تجددت الاشتباكات اليوم الثلاثاء بصنعاء بين أنصار الحزب الحاكم ومئات المتظاهرين المعارضين للنظام، فيما سقط جريح خلال تفريق الأمن لشبان متظاهرين بالمنصورة في عدن، في نفس الوقت الذي واصل مئات الشباب اعتصامهم في مدينة القاهرةبتعز. ففي صنعاء أفاد مراسل "نبأ نيوز" أن حشوداً من الطلاب والمحامين والناشطين والعاطلين عن العمل اشتبكوا أمام بوابة جامعة صنعاء مع حشود أخرى مناصرة للحزب الحاكم كانت تتظاهر في ذلك المكان، وكان بحوزة العديد منهم هراوات انهالوا بها ضرباً للمعارضين الذين هربوا في كل اتجاه واضطر بعضهم للاحتماء داخل المحلات المجاورة، فيما لم تتدخل الأجهزة الأمنية المرابطة بالجوار. وقد قامت حراسات بوابة الجامعة على اثر ذلك بإغلاق البوابة ومنع مئات أخرى من المتظاهرين من الخروج خشية تجدد الاشتباكات، غير أن المعارضين قاموا برشق أنصار الحزب الحاكم بالحجارة من خلف الأبواب، فيما حاولت مجاميع منهم التوجه إلى ميدان السبعين المجاور لمبنى الرئاسة، فخرجوا من البوابة الغربية وسلكوا شارع الستين غير أن قوات مكافحة الشغب اعترضت طريقهم وقامت بتفريقهم مستخدمة الهراوات. هذا وقد تعرض أحد الطلاب لإصابة طفيفة، بجانب تعرض عدد من الصحفيين الى اعتداءات وسحب الكاميرات وكسر كاميرا قناة العربية خلال تصويرها للأحداث. وقد تزامنت أحداث الاشتباك مع اعتصام آخر بصنعاء في ساحة وزارة العدل، التي تجمع فيها نحو مائة قاضياً رافضين حضور الجلسات، ومطالبين بحل مجلس القضاء العلى وتشكيل مجلس منتخب، بالإضافة إلى جملة من المطالب الحقوقية المتعلقة بالأجور والمرتبات والتسويات المالية. وردد القضاة المعتصمون شعارات تطالب برحيل مجلس القضاء الأعلى ورحيل القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى، وكذا إقالة وزير العدل والنائب العام كما رددوا شعار بالروح بالدم نفديك يا يمن. وفي مدينة عدن التي تشهد مسيرات مسائية منذ أيام، اعتصم في ساحة حافلات المنصورة نحو 200 من الشبان الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً رافعين شعارات مناهضة للنظام وداعين إلى التغيير، وقاموا برشق القوات الأمنية بالحجارة أثناء محاولتها تفريقهم، وقد أصيب أحد الشبان برصاصة خلال تفريقهم.
ويأتي اعتصامهم هذا بعد مسيرة مسائية فرقتها الشرطة بالغازات المسيلة للدموع وشهدت قيام المتظاهرين برشق القوات الأمنية بالحجارة، وإحراق مبنى إدارة السلطة المحلية، وأربع سيارات، وترديد شعارات انفصالية تردد (الشعب يريد تحرير الجنوب).. وفي مدينة تعز، واصل نحو 500 شاباً اعتصامهم في إحدى ساحات مدينة القاهرة، ورددوا هتافات منددة بالسلطة وتدعو إلى التغيير، فيما وقف القوات الأمنية على مسافة من مكان التجمهر متفادية الاحتكاك معهم. ولم تشهد تعز هذا اليوم أي حوادث شغب أو اشتباكات. ويفيد مراسل "نبأ نيوز" أن أعداداً كبيرة من الشباب ينضمون إلى هذه الاعتصامات بعد العصر، لتصل أعدادهم إلى الآلاف. وفي محافظة لحج، أصيب شخصان في مدينة الحبيلين خلال اشتباكات مسلحة حدثت بعد ظهر اليوم الأربعاء بين عناصر الحراك المسلح وقوات الجيش المرابطة بمدينة الحبيلين خلال مهاجمة مجاميعاً من موقعاً عسكرياً، الأمر الذي أدى إلى سقوط مصابين من عناصر الحراك هما: سعيد غالب نصر، وعبد الله سيف مقبل العيسائي الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، وقد تم تجنيده من قبل الحراك بين منفذي الهجوم.