اختتم الباحثون اليمنيون الدارسون بالجامعات المصرية مؤتمرهم العلمي الثاني في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة وسط أجواء علمية نشطة متميزا بتفاعل الباحثين اليمنيين في عرض أبحاث ودراسات علمية تناولت العديد من القضايا المرتبطة باليمن وأوضاعها المختلفة. وشهد المؤتمر الذي رعاه كل من د/ عبد الولي الشميري - سفير اليمن بمصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، وأ.د/ أحمد يوسف أحمد - عميد معهد البحوث والدراسات العربية- حضورا مكثفا للباحثين اليمنيين بمشاركة شخصيات أكاديمية معروفة في ترأس جلسات المؤتمر التي جرت على مدى يومين، والذي جاء متزامنا مع احتفالات اليمن بالذكرى 16 لقيام الوحدة اليمنية وتولى التنظيم والأعداد له مجموعة من الباحثين اليمنيين في لجنة برئاسة الباحث عبد الجليل محمد كامل الذي تبنى الفكرة حتى رأت النور في العام الماضي الذي شهد انعقاد المؤتمر الأول بنجاح. وكانت الدراسات المقدمة من قبل الباحثين اليمنيين الدارسين في الجامعات المصرية أبرز ما ميز المؤتمر والنتائج المهمة التي تم عرضها بحرية مطلقة دون أية قيود من خلال جلساته المختلفة التي ضمت ستة محاور كانت كما يلي: في المحور التاريخي..قدم الباحث مهدي محمد الحرازي عرضا لدراسته "تراجم علماء اليمن بين الواقع والطموح " ، فيما قدمت الباحثة جميلة هادي الرجوي عرضا لدراستها "العلاقات اليمنية - المصرية في عهد محمد علي باشا " ، وقدم الباحث يحيى محمد غالب عرضا لدراسته"اليمنيون في الأرخبيل الإندونيسي".. ورأس الجلسة العلمية أ.د/ رؤوف عباس أستاذ التأريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة. وفي المحور السياسي الذي رأسه أ.د/ أحمد الكبسي نائب رئيس جامعة صنعاء وأستاذ العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد وبمشاركة أ.د/ جلال فقيرة وزير الزراعة والموارد المائية باليمن كمعقب قدم الباحث فيصل حمود المخلافي عرضا لدراسته عن "السلطة التشريعية في الجمهورية اليمنية"، وقدم الباحث نبيل على محسن الشرجبي عرضا لدراسته عن"الدبلوماسية اليمنية تجاه الأزمات" وقدم الباحث عادل عبد الحميد غنيمه عرضا لدراسته "اليمن ومجلس التعاون الخليجي..الواقع وآفاق المستقبل".. وعرض الباحث على أحمد الديلمي دراسته عن "إمكانية التكامل بين اليمن ودول الخليج العربي"، كما شاركت الباحثة نهى عبد الله السدمي بعرض لدراستها عن "أثر ظاهرة الإرهاب على السياسة اليمنية بعد 11 سبتمبر" وفي محور العلوم التطبيقية التي رأسها أ.د/عادل المحلاوي أستاذ الميكروبولوجي بكلية العلوم جامعة عين شمس وعقبت فيها أ.د/إيناس الشطوري مدرس الميكروبولوجي بنفس الكلية قدم الباحث سالم علي الوصابي عرضا لدراسته "الفراغات التوبولوجية الفازية الحدسية"واستعرض الباحث محمد أحمد عقلان ملخصا لدراسته "كفاءة العلاج المعرفي لعلاج القلق والأكتئاب" كما قدم الباحث يحي صالح الأوذن عرضا لدراسته "أثر المبيدات على الأنسجة الحيوانية" وقدم الباحث عبد الرحمن حميد عرضا لدراسته "تأثير المضاد للبكتيريا لعسل النحل ضد البكتيريا المعزولة لجروح الحروق" واختتم الباحث بشير أحمد العفيري بعرض لدراسته "المناعة عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي ب " وفي المحور الاقتصادي الذي رأس الجلسة العلمية فيه أ.د/عبد الهادي السويفي أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة أسيوط رئيس قسم لبحوث والدراسات الاقتصادية بمعهد البحوث العربية وبتعقيب من الأستاذ جمال شرهان المستشار برئاسة الجمهورية في اليمن قدم الباحث محمد ضيف الله القطابري عرضا لدراسته عن "دور البنوك الإسلامية اليمنية في التنمية الاقتصادية" وقدم الباحث أحمد الشعبي عرضا لدراسته عن "المتغيرات المحلية والإقليمية في سوق العمل اليمني وسبل معالجة البطالة" كما قدم الباحث محمود عبده ثابت عرضا لدراسته عن " الأهمية المستقبلية للطاقة المتجددة في صناعة الكهرباء في اليمن ". وفي المحور الإعلامي الذي رأسه الزميل الإعلامي الأستاذ خالد عمر قدمت الباحثة صباح الخيشني عرضا لدراستها عن "دور التحقيق الصحفي في معالجة قضايا المجتمع " وقدم الباحث "عبد الله محمد غراب عرضا لدراسته التحليلية عن "معالجة الأعلام اليمني للقضايا العربية" واختتم المؤتمر جلساته بالمحور القانوني الذي رأسه العالم الكبير أ.د/ يحي الجمل استاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق جامعة القاهرة ورئيس قسم القانون بمعهد البحوث العربية قدم الباحث مطيع علي جبير عرضا لدراسة "نحو إنشاء قضاء إداري في اليمن "وقدم الباحث "محمد عبد الرزاق فرحان"عرضا لدراسته عن "وظيفة المؤسسات العقابية في النظم المعاصرة وموقف التشريع اليمني منها " واختتم الباحث عبد الخالق الصلوي بورقة عمل عن "تكاملية الأدوار بين المجتمع ورجال الشرطة". وقد قدم كل باحث مجموعة من التوصيات وفقا للنتائج التي توصلت اليها دراسته لكن الباحثين عبروا عن استيائهم من عدم أخذ الجهات المعنية في اليمن بتوصيات ونتائج الدراسات العلمية التي يجرونها ويتحملون عناءها بجهد مكلف ووقت طويل وتتكبد الدولة عليها الكثير من الأموال نتيجة لغياب التفكير العلمي في إدارة التنمية في اليمن. الجدير بالذكر أن كبار الأساتذة الأكاديميين المشاركين في ترأس جلسات المؤتمر ومنهم أ.د/أحمد يوسف أحمد و أ.د/ يحي الجمل أشادوا بالأداء العلمي المتميز للطلاب والباحثين اليمنيين ورغبتهم الجادة في تطوير مهاراتهم البحثية والمعرفية باستمرار وهو الأمر الذي يجمع عليه مختلف أساتذة الجامعات المصرية، ودعى الدكتور الجمل اليمنيين إلى التمسك بوحدتهم وأشاد بتجربة اليمن الديمقراطية خاصة وجود لجنة مستقلة لإدارة الانتخابات داعيا مصر والدول العربية للإقتداء باليمن. واختتم المؤتمر أعماله بتوزيع إصداره المتميز الذي حوى أبحاث المؤتمر الأول على الحاضرين وتم تكريم الباحثين المشاركين بأوراق بحثية والمساهمين في تنظيم المؤتمر بكل مراحلة بحضور المستشار الثقافي اليمني الأستاذ عبد الحكيم الفسيل الذي ألقى كلمة وكرم الباحثين مشيدا بالمؤتمر وفوائده العديدة. وكان المؤتمر الأول قد عقد العام الماضي بجهود ذاتية لمجموعة من الباحثين اليمنيين، وقد أكد الباحث عبد الجليل محمد كامل رئيس اللجنة المنظمة عزم كل الباحثين اليمنيين في مصر على عقد مؤتمرهم العلمي بشكل منتظم سنويا رغم غياب الدعم المادي.
