الأصالة والعروبة وهو بنفس الوقت يذيل رسائله ب"العبد المطيع" ومقابل خمسه آلاف ريال سعودي..!؟ أنا اعرف أن طابوراً طويلاً من هذه النوعية تبيع أوطانها لأجل المال ولا تهتم لمواطنيها ولا تضحي لأجلهم بل لن تكلف نفسها لبناء مدرسة او طريق او حتى محو الأمية او بناء حاجز مائي يشربون منه في الشتاء، هذا شي معروف ويعد أحد مصائب اليمن والتي عانينا منها ولازلنا والتي كان اكبر منجزاتها مؤتمر خمر التآمري بقتل الحمدي ومشروعه التنموي.. نقول لهذا الشعب المغلوب على أمره من طابور طويل من الفسدة والمتنفذين والمتاجرين حتى بدماء البشر وتحت كل العناوين الم يتعظوا من ذلك التاريخ حين وقفوا بكل قوة ضد إبراهيم الحمدي تحت مبررات العلمانية أو كلمات واهية لا يعرفها حتى الحمدي نفسه أو المقربين، فأعادوا اليمن إلى أسفل السافلين فهم ألعن واخطر من الحكم الامامي أو الاشتراكي الذي كانت مشكلته معنا مشكلة تطوير وحكم أما هذه النوعية من البشر فمشكلتنا معها مشكلة فكر وحضارة وإنسانية كما خلقها الله منذ ادم.. فلم يكن حكام اليمن تاريخيا او مشايخها مجرد عبيد وعملاء لمن يدفع لهم وإلا لصح تسميتهم بالمرتزقة. وقد يكون هؤلاء اخطر القوى الموجودة التي تحتاج للتبصير بخطورتهم واجتثاثهم، بل يحتاجون إلى ثورة اكبر من ثوره أكتوبر وسبتمبر فهم أشبه بالسرطان الذي يسري بالجسم اليمني واكبر معيق لأي تنمية أو جهود تخرج اليمن مما هي عليه.. ولعل ابرز انجازاتهم منذ عرفناهم الاختطاف والتقطع في الطرقات وذبح الثيران والأغنام ليشبعوا بها بطونهم، والرجل يضع نفسه في المكان الذي يمس ثقافته وصورته الحقيقية، وهذه هي ثقافتهم وعقولهم ولو استدعي أن يكتب "العبد المطيع" او "العبد الفقير".. وهذا مستواهم الحقيقي ومقابل حفنة من مبالغ مالية يستطيعون أن يحصلوا عليها لو عملوا بشرف مثلهم مثل بقية الخلق من الذين استطاعوا ان يصلوا الى سلم أغنياء العالم بجهودهم وليس مقابل بيع أوطانهم..!! ان أي شخصية- حزبية أو اجتماعية- مهما كانت تضع مبرراً لتظاهراتها وتتقبل مبالغ مالية من أي جهة خارج الحدود لا يمكن وصفها إلاّ بالعميلة كون الشرفاء لا يتوسلون ولا يشحتون بل يقدمون أرواحهم لأوطانهم بدون مقابل، فما بالكم بمن يكتب "عبدكم المطيع"!! صحيح ان السعودية دولة جارة يربطنا معهم الأرض والدين إلا أنها تظل دولة ذات سيادة مثلها مثلنا وكل الأمور تؤخذ من خلال العلاقات بين الدول وليس الأشخاص.. ولو سمعت ما ذكرته من شخص عادي ممكن أن لا أعيرها أي اهتمام إنما من شخص مسئول وذو مكانة رفيعة في اليمن ومن قبائل "بن دحه" كما يدعي ومن شيوخها ومقيم في المملكة وبجواز يمني.. فهدا لا يمكن تكذيبه او تجاهله وبغض النظر عن موقفه السياسي الذي ينتمي إليه.. فهو مقيم في المملكة العربية السعودية ولم يطلق مثل تلك الادعاءات لولا وثوقه بها وعدم خشيته من إعواقبها، بل غايته رسالة يتوجب إيصالها الى من يهمه أمرها.. وهنا فإنها رسالة لكل الشيوخ الذي يسمون أنفسهم شيوخ ولا يتجاوز النظر إليهم إلا مجرد عبيد وخدام مطيعين ولا يمكن أن يحملوا الوصفين "شيخ" و"عبد مطيع" في نفس الوقت.. كون منصب واحد يكفي، وكلا الوظيفتين تتعارضان مع بعضهما البعض.. وعليهم أن يفهموا أن ما يكتبوه من رسائل من السهل الاطلاع عليها من شخص لآخر يعمل في نفس المكان، ولا تحتاج إلى عملية استخباراتية.. ويبدو أن المملكة لا تضع على ملفات عملائها في اليمن (سري للغاية) أو حتى (سري)، بل تتركها متناول مسئول صغير جداً، كونهم مجرد "عبيد"- كما يصفون أنفسهم..!