بدأت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، السبت، حملة تواصل دبلوماسي في جميع أنحاء الشرق الأوسط على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، في الوقت الذي تعمل فيه على تحديد ملامح خط السلطة في الحكومة المصرية وتكوين المجلس الأعلى العسكري الذي يتولى إدارة شؤون مصر في أعقاب تنحي الرئيس، حسني مبارك، الجمعة. وقال مسؤولون بارزون في واشنطن إنه رغم معرفة الإدارة بكافة أعضاء المجلس العسكري، إلا أنه من غير الواضح من يتولى القضايا الدبلوماسية، وقال أحدهم: "عليهم توضيح من يتولى الحكومة." وأضاف آخر: "أيا من يختاره المصريون سوف نتعامل معه"، وقال ثالث إن التساؤل الأبرز في الوقت الراهن هو مستقبل نائب الرئيس المصري، عمر سليمان. وكان مبارك قد عيين مدير جهاز الاستخبارات كأول نائب له منذ توليه السلطة قبل 30 عاماً، ضمن مجموعة تدابير تبناها لم تفلح في تهدئة الانتفاضة الشعبية التي نجحت في الإطاحة به، الجمعة. وكشفت المصادر، التي رفضت كشف هويتها نظراً لحساسية القضية، إن كبار المسؤولين في الخارجية الأمريكية فتحوا خطوط اتصال بكافة وزراء الخارجية العرب، ومن المتوقع أن تجري وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، اتصالات مع القادة في عطلة نهاية الأسبوع. ومن المتوقع إيفاد، ويليام بيرنز، ثالث أكبر مسؤول في الخارجية الأمريكية، إلى الأردن لمناقشة "الأحداث التاريخية في مصر إلى جانب طائفة أخرى من القضايا الإقليمية والثنائية." كما يتوجه، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايك مولين، إلى إسرائيل في زيارة مقررة، كما سيتوقف في الأردن لإجراء مباحثات. والجمعة، تحدث سيناتور جمهوري لحشد من الصحفيين شريطة عدم كشف هويته، قائلاً إن الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة ومصر متوقفة فعلياً، ونوه بقوله "من الصعوبة للغاية تلقي معلومات عبر القنوات الدبلوماسية المألوفة وضعاً في الإعتبار رتيبة التغييرات السريعة." كما أقر مسؤولون في الخارجية الأمريكية، الجمعة، بصعوبة الاتصال بأعضاء الحكومة المصرية الجديدة خلال اليومين الماضيين. وذكرت مصادر رفيعة في الخارجية الأمريكية إن الإدارة راقبت بحرص الأحداث في "ميدان التحرير" السبت، بعيد إعلان المجلس العسكري الأعلى الحاكم إن رفع قانون الطوارئ مرهون بالأوضاع الأمنية القائمة. وقال أحدهم: "لقد حققوا كافة أهدافهم ولذلك نريد أن نرى إذا ما سوف تتوقف الاحتجاجات." وبالإضافة إلى ذلك تراقب واشنطن انضمام قاعدة عريضة من الأحزاب المعارضة للعملية السياسية في مصر طالما تنحى مبارك. هذا وقد أبدى بعض المحتجين استعدادهم لمواصلة الاحتجاجات لتحقيق المزيد من المطالب وتتضمن تقديم مبارك للمحاكمة. ويذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرر، السبت، الإبقاء على حكومة الحالية، برئاسة أحمد شفيق، كحكومة تصريف أعمال، ومن المتوقع أن تجتمع، الأحد، لمناقشة عددا من التقارير الداخلية المهمة، وفق التلفزيون الرسمي.