أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية دبرت اغتيال الحمدي لأنه وضع الملحق السعودي تحت الإقامة الجبرية وطلب منه تعيين خمسة وزراء في حكومة بلادة
نشر في يمنات يوم 28 - 06 - 2012

سيبقى يوم 13 يونيو صباحاً مشرقاً في تاريخ اليمن وفي حياة الشعب، ففي مثل هذا اليوم من العام 1974م رفضت شمس الأصيل الغروب قبل أن تصنع فرحاً يمانياً يخرجها من من دياجير الاحتراب على السلطة ونفق الخلاف على كرسي العرش المهزوز، وهو الخلاف الذي كاد أن يودي في البلاد إلى متاهات وصراعات قبلية وطائفية كارثية النتائج، لكن مذياع صنعاء زفّ إلى الشعب بشرى التغيير وأي تغيير إنه إبراهيم الحمدي قد أصبح رئيساً وحاملاً لآمال اليمنيين وأحلامهم ..
وبمناسبة الذكرى ال 39 لحركة 13 يونيو التقت صحيفة المستقلة بعدد من أسرة الشهيد الخالد دوماً إبراهيم الحمدي هذه الأسرة التي عملت سلطة النظام البائد على تغييبها في محاولة منها لدفن جريمتها البشعة التي لم يشهد التاريخ اليمني لها مثيلاً ، فسعت إلى شطب كل أثر يدل على اسم الحمدي حتى وصلت إلى إغلاق باب الوظيفة العامة والكليات وحتى المدارس في وجه عائلة الحمدي الكريمة وهنا سنورد بعضاً من هذه اللقاءات التي أجريناها مع ابتسام وفؤاد محمد الحمدي ومحمد يحيى الحمدي ..
البداية كانت مع ابتسام محمد الحمدي التي سألناها عما تتذكره عن يوم 13 يونيو 1974 يوم تولي إبراهيم الحمدي الرئاسة فأجابت:
- أنا فرحت كثيراً ولكن والدي زعل ولم يكن مرتاحاً أو سعيداً مع أنه كان متوقع الخبر وكان على علم بما يجري بحكم أنه أخ لإبراهيم.. فقد كانت في تلك المرحلة خلافات بين القاضي الإرياني والشيخ عبدالله الأحمر، وكان الجيش منشقاً وفيه مراكز القوى.. وكان الاقتصاد منهاراً والأوضاع تفرض ضرورة التغيير وكان لا بد من التغيير، وكانت كل قوة أو طرف يبحثون عن مصالحهم ويريدون الحصول على نصيبهم من الكعكة، فيما كان إبراهيم الحمدي قبل ان يصبح رئيساً كانت لديه رؤيا ومشروع تقدم به إلى رئاسة الجمهورية الارياني وكانت الرؤيا أو المشروع تهدف إلى إصلاحات في الدولة والجيش.
وعندما أطلع الرئيس الارياني على المشروع الذي رفعه له إبراهيم الحمدي أعجب به ورأى أن المشروع يصب في مصلحة الوطن والشعب وهذا دفعه إلى إصدار قرارين القرار الأول قضى بتعيين إبراهيم الحمدي نائباً لرئيس الوزراء لشئون الداخلية والقرار الثاني تعيينه نائباً للقائد العام للقوات المسلحة بهدف إشرافه على تنفيذ مشروعه وإجراء إصلاحات في الجيش.
ولذا بدأ عمي إبراهيم بعد صدور القرارات الجمهورية بمشروعه الأول الخاص بإصلاحات الدولة وبدأ بمشروع التعاونيات التي كانت أساساً للسلطة اللامركزية في الحكم وضمان مشاركة الشعب في العملية التنموية لبلادهم ووطنهم ولنهضة اقتصادهم ولاختيار وتنفيذ مشاريعهم التي يحتاجون لها بأنفسهم .. فكان هذا من إنجازاته الكبيرة التي تحسب له ولكل من كانوا معه أو إلى جانبه في هذا العمل وقد استمرت مشاريعه بعد استشهاده حتى عام 1990 العام الذي تم فيه اغتيال التعاونيات..
هل بالإمكان معرفة نبذة عن حياتك وتحديداً نشأتك؟!
- أنا حياتي كالتالي ولدت في تعز عام 1962 وبقينا فيها سنة ونصفاً ثم سافرنا إلى مصر وبقينا فيها سنة ونصف ثم عدنا إلى صنعاء وبقينا فيها حتى قامت حرب السبعين ( حصار صنعاء ) ثم ذهبنا إلى الحديدة مع والدي بحكم عمله في الميناء وبقينا فيها حوالي ثلاث سنوات ثم عدنا مرة أخرى إلى صنعاء وبقينا فيها حتى عام 1977م ثم سافرنا إلى مصر مع والدي بعد اغتيال الرئيس إبراهيم وبعد إكمالي للدراسة في مصر عدت إلى اليمن في بداية الثمانينات وتحديداً في 1983م وقد واجهت مشاكل كثيرة في اليمن ولن أنساها أبدا..
