شهدت محافظات الضالع ولحجوأبين صباح اليوم الأربعاء تظاهرات كبيرة، حمل فيها همج الحراك الدموي البنادق والبوازيك والقنابل اليدوية، لتفاجئه الأجهزة الأمنية بقبضة حديدية غير مسبوقة، شتت حشودهم شذراً مذراً، وأسفرت اشتباكات مسلحة بين الأمن وهمج الحراك عن سقوط عدد من المصابين من الجانبين. وتفيد مصادر "نبأ نيوز" في الضالع: أن مئات المسلحين من همج الحراك خرجوا في تظاهرة وسط المدينة- غابت عنها جميع قيادات الحراك الانفصالية- وحمل المشاركون البنادق الآلية والبوازيك وقنابل يدوية، ومرددين هتافات انفصالية، وأخرى عنصرية مناطقية.. مشيرة إلى أن قوات أمنية كثيفة احتشدت منذ ساعات الصباح الأولى في أطراف المدينة، لتتفادى الاحتكاك مع المتظاهرين، غير أنها ما لبثت أن تدخلت بعد وصول الحشود الى مركز المدينة، ومباشرة مجاميع الهمج اعتداءاتها البربرية على المحلات التجارية، والمطاعم والفنادق والعاملين فيها، ومكتب رعاية أسر الشهداء، والقيام بتهشيم زجاج السيارات، والاعتداء على اصحابها والركاب، في حالة من الهستريا الهمجية البربرية التي لم تعرفها حتى مجتمعات عصر الجاهلية الأولى. وعلى أثر الفوضى التي أحدثتها قطعان الهمج، أغارت القوات الأمنية في صولات شجاعة لم تشهد لها الضالع نظير، ففرت حشود الهمج كما الجرذان تلوذ بنفسها الى داخل الأزقة، غير أن عدداً من الهمج تخندقوا على سطوح المباني، وباشروا إطلاق الرصاص على القوات الأمنية، فأصابوا رجل أمن، فردت القوات الأمنية بوابل من الرصاص أصابت به ثلاثة من الهمج، واقتحمت بعض الأزقة واعتقلت عدداً من المخربين، لتتحول الضالع خلال دقائق من نزول القوات الأمنية إلى مدينة أشباح، لاشيء في شوارعها سوى الحرائق التي أضرمها همج الحراك التخريبي. وتؤكد المصادر: أن عناصراً من همج الحراك تحصنوا في وقت لاحق داخل البيوت المأهولة القريبة من الشارع الرئيسي، وفي مناطق مختلفة من المحافظة، وباشروا باطلاق الرصاص بصورة متقطعة من نوافذ البيوت على الشارع، في محاولة لارهاب المسافرين، ومنع السيارات من المرور، بعد فشلهم في إقامة أي نقاط تقطع. وتقوم دوريات أمنية منذ الظهر بتأمين الشارع الرئيسي. وفي محافظتي لحجوأبين خرجت مظاهرات مماثلة، رفعت أيضاً أعلام الجنوب وصور علي سالم البيض، وهتفوا للتشطير، غير أن تظاهرة لحج لم تستمر سوى أقل من ساعة إذ فرقتها قوات الأمن، واعتقلت عدداً ممن حاولوا اثارة شغب والاعتداء على المحلات.. في الوقت الذي استمرت التظاهرة في أبين حتى صلاة الظهر، ووقفت الأجهزة الأمنية في أطراف زنجبار على أهبة الاستعداد للتدخل السريع، إلاّ أن المتظاهرين لم يتطاولوا على المحلات لكون الغالبية منها مملوكة ل"طارق الفضلي"- الرجل الاقطاعي الذي يبسط على غالبية الانشطة الاقتصادية في المنطقة. هذا وكانت تعليمات أمنية مشددة صدرت مساء أمس الثلاثاء للفروع الأمنية بالمحافظات الجنوبية، تلزمها بتفادي الاحتكاك بالمتظاهرين، والوقوف في أطراف المدن، على خلفية معلومات تلقتها قيادة التخلية بأن الحراك يعد لاستفزازات وشتباكات مسلحة يعول عليها سقوط عدد من القتلى من عناصره ليتخذهم ذريعة في مواصلة تثوير الشارع. كما شددت التعليمات الأمنية أنه في حالة خروج أي تظاهرة عن الممارسة السلمية، فإن عليهم التدخل بأقصى قوة ممكنة، وإلقاء القبض على المتورطين، والرد على أي مصادر نيران بشدة وحزم، في إطار سياسية القبضة الحديدية التي قررت وزارة الداخلية انتهاجها في مواجهة أي قوى تتطاول على القانون. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن قوى الحراك الهمجي الانفصالي، فرّ مذعورة من الشوارع، غير مصدقة الجرأة التي وثب بها رجال الأمن على المخربين، والسرعة التي تعاطى بها مع الأحداث.. فهذه هي المرة الاولى التي تقرر فيها اليمن التعامل مع المخربين في الحراك الهمجي بسياسة القبضة الحