كشفت دراسة إحصائية أعدتها "نبأ نيوز" حول مسيرة نشاط الصحف الإلكترونية اليمنية عن احتلال موقع (الصحوة نت) مركز الصدارة على امتداد فترة الدراسة البالغة (100 يوماً)، فيما تذبذبت بقية المواقع الإخبارية الأخرى بين صعود ونزول، في نفس الوقت الذي تشهد ساحة الصحافة الالكترونية اليمنية ظاهرة تقهقر الرواد الأوائل، والتقدم النشط للجيل الجديد من المواقع الإخبارية التي ظهرت خلال العام الماضي 2005م. وبحسب الجداول الإحصائية لمحركات (ألكسا Alexa) العالمية، التي رصدتها "نبأ نيوز" منذ (10/ فبراير/2006م) ولغاية (22/ مايو/2006م) وشملت (14) موقعاً إخباريا يمنياً، فإن (الصحوة نت) تصدرت الصحف الالكترونية اليمنية واحتلت المركز الأول ضمن ترتيب (9.491)، وجاءت (نيوز يمن) في المركز الثاني بترتيب (10.166) ، و(المؤتمر نت) بالمركز الثالث بترتيب (11.328)، واحتلت صحيفة (الأيام) المركز الرابع بترتيب (12.158)، ثم (26سبتمبر نت) بالمركز الخامس بترتيب ( 14.642)، مسجلاً بذلك تراجعاً عن مراكزه السابقة منذ أبريل الماضي ، وفاسحاً المجال لمواقع مستقلة مثل "الأيام"، و"نيوز يمن" للتقدم بقوة خاصة بالنسبة ل"نيوز يمن" الذي تقدم منذ (10/ فبراير) وحتى (22/ مايو) ما مقداره(10.118) مرتبة في الوقت الذي سجل موقع "سبتمبر نت" تقدماً بمقدار (1.548) مرتبة للفترة ذاتها. كما أن موقع (المؤتمر نت) الذي انهار في عهد رئيس تحريره السابق، وعاش مرحلة موت سريري، انتعش مجدداً ، وسجل تقدماً مناسباً بواقع (3.984) مرتبة خلال (10/ مارس – 22 مايو)، إلاّ أنه ظل بعيداً عن مركزه الأول الذي كان يحتله حتى منتصف العام الماضي، إذ أن حتى تقدم "الصحوة نت" لم يتعد (1.111) مرتبة خلال الفترة ذاتها؛ وهي حالة تبدو ضمن موجة تقهقر للمواقع الحزبية والرسمية عامة مقابل تقدم كبير تحققه المواقع المستقلة، جراء مساحة الحرية والاعتدال النسبي الممنوحة لها ، خلافاً للمواقع الحزبية (سلطة ومعارضة) وكذلك الرسمية التي تعمل وفق خطاب رتيب، ووجهات نظر محددة، لا تبدو مشجعة للكثير من الزوار. تلك الحلقة الخماسية الأقوى بين المتنافسين ، والتي تشتد مساحة تقدمها ضيقاً كلما أحرزت خطوة نحو الأمام نظراً لدخولها ملاعب المنافسين الكبار على مستوى العالم، كان أبرز ملامحها هو أن "نيوز يمن " ، و"الأيام" تعد مواقع حديثة نشأت عام 2005م (انظر الجدول المرفق) بينما "الصحوة نت" نشأت في 2001م، و"المؤتمر نت" في 2003م، و"سبتمبر نت" في 2004م، وهو الأمر الذي يحسب للجيل الجديد من المواقع.. مع أن التقدم السريع ل"نيوز يمن" تدخل فيه حسابات أنه يمثل موقعين (عربي/ انجليزي) وبالتالي فان ما يجنيه يأتي مضاعفاً وهذا لا يلغي مستوى المهنية الجيدة.. وبكل الأحوال فانه مرشح خلال نهاية الشهر الجاري لاحتلال مركز الصدارة للمواقع الإخبارية اليمنية نظراً لحالة المراوحة في المكان التي يشهدها صاحب المركز الأول "الصحوة نت" منذ أكثر من شهر. أما لو انتقلنا الى المواقع الخمسة التالية بالترتيب، فسنجد أن جميعها من جيل (2003 / 2004م)، فموقع "الثورة نت" تبوء المركز السادس بترتيب (24.967) وبات من المواقع الرسمية الأنشط، إذ حقق تقدماً بمقدار (19.095) مرتبة خلال (100 يوم- الفترة موضوع الدراسة) ليتجاوز موقع الوكالة الرسمية (سبأ نت) الذي تراجع الى المركز السابع بترتيب (34.156) ويعاني من خمول شديد في حركته كون الملاحظ عليه أنه لا يكترث لعامل الزمن في التحديث، وغالباً ما تسبقه مواقع أخرى في نقل الأحداث رغم أنه الوكالة الرسمية، وتم إطلاقه للعمل منذ 15/1/2003م، أي بعد إطلاق "المؤتمر نت" بتسعة أيام فقط. أما المركز الثامن فقد احتله موقع "ناس برس"- من جيل 2004م- الذي يعتبر الأنشط بين هذه المجموعة إذ حقق ترتيب (34.786) ، ومن المتوقع أن يجتاز موقع (سبأ نت) خلال اليومين القادمين.. وبحسب الإحصائيات فأنه خلال (100 يوم) اجتاز (33.997) مرتبة. أما المركز التاسع فقد كان من نصيب (رأي نيوز) وهو من جيل مواقع 2004م، إلاّ أنه ما زال يعيش حالة من الخمول النسبي، فهو لم يتقدم خلال (100 يوم) سوى (3.045) مرتبة ليحتل ترتيب (35.107)، وهو رقم مقارب لمنزلته في إحصائية 10/ابريل/2006م الذي كان ترتيبه فيه (35.362). وفي المركز العاشر يأتي موقع (الشورى نت) الذي عاش خلال فترة (10فبراير- 10 أبريل) فترة خمول ثم استجمع قواه وانطلق بقوة منذ أواخر أبريل وحتى اليوم ليحقق ترتيب (36.454) بعد أن كان في (10 فبراير) بترتيب ( 61.021) ثم وصل في (10 أبريل) الى (52.147)- أي أنه تقدم خلال مائة يوم بمقدار (24.567) مرتبة. المجموعة الأخيرة من الصحف الالكترونية تتألف من أربعة مواقع ، اثنان منها من الجيل القديم وهما (الوحدوي نت) تأسس في أكتوبر 2003م، و(التغيير نت) تأسس في يناير 2004م، ويعتبران متأخران عن جيلهما ، إذ أن "التغيير نت" احتل المرتبة الحادية عشرة بترتيب (38.004)، فيما حظي "الوحدوي نت" بترتيب (70.473). أما الموقعين الآخرين فهما حديثان، ولم يمضي على تأسيسهما نصف عام، وهما (نبأ نيوز) تأسس في منتصف نوفمبر 2005م، واحتل ترتيب (82.943) وهو رقم قياسي مقارنة بعمر الموقع، إذ أنه خلال (100 يوم) حقق تقدماً مقداره (61.979) وهو الأعلى بعد "التغيير نت" الذي تقدم (69.615) مرتبة مع الأخذ بنظر الاعتبار فارق عمر الاثنين، أما(الاشتراكي نت) فقد تأسس في 20/يناير 2006م، واستطاع خلال فترة قصيرة ان يحتل ترتيب (107.828) وبسرعة تقدم مقدارها (31.170) وهي عالية مقارنة بقصر عمره وبالفترة التي احتاجتها المواقع الأخرى للوصول الى هذا الرقم. وعلى ضوء ما سبق نستطيع أن نستشف أن حراكاً كبيراً تشهده الصحافة الالكترونية اليمنية، وأن المنافسة حادة الى قدر ما ، لكن المعدلات المذكورة من التقدم لكل موقع ينبغي أن تقاس الى عمر كل منها، حيث أن محركات (ألكسا Alexa) العالمية تأخذ عامل الزمن بنظر الاعتبار كونه يمثل مساحة فرصة التعرف على الموقع، وبالتالي فعندما يمضي عام على أحد المواقع يكون قد أخذ فرصته من التعريف بنفسه لجمهور القراء، ويتوقع أن يرتفع عدد زواره الى المستوى الذي يضعه ضمن النخبة، إلاّ أنه عندما لا يحقق ذلك ضمن تلك المدة فأنه يعد إخفاقا الى حد ما، وهو ما يجب على مواقع جيل 2004م وما دون الالتفات إليه. وعلى أية حال فإن كل مستويات التقدم المحققة في اليمن تعد ايجابية مقارنة الى معدل مستخدمي الانترنت في اليمن، والى العدد الهائل من الصحف الورقية المنتشرة في الأسواق، ومقارنة الى غياب المؤسسات الأكاديمية للصحافة الالكترونية التي من شأنها رفع مهارة الصحافيين في هذا المضمار والارتقاء بقدراتهم الى المستوى المنافس لأداء غيرهم في بلدان أخرى. فمن الواضح أن الغالبية العظمى ما زالت تتعامل مع الخبر في الصحيفة الالكترونية بنفس طريقتها في الصحف الورقية، من حيث طول العنوان، وحجم الخبر، وتفاصيله، وسرعة التعامل معه.. فضلاً عن تحديد الجهة المستهدفة منه. فاللبس في هذه الأمور ما يلبث أن ينعكس على أعداد زوار الموقع.. فالبعض ينسى أن متصفح الانترنت أمامه خيارات متعددة جداً للحصول على المعلومة منها، بينما متصفح الصحيفة الورقية ليس أمامه إلاّ خيارات محدودة جداً تستعرض أخبار ما قبل ساعات في زمن تتجدد فيه الأحداث بين اللحظة والأخرى.. كما أن كثيرين يتجاهلون أن القارئ متعدد الرغبات والانفعالات ويتطلع الى إشباع الجزء الأكبر من رغباته، وهو يأمل عندما يتصفح موقع ما أن يجد السياسة والاقتصاد والثقافة، والأخبار الخفيفة التي تخفف عنه عناء الحياة وهموم السياسة والتوترات في العالم. ولعل النقطة الأهم التي نغفلها أحياناً هي أن الانترنت عالم مفتوح لكل الثقافات ولمختلف المستويات، ومن جميع أنحاء العالم.. وعليه فإن خطاب الصحيفة الالكترونية يجب أن لا تبني خطابها على أساس محلي صرف، ولا طبقاً لمستوى ثقافي محدد، ولا بلغة دارجة من غير تعريف لمعانيها.. أي أن المهنية العالية هي أساس عمل الصحافة الالكترونية.. ففي كل مكان من العالم هناك من يبحث عن خبر أو معلومة، وهناك من هو مستعد لتقديم هذه المعلومة له، فلماذا لا تكون أنت الأسبق لمده بما يريد !؟