وأيضاً في مصر فقد واجهنا صعوبة في التحاقنا بالمدارس والتعليم في مصر ولذا درسنا هناك بتوجيهات من الرئيس السادات.. وبعد ذلك كانت لدي رغبة قوية للعودة إلى اليمن لإكمال دراستي فيها وفوجئت في اليمن أن المسئولين عن التعليم والمدارس عندما كانوا يأخذون أوراقي ووثائقي الخاصة بطلب الالتحاق بالتعليم ويقرؤون أسمي كانوا يرفضون إكمال المعاملة أو قبولي في المدارس لأني من بيت الرئيس إبراهيم الحمدي وكانوا يرفضون أكثر عندما كانوا يعرفون انه عمي أخ والدي.. وذلك خوفاً من قمع النظام.
ورفضوا قبولي رغم أن الوزير كان صديقاً وزميلاً لوالدي منذ ما قبل الثورة.. وكنت عندما اطلب مقابلته كان يتهرب وبقيت ثلاثة أشهر أتابع معاملة قبولي والتحاقي حتى جاءت الموافقة ولكن بعد مشقة وعناء لأن كل من يعملون في وزارة التربية والتعليم كانوا يخافون من النظام السابق ومن علي عبدالله صالح.
كيف كانت علاقتك بابراهيم وعبد الله وماذا تتذكرين عن مواقفك معهما؟
- كان عمي عبدالله الحمدي رحمه الله يحبني كثيراً لأنه لم يكن لديه أبناء في ذلك الوقت وقالوا انه كان لا يفارقني لحظة وأنا أتذكر ملامحه وعندما كان يأخذني معه وقد التقطوا لي صورة وأنا في حضنه عندما كنت طفلة.. وقد سكنا نحن وعمي عبدالله في مكان واحد في صنعاء وتحديداً في شارع 26سبتمبر وكنا جيران.. وعندما كبرت لم تتغير مشاعره أو يتغير حبه لي وأنا أيضاً ما زالت مشاعري وحبي له كما كانت ولن أنساه طول ما حييت.
أما عمي إبراهيم الحمدي فاتذكر له أشياء ومواقف كثيرة جداً ومن أهمها بالنسبة لي.. ذات مرة ذهبت لزيارته في بيته ووجدت امرأة كبيرة تمشي وتبكي. وعندما سألتها لماذا تبكين؟! فأجابتني: كنت أريد أقابل الرئيس ولكن عسكره ما رضييوا (رفضوا) يدخلونني.
كم كان عدد العسكر الحراسة التي كانت موجودة في بيته؟
- من ثلاثة إلى أربعة عسكر حراسة مع السائق.
ماذا عن المرأة وبقية القصة؟
- بالنسبة للمرأة فقد قلت لها انتظريني هنا ودخلت البيت وسألت أهل البيت أين عمي؟ فقالوا: في الحمام.. وذهبت أدق عليه باب الحمام وكنت أدعيه يا عم ابراهيم اخرج سريع، وما زلت أتذكر تلك اللحظات حتى الآن عندما خرج مستعجلاً ومسرعاً وطاوياً المنشفة على جسده.. وقال لي وهو مبتسم: ما معك يا شقية أكيد معك شيء مهم، فقلت له القصة ثم تغير وجهه وخرج يجري وهو لابس المنشفة المطوية على جسده إلى الباب الرئيسي للبيت ودعا المرأة الكبيرة وقال لها تعالي يا والدة ثم وبخ العسكر وأدخل المرأة الى البيت وبعد ذلك ارتدى ملابسه وترك المرأة عند أهل البيت وجلست معه لحظات ثم تركته مع المرأة الكبيرة في السن التي فرحت كثيراً لإدخالها بيته وفرحت أكثر عندما قال لها لا تهتمي سوف أساعدك وأحل مشكلتك وعمي إبراهيم رحمه الله إذا قال كلمة أو قطع عهداً فإنه ينفذه ولا يخلفه.
وأعرف مواقف وقصصاً كثيرة من هذا النوع وكم من مرة قمت بزيارته إلى البيت ووجدت نساء ورجال أمام بيته وكانوا ما يسيرون من باب بيته إلا وقد حل وعالج مشاكلهم وقضاياهم.
عندما تولى رئاسة الجمهورية كم كان عمرك؟!
- كان عمري حوالي 12 سنة وعندما أستشهد كان عمري حوالي 15 أو 16 سنة.
ماذا تتذكرين عن آخر زيارة أو لقاء لك به؟
- إبتعثنا والدي لدراسة اللغة الانجليزية أنا وأخي في بريطانيا وأكملنا دراستنا وعدنا إلى اليمن مساء يوم السبت وفي يوم الاثنين قمت بزيارته الى البيت..
وأشير هنا إلى أن والدي كان قاضياً وعالماً في الدين وأصوله وفي الفقه ولم يكن متطرفاً في أفكاره ولم يفرق بيني وبين أخي في طلب العلم ولذا ابتعثنا لدراسة اللغة الانجليزية في بريطانيا.. المهم أن والدي عند عودتي نصحني أول ما وصلت بزيارة عمي إبراهيم رحمه الله وقمت بزيارته يوم الاثنين وكان معي ثلاث معاملات حق ناس مساكين وبعد ما استقبلني استقبال أب وجلست معه وأعطيته المعاملات وأخذ يفتشها ويبحث فيها ويتفحصها وكنت دائماً أعطيه معاملات في كل زيارة ثم ألتفت إليَّ وقال: نفسي تزورينني مرة واحدة من غير ورق معاملات وذلك من قبيل لطافته معي ثم قال لي: أي حين وصلت من سفرك ومتى وكيف حصلت على هذه المعاملات بهذه السرعة؟
فقلت له: والله يا عم ما يوجد أبسط من هذا..
فسألني: متى ستزورينني من دون معاملات وأوراق؟ متى تزورين عمك إبراهيم وليس عمك الرئيس ابراهيم؟
فجاوبته: سوف ازورك من دون معاملات وأوراق لما تقدم إستقالتك، أما انك عمي والرئيس، فأنا ازور عمي واحضر معي المعاملات والورق للرئيس.
فقال لي وهو مبتسم وممازح ومد يده (سبابته) نحوي يلاطفني: أنت ما أحد يقدر عليك.. كان هذا اللقاء آخر لقاء جمعني به وكان يوم الاثنين وفي يوم الثلاثاء قاموا باغتياله.
أستاذة ابتسام تحدثت عن إستقبالكم لخبر توليه لرئاسة الجمهورية فماذا عن استقبالكم لخبر اغتياله واستشهاده؟!
- أنا كنت نائمة وأصبت بصدمة كبيرة عندما صحوني من النوم وما زلت أعاني منها حتى الآن لأن الحزن والخوف كانا يملأن البيت وأنا صحوت وفتحت عيوني لأراهما وطوال السنوات الماضية ما زلت أعاني من تلك الصدمة والآثار التي خلفتها لي لأن نومي لم يعد طبيعياً.. أعاني من الأرق وعندما يأتي أحد من أفراد اسرتي يصيح اصحو ورأسي يألمني لأنهم وقت الحادثة عندما صحوني صحيت وقمت على أصوات الحزن المخيف صياح وبكاء وحزن كبير.
متى وصل خبر اغتيال أعمامك إبراهيم وعبد الله إلى والدك؟!
- وصل الخبر إلى والدي بعد ساعة من حدوثه (تقريباً).
أين ذهبتم بعد اليوم الأول لحادثة الاغتيال؟!
- ذهبنا إلى بيت عمي إبراهيم وكانت اسرتنا وعائلتنا كلها تعيش أصعب لحظات وأيام في حياتها لإنها كانت ميلاداً للحزن الأكبر في نفوسنا وقلوبنا وحياتنا وهذا الحزن يكبر معنا يوماً بعد يوم.
أين استقبلتم العزاء.. في بيت عمك ابراهيم او عمك عبد الله؟!
- تم استقبال العزاء في بيت عمي إبراهيم وفي بيت عمي عبدالله وكنا احياناً نذهب بيت عمي ابراهيم واحياناً أخرى نذهب بيت عمي عبدالله.
هل حضرت نساء وزوجات المسئولين لتقديم التعازي لنساء بيت الحمدي؟!
- بعضهن حضرن وبعضهن لم يحضرن.. وحضرت نساء كثيرات من غير نساء وزوجات المسئولين في الدولة رغم ان الاوضاع كانت مخيفة.. هذا ما سمعته وعرفته وكنت انا في سن صغيرة على فهم مثل هذه الأمور كما أن الحزن على أعمامي الشهيدين لم يترك لنا أي مجال لمعرفة أو للتعرف على كل من حضرن لتقديم التعازي..
من هم الشخصيات أو الأشخاص الذين توجهين لهم أصابع الأتهام؟ او المشكوك في قيامهم بعملية الاغتيال؟!
- أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح وقطينة وآخرون وسوف يفضحهم التاريخ والحقيقة لن تموت..
أين ذهب والدك بعد هذه الحادثة؟!
- لقد ظل والدي يبحث عن حقيقة المؤامرة والمعلومات عن الحادثة وقاموا بمضايقته ولذا سافرنا إلى مصر وما زلت اتذكر ما قاله عند سفره ونحن في المطار لقد دعا ربنا أن ينتقم لعمي ابراهيم وعمي عبدالله من القتلة كما دعى الله ان يخذل الذين خذلوا عمي ابراهيم رحمه الله.. لأن والدي كان يجري ويبحث عن الحقيقة وكان في البداية على ثقة من أن الكثيرين من أبناء الشعب والمقربين من عمي الرئيس ابراهيم لن يتركوا أو يبيعوا دمه ولكنه وجدهم خائفين صامتين لا يحركون ساكناً.
ماذا عن محاولة اغتيال والدك في مصر؟!
- حاول النظام السابق إرسال أشخاص مجرمين لاغتيال والدي في مصر وكانت هناك اكثر من محاولة ولكنها كانت كلها فاشلة.. وكانت المحاولة الأخيرة التي تمكنت أجهزة المخابرات المصرية من إفشالها والقبض على الجناة وهم متلبسون..
حيث تم القبض على اثنين من الذين ارسلهم علي عبدالله صالح لإغتيال والدي أمام بوابة العمارة التي كنا نسكن فيها وقد كان معهم فلوس ومسدسات كاتمة الصوت وقد اعترفوا للسلطات المصرية أنهم كانوا مكلفين من قبل علي عبدالله صالح بإغتيال محمد الحمدي وبعد هذا الاعتراف قامت السلطات المصرية بإبلاغ السلطات اليمنية بإنه إذا تكرر القيام بمثل هذه الأعمال على أراضيها فأنها- أي السلطات المصرية- سوف يكون لها رد قوي على الحكومة اليمنية.
هل ما زلتم تتعرضون لمضايقات واستهدافات النظام السابق؟!
- نعم ما زلنا نتعرض للمضايقات والاستهدافات إلى اليوم فنحن معظمنا لم يتم قبولنا في وظائف الدولة وكما ترى بنفسك ها نحن نعمل في أعمال حرة (شركة هندسية) ومع ذلك نادراً ما نحصل على مشاريع نقوم بتنفيذها رغم أن أعمالنا متميزة واكثر كفاءة وخبرة وبمواصفات علمية ومدروسة ولكنهم يضايقوننا لإننا من أسرة وأقارب الرئيس ابراهيم الحمدي.
ألم يعرض عليك النظام السابق أي مناصب أو إغراءات لأي هدف؟!
- النظام السابق حاول وسعى إلى ذلك ولكننا رفضنا كل العروض المقدمة وأنا شخصياً عرضوا عليَّ عضوية الأمانة العامة في المؤتمر الشعبي العام ورفضتها..
وعرضوا علي منصباً في وزارة كما عرضوا عليَّ حقيبة وزارية ورفضتها وكان هذا العرض عبر مسئول كبير في المؤتمر وقد قلت لهذا المسئول: أعطوني مشروعية للعمل مع هذا النظام أو الحكومة وإذا استطعتم ان تحصلوا عليها فأنا ما زلت لي رأيي الشخصي لإنه لا يجوز العمل مع هذا النظام وهذه الحكومة..
أما أفراد الأسرة الذين يعملون في الحكومة فهذا من حقوقهم كمواطنين ولكنهم مستبعدون من كل شيء ويعملون تحت ضغوط قوية ومهضومي الحقوق والترقيات..
وعلى سبيل المثال ستجد أن ابن عمي الدكتور محمد ابراهيم الحمدي تم منحه درجة وكيل في وزارة المياه والبيئة ولم يتمكن من المواصلة ولا يريد تلطيخ سمعته وسمعة والده الرئيس ابراهيم الحمدي ولذا أضطر لترك العمل في الوزارة.. ولإن عقليته نظيفة وسلوكه محترم أنظر أين مركزه الآن؟!
ما مركزه وأين يعمل حالياً؟!
- يعمل لدى الأمم المتحدة في بيروت ومركزه كبير جداً على مستوى الشرق الأوسط.
هل تتواصلين مع الفاضلات عماتك زوجات الرئيس إبراهيم والقائد عبدالله الحمدي؟
- أكيد أتواصل معهن وأذهب لزيارتهن من وقت إلى آخر.
كيف قضين وعشن أعمارهن بعد إغتيال أزواجهن؟! وهن في عمر الشباب؟
- قضين وعشن أعمارهن مثل كل نساء العالم المماثلات لهن اللواتي فقدن وخسرن أزواجهن كما هو حال عماتي زوجات أعمامي ابراهيم وعبدالله..
ماذا عن معاناتهن بعد حادثة الاغتيال؟!
- لقد كانت معاناتهن كبيرة لإنهن فقدن أزواجهن وهن ما زلن في سن الشباب كما هو حال الكثيرات من النساء أمثالهن ولكن كانت معاناتهن اكبر واكثر من بقية النساء بحكم أو على إعتبار أن أزواجهن الأولى زوجة رئيس تم إغتياله ولديها ابناء وتخاف عليهم من السياسية وأي شيء آخر وإقتحام العمل السياسي والثانية زوجة قائد عسكري كبير وأخ الرئيس وتخاف على ابنائها مثل الزوجة الأولى..
وقد عانين الكثير من الأمراض وخضن الكثير من العمليات وكانت حياتهن كلها معاناة وخوفاً وحزناً بعد حادثة الاغتيال.
لماذا كل هذا الصمت من قبل أسرة وأقارب الرئيس الحمدي وأخيه وعدم مطالبتهم بالقبض على الجناة (القتلة) والمطالبة بمحاكمتهم أو بتقديمهم للعدالة؟
لم يقم القتلة باغتيال إبراهيم الحمدي لشخصه أو لأنه ينتمي لأسرتنا وإنما قاموا باغتياله لصفته رئيساً للدولة وكان يحمل مشروعاً كبيراً يضع ويصل باليمن إلى مصاف الدول المتقدمة.. وهذا ما لم تكن تريده عدد من القوى والأطراف الداخلية والخارجية المحلية أو الدولية.. وهنا أريد أذكر لك قصة مهمة حدثت لي في مصر عندما كنا هناك وكنت أنا طالبة في ذلك الوقت وكنت حاصلة على العضوية في أحد النوادي وحدث أن أحد الأشخاص اليمنيين المقيمين في مصر والذين كانوا يعملون لصالح النظام السابق دفع بابنته للحصول على العضوية في نفس النادي الذي كنت فيه وبدأت تتقرب مني ثم تعارفنا أنا وهي وبدأت العلاقة تتطور بيننا وكانت دائماً تحاول وتسعى أن تحصل مني على معلومات عنا وعن أسرتنا وتحركاتنا واهتماماتنا وكانت تسألني عن اسباب عدم مطالبتنا بالقبض على قتلة أعمامي إبراهيم وعبد الله والمطالبة بمحاكمتهم وتقديمهم للعدالة وكان والدها يدفعها لمعرفة أي معلومات عن هذا الأمر ولم تنجح في مهمتها..
ولذا أريد أن أقول أن دم الرئيس إبراهيم الحمدي أمانة في أعناق الشعب وأبناء الوطن الذي ناضل من أجله إبراهيم الحمدي وسعى إلى النهوض به.. ودمه أمانة في أعناق الشعب الذي تقع عليه مسئولية الثأر لرئيسهم الذي أحبهم وأحبوه والثأر له ليس بالسلاح ولكن بإعادة وإكمال مشروعه في بناء الدولة المدنية الحديثة التي دفع حياته ثمناً لها.. فإبراهيم الحمدي لم يمت بل هو شهيد حي عند ربه يرزق.. ولكن أنتم من أصابكم الجوع والفقر والبطالة والاستبداد والظلم من بعد اغتياله وحتى هذا اليوم فإن ابناء الشعب مطالبون بإعادة مشروع إبراهيم الحمدي وإيلائه وإثرائه بأفكاركم ومقترحاتكم لأن الزمن أثبت لكم أن إبراهيم الحمدي عمل لأجلكم ولم يستغلكم أو يستغل ثروات الوطن له أو لأسرته.. وقد كان وفياً معكم ويجب أن تكونوا أوفياء معه ومع أنفسكم بإعادة مشروعه وتنفيذه وتجسيده على أرض الواقع لأنكم بذلك سوف تغتالون من قاموا باغتياله.. وإذا استطعتم أن تحققوا هذا المشروع فإنكم ستكونون قد أخذتم بالثأر لرئيسكم الشهيد إبراهيم الحمدي..
وفي لقاء جمعنا مع فؤاد وحمدي الحمدي.. نجلي شقيقي الرئيس إبراهيم سألناهما عن علاقة عائلة الحمدي بإبراهيم كرئيس فردا على أسئلتنا بالتناوب أحياناً يجيب فؤاد وأحياناً حمدي؟!
- ذات مرة قال لي والدي حفظه الله أن عمي الرئيس إبراهيم الحمدي كان يتحفظ في أمور كثيرة فيما يتعلق بالحكم أو شؤون الدولة وإدارته لها وكان والدي إذا حاول التدخل في أي أمر يتعلق بشؤون عمي إبراهيم كرئيس دولة أو بشؤون الدولة كان عمي يقول لوالدي: أنت مواطن فما علاقتك بأسرار الدولة؟! هذه دولة والدولة ليست مفصلة لإبراهيم الحمدي أو لأسرته وأقاربه.. هذه دولة ملك الشعب وما أنا إلا موظف فيها وأسرار الدولة لا تعطى لأي شخص ولكن سأعطيها للرئيس الذي سيأتي من بعدي كما تفرض عليَّ المسئولية ذلك..
تعز عاصمة للحكم
سمعنا أن الرئيس الحمدي كان محباً للحالمة تعز.. ماذا تعرفون عن ذلك؟!
- ما نعرفه أنه كان يحب محافظة تعز ويرى أن أبناءها هم الذين سيصنعون وسيقودون النهضة في اليمن لأنهم كانوا متعلمين ومثقفين وليس فيهم جهلاء إلا ما ندر.. حتى أن مشروعه وتوجهاته كانت صوب تعز كان يريد أن ينقل العاصمة إلى تعز لأن صنعاء محاطة بالقبائل من كل إتجاه، ولكن الذي حصل في عام 1977م أن لقاءاته مع الرئيس سالم ربيع علي أجلت هذا الموضوع لأنه كان لديه مشروع أكبر مع إخوانه ورفاقه قادات الجنوب وهو تحقيق الوحدة اليمنية ولو تم اختيار تعز عاصمة للحكم لكان ذلك سيغير مجرى التاريخ..
الرئيس الحمدي خرج وحيداً لإنقاذ المصريين
هل يمكن أن تذكري لنا موقف جعلك معجبةً وفخورةً بعمك؟
- كان الرئيس الحمدي قد أتفق مع الرئيس السادات خلال زيارة رسمية قام بها إلى مصر.. باستقدام مدرسين وكوادر مؤهلة في مجالات مختلفة للعمل في اليمن.
وفي أحد الأيام الموسمية لهطول الأمطار من عام 1976م كان عدد من المدرسين المصريين ذاهبين إلى المحويت بعد إنطلاقهم من صنعاء وفي طريقهم هطلت الأمطار بغزارة شديدة وعندما وصلوا إلى منطقة الأهجر حاصرتهم السيول وتوقفت السيارة التي كانت تقلهم.. وهي نوع ديهاتسوا أجرة وكان عددهم (5) مدرسين وعندما وصل البلاغ إلى منزل الرئيس الحمدي لم يصبر لحظة واحدة فخرج لوحده وبمفرده بسيارته الفوكسويجان من دون حراسة وذهب إلى موقع الحادثة في الأهجر وشارك في إنقاذ المدرسين والسيارة قد تعلقت فوق كومة تراب كبيرة وأحجار ولولا عناية الله لكانوا في عداد الموتى.. الرئيس الحمدي لم يقف متفرجاً ولكنه شارك بنفسه مع أخرين حتى تم إنقاذهم وإخراجهم بسلام لإنهم واجهوا الموت وجهاً لوجه واستمرت عملية الانقاذ منذ العصر وحتى بعد صلاة العشاء.. المدرسون المصريون لم يصدقوا أن رئيس الدولة موجود إلى جانبهم وكأنه مواطن وشعروا بسعادة كبيرة أنستهم معاناتهم وأحزانهم في تلك اللحظات التعيسة التي تقابلوا فيها مع الموت وجه لوجه ولم يتركهم الرئيس الحمدي إلا بعد أن قام بتوفير الأمان لهم وتسهيل أمر وصولهم إلى المدرسة التي يعملون فيها.. ولم يعد الحمدي إلى صنعاء ولكنه عاد إلى ثلا وعندما وصل إلى أسرته وأقاربه لم يصدقوا أنه الرئيس الحمدي لأن شكله كان متغيراً وملابسه متسخة وكأنه عامل بناء حجر وطين.. وكانت ملابسه مبللة كما كان جائعاً ومتعباً ومرهقاً إلى حد لا يصدق.
السعودية دعمت الغشمي ثلاث مرات لاغتيال الحمدي
قبل إغتيال عمك هل كان هناك حديث عن مؤامرة لتصفيته؟
- نعم كان ذلك قبل ثلاثة أشهر من حادثة الاغتيال حيث جاء الأستاذ أحمد دهمش إلى عمي الرئيس إبراهيم الحمدي وقال له أن هناك مؤامرة عليه وأن السعودية تخطط لقتله وأن رأس المؤامرة في اليمن هو أحمد الغشمي واقترح على الحمدي أن يقوم بإقالة الغشمي وعلي صالح والمشاركين في المؤامرة على قتله وبعد هذا اللقاء قام الرئيس الحمدي باستدعاء الغشمي وقال له: سمعت أن السعودية تسعى أو تحاول قتلي بواسطة أياد يمنية وأنت على رأس هذه المؤامرة.
- فقال الغشمي للرئيس الحمدي الذي جمعته صداقة وعلاقة قوية بالغشمي: الإخوة في السعودية تواصلوا معي وطلبوا مني أن أقوم بقتلك واغتيالك وكنت أريد أن أخبرك وما وجدت فرصة وقد أعطوني شوالات زلط وأنا جئت أبلغك الآن وإذا فيك شك مني وبما أقوله ها أنا أمامك مستعد لأي عقوبة تراها..
ونظراً لطبيعة العلاقة التي جمعت بينهما ولطيبة الرئيس الحمدي لم يتخذ ضده أي عقوبات ولم يعط هذا الموضوع أي اهتمام وكان يرى أن تآمر الغشمي ضده ووقوفه وراء عملية اغتياله من الامور المستحيلة.
فقال الرئيس الحمدي للغشمي: الزلط التي حصلت عليها خذها ووزعها على قبائل همدان الذين يضجونك وكانت القبائل من همدان وضلاع همدان يأتون إلى الرئاسة ويشغلون الغشمي.
- وبعد ذلك استلم الغشمي مبلغاً أخر من السعودية لنفس الهدف (اغتيال الحمدي) وجاء إلى الرئيس الحمدي للمرة الثانية.. وقال له: يا فندم إبراهيم أنا استلمت مبلغاً أخر من السعودية لقتلك وتصفيتك.. برأيك ماذا أفعل الآن؟!
قال له عمي إبراهيم الحمدي: خذ المال منهم واستمر معهم وأخبرني عن أي مستجدات وهذا جعل عمي الرئيس إبراهيم الحمدي يثق بولاء الغشمي له وتولد لديه انطباع أن الغشمي لن يخونه ولن يقوم بتنفيذ عملية الاغتيال وقد أستلم الغشمي مبلغاً ثالثاً من السعودية لاغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي ولأن ولإعتبارات كثيرة لم يكن عمي إبراهيم ليصدق أي شخص يقول له ان الغشمي يرأس مؤامرة لاغتيالك أو لقتلك وهذا العمل يؤكد أن الخطة هي أن يجعلوا عمي الرئيس الحمدي يشعر بالأمان من الغشمي أو المشاركين معه في المؤامرة ضده ليباغتوه في الاغتيال.
مؤامرة الهذيان
قيل أن الملحق السعودي في اليمن صالح الهذيان هو من خطط لعملية الإغتيال فما صحة ذلك؟!
- في إحدى المرات طلب الملحق العسكري السعودي صالح الهذيان- من عبد الله الشمسي مدير مكتب الرئيس الحمدي ومسئول الاستطلاع الحربي تحديد موعد يتواجد فيه الرئيس الحمدي للالتقاء به ولم يكن الشمسي يعلم بأسباب طلب اللقاء بالرئيس.
وفي اللقاء الذي جمعهما طلب الملحق العسكري السعودي صالح الهذيان من الرئيس الحمدي إدخال خمسة أشخاص (كانوا يعملون لصالح السعودية) في التشكيلة الوزارية الجديدة يستعد الرئيس الحمدي لإصدار قراره بتشكيلها وإعلانها.
فقال له الرئيس الحمدي: أنا موافق ولكن بشرط أن أعطيكم أسماء خمسة أشخاص في السعودية تضمونهم أو تدخلونهم ضمن وزراء حكومة السعودية المقبلة.
فقال الهذيان للرئيس: ولكن هذا ما يصح يا طويل العمر.. ورد عليه الرئيس الحمدي: لماذا شروطنا لا تصح وشروطكم تصح؟!
طبعاً.. وحصل بينهما شد وجذب ووصل الحوار بينهما إلى طريق مسدود فقال عمي الرئيس الحمدي لمدير مكتبه الضابط عبد الله الشمسي: يا عبد الله خذ الهذيان إلى مقر سكنه الآن وضعه تحت الحراسة ولا تجعلوه يخرج منها وقد حقد الملحق العسكري السعودي صالح الهذيان على الرئيس الحمدي بسبب هذا الموقف وغادر إلى السعودية حينها ورفع تقارير وأخبار تحمل الكذب في مضامينها- ورفعها إلى الأمير سلطان الذي كان حينها المسئول الأول عن الدفاع والأمن في السعودية وهو الذي كان يقوم بتعيين ضباط ملحقيين عسكريين في سفاراتهم لدى الدول.. وكان هذا يقع في إطار عمله وكان الملحق العسكري الهذيان يعمل للأمير سلطان وتحت إشرافه وربما دس وزيف الأكاذيب في تقاريره وأقواله للإخوة في السعودية عن الرئيس الحمدي وتوجهاته السياسية ونواياه في الحكم أو في المستقبل وعن معاملته لهم.. وهذا ما سمعنا به وعرفنا أن الهذيان قال للأمير سلطان أن الرئيس إبراهيم الحمدي أهانني وطردني من اليمن لأني أمثلك أو أمثلكم وأمثل السعودية في اليمن وهي رسالة من قبل الرئيس الحمدي لكم ولذا يجب التخلص منه.
وهذه القصة ربما تكون من أهم أسباب المؤامرة ضد الرئيس الحمدي باغتياله واغتيال أخيه عبد الله..
الشيخ الأحمر: تآمرت على مشروع الحمدي وانا بريء من دمه
هناك قوى تشير إلى أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان له يد في المؤامرة أو مشترك فيها المؤامرة وأنتم تنفون ذلك فلماذا؟!
- عندما تم اختيار الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيساً لمجلس النواب بعد تحقيق الوحدة المباركة خلفاً للدكتور ياسين سعيد نعمان كان عمنا عبدالرحمن محمد الحمدي عضواً في مجلس النواب وقد التقوا ذات مرة هو والشيخ عبدالله في أحد المجالس (المقايل) ودار بينهما الحديث ثم قال الشيخ عبدالله الأحمر لعمي عبدالرحمن: شوف يا عبدالرحمن.. لقد كنا أنا وأخوك إبراهيم الحمدي (رحمه الله) أصدقاء وكنا قد اختلفنا انا وابراهيم في بعض الأمور ولكن كان اختلافنا اختلاف رجال، وليس من طبعي وصفاتي أو عاداتي وتقاليدي أن أعزم شخصاً في بيتي وأقتله حتى لو كان عدوي بالرغم من أن اخاك ابراهيم (رحمه الله) وقف ضدي وعزلني وقلل من شأني إلا اني لم أتآمر عليه وعلى إغتياله ولكني تآمرت على مشروعه لأنه جاء يقصقص أجنحتي وانا بريء من دمه براءة الذئب من دم يوسف..
ورغم كل ما فعله وقام به ابراهيم ضدي إلا أني أدنت واستنكرت إغتياله واسلوب إغتياله والجريمة التي أرادوا تلفيقها وتلبيسها له ولأخيه عبدالله مع الفرنسيتين..
وقال الشيخ عبدالله لعمي عبدالرحمن الحمدي أن قصة ابراهيم الحمدي والفرنسيتين ليست صحيحة وإبراهيم ليس من هذا النوع من الرجال وهو بريء.. فأنا اعرفه حق المعرفة وأخلاقه رفيعة وقد عرفته رجل دولة وطنياً ومخلصاً لوطنه ولشعبه..
ومما قاله الشيخ الأحمر في اللقاء الذي جمعهما هو وعمي عبدالرحمن وعدد من الحاضرين: أنا أقول الحقيقة وأشهدكم اني بريء من دم إبراهيم الحمدي..
بعد حادثة الإغتيال للرئيس وأخيه.. أين ذهبت أسرتاهما وأقاربهما هل عادوا إلى ثلا أم سافروا الخارج أم ماذا؟!
- بعد حادثة إغتيالهما.. بعض الأسر والأقارب من بيت الحمدي عادوا إلى ثلا وبعضهم سافروا إلى الخارج وآخرون تم توقيفهم واستبعادهم من وظائفهم وبقي أقارب واهل الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي والشهيد عبدالله الحمدي تحت المراقبة من قبل النظام السابق سواء في فترة أحمد الغشمي أو فترة حكم علي عبدالله صالح.. ولذا سوف تلاحظ أن أقارب وأهل الرئيس الحمدي لم يشاركوا أو ينخرطوا في أي عمل سياسي أو حزب أو تنظيم سياسي منذ إغتيال الرئيس الحمدي وحتى اليوم لأن النظام السابق المتمثل في أحمد الغمشي وعلي عبدالله صالح مارس ضدهم ضغوطات كبيرة جداً إلى حد التهديدات المباشرة وغير المباشرة لهم بعدم القيام بأي عمل يبرز ويذكر الشعب ب (الحمدي) الرئيس الذي ما زال الشعب اليمني العظيم يتذكره حتى الآن..
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر اعترف أن إبراهيم رجل دولة ومخلص لشعبه ووطنه وقال أنه تآمر على مشروعه لكنه بريء من دمه
---
قرار تعيين نشوان الحمدي سفيراً في الصين جاء من أجل إبعاده عن ساحة الثورة
هل كانت أسرة الرئيس الحمدي أو أسرة عبدالله تحصلان على دعم من الرئيس علي عبدالله صالح أو النظام السابق؟!
- لا .. لم يحصلوا على أي دعم وإذا حصلوا على دعم فقد كانت هناك شخصيات كبيرة تتدخل وتنصح علي صالح بضرورة دعم ومساعدة أسرتي وأقارب الرئيس الحمدي وأخيه عبدالله..
أما بالنسبة لأبناء وأسرة وأقارب الرئيس الحمدي وعبدالله الحمدي فإنهم لم يذهبوا ولو لمرة واحدة إلى الرئاسة أو إلى علي صالح يطلبون ويستجدون الدعم والمساعدة.
إلا أن إحدى الشخصيات اليمنية المعروفة التي ربما كانت تسعى وتحاول أن تلعب دور الواسطة بين الطرفين وربما كان مكلفاً ومدفوعاً من قبل علي صالح بذلك وكان علي صالح قد أهدى سيارة لأحد أقارب الرئيس الحمدي والذي حاول عدم قبولها على الاطلاق إلا أن الواسطة قال له خذوها ولا تعتبروها مقابل شيء ولذا تم قبول هذه السيارة على أساس مختلف مما يفسره أو يظنه البعض.
وكانت القطيعة أكبر بين أسرة وأقارب الرئيس الحمدي مع الغشمي ونظامه في ذلك الوقت ولم تحصل أسرة وأقارب ابراهيم وعبدالله الحمدي على أي دعم أو مساعدة ولكن العكس من ذلك.
وفي الفترة الأخيرة للنظام السابق ولأسباب سياسية معروفة قام النظام السابق أو علي صالح بتعيين الأخ نشوان ابراهيم الحمدي سفيراً لليمن لدى الصين ليس مكافئة أو من باب الوطنية ولكن بهدف إبعاده أو إستبعاده حتى لا يذاع له صيت وسمعة داخل الوطن وفي صفوف شباب الثورة السلمية وربما خاف علي صالح من أي دور سياسي قد يلعبه الأخ نشوان ابراهيم الحمدي خلال مرحلة الثورة السلمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.