تجددت صباح اليوم الخميس الاشتباكات في العاصمة صنعاء بين أنصار الحزب الحاكم والمتظاهرين المعارضين للنظام، فيما شهدت مدينة عدن أعمال شغب تخريبية واسعة سقط خلالها عدد من القتلى والمصابين، وامتدت التظاهرات هذا اليوم إلى محافظتي الحديدةوالبيضاء والضالع، في نفس الوقت الذي واصلت تعز تظاهراتها بصورة سلمية. ففي صنعاء اشتبكت تظاهرتان للحزب الحاكم والمعارضة أمام جامعة صنعاء، وتضارب الطرفان بالأيادي والهراوات والحجارة ولأكثر من ساعة، فيما شهدت الحارات الشعبية على جانبي شارع الرباط مطاردات بين المتظاهرين سقط على أثرها نحو عشرة مصابين بجروح خفيفة. وأفاد مراسل "نبأ نيوز" أن اشتباكات اليوم هي الأعنف من نوعها منذ بدأ الاحتجاجات قبل زهاء الستة الأيام، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية حاولت الفصل بين التظاهرتين غير أنها أخفقت، الأمر الذي اضطرها إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء تفرقت الحشود على أثرها. أما عدن فقد شهدت ليلة صاخبة قامت خلالها عناصر الحراك الانفصالي في حي السعادة بإحراق مبنى طقم عسكري يقوده أحد أبناء الحي كان يوقفه أمام منزله، كما قاموا باقتحام فندق "مفتاح عدن" وتكسيره ونهب محتوياته، وأحرقوا الإطارات في الشوارع وتراشقوا الحجارة مع القوات الأمنية. كما قامت عناصر الحراك في مدينة المنصورة بإشعال الإطارات في الشوارع، وتطويق إدارة الأمن ومحاولة اقتحامها، وقاموا بقطع الطرق الفرعية والرئيسية للمدينة، بعد أن قاموا في وقت سابق بإحراق مبنى الإدارة المحلية وأربع سيارات.. وقد أسفر تدخل قوات الأمن عن سقوط نحو أربعة قتلى- قيل أن اثنين منهم من أبناء الضالع الذي دأبوا على قيادة أعمال الشغب في عدن- وعشرات المصابين، الأمر الذي وجه الرئيس علي عبد الله صالح اليوم الخميس بفتح التحقيقات في الأحداث.. ويواصل المتظاهرون صباح اليوم الخميس الاعتصام في ساحة محطة حافلات الرويشان. هذا وقد خرجت ظهر اليوم مظاهرات في خور مكسر شهدت اوسع اعمال شغب وتخريب يقوم بها همج الحراك الانفصاليين حيث قاموا بتكسير المحلات والعلامات المرورية وواجهات البيوت والفنادق واحرقوا الاطارات ومازالوا مستمرون بالشغب حتى لحظة اعداد هذا الخبر. وفي الحديدة خرج عشرات المتظاهرين من المعارضين للنظام من مختلف الفئات العمرية واعتصموا أمام النصب التذكاري بحديقة الشعب، مطالبين بالتغيير، فيما اختفت الأجهزة الأمنية من موقع التظاهرات تفادياً للاحتكاك والتصعيد. وفي نهاية التظاهرة أتفق الشباب على استمرار هذه الوقفة السلمية في كل يوم أحد وخميس من الأسبوع دون توقف حتى تتحقق مطالبهم. علماً أن هذه التظاهرة هي الثانية التي تشهدها المحافظة بعد مظاهرة الأحد الماضي. وفي البيضاء خرجت تظاهرة أيضاً ضمت المئات من مختلف الفئات العمرية، وقد احتشدوا في ساحة وسط سوق المدينة ورددوا الشعارات الشعارات المنددة بالنظام والمطالبة برحيله، دون أن تشهد أي صدامات مع الأجهزة الأمنية.. علماً أن البيضاء شهدت مساء أمس تظاهرة مماثلة لكنها كانت احتجاجية على سوء خدمات الكهرباء وانقطاع التيار المستمر. وفي الضالع خرجت المئات من عناصر الحراك في مسيرات وسط المدينة تضامناً مع أنصارهم في عدن، وتنديداً بما شهدته أحداث عدن من سقوط قتلى ومن اعتقالات طالت عشرات المتظاهرين الذين تتهمهم السلطات بالوقوف وراء أحداث الشغب والتخريب.. وتفيد مصادر "نبأ نيوز" أن الأجهزة الأمنية رابطت في أطراف المدينة ولم تحتك بالمتظاهرين.. وفي تعز واصل المئات من الشباب اعتصامهم في شارع الهريش الذي أطلقوا عليه "شارع الحرية"، وسط تزايد كبير بأعدادهم التي تتضاعف كثيراً بعد عصر كل يوم. وبدت تظاهراتهم أكثر تنظيماً حيث احضروا الفرق الفنية والفنانين والشعراء لتسليتهم في ساعات الليل ولجذب المزيد من الشباب. وكان الشباب بتعز قد عوا خلال الأيام الماضية الى تظاهرة كبرى سينظمونها يوم غدٍ الجمعة وأطلقوا عليها "يوم الغضب" والتي بدأت اليوم تتوافد إليها المئات من المحافظات الجنوبية من عناصر الحراك الانفصالي.
جدير بالذكر أن الغالبية العظمى من المشاركين في تظاهرات صنعاءوتعزوالحديدةوالبيضاء هم من عناصر أحزاب اللقاء المشترك وقياداته الوسطى، فيما جميع المشاركين في تظاهرات عدن والضالع هم من العناصر الانفصالية التي ترفع شعار (الشعب يريد تحرير الجنوب) وتطالب بفك الارتباط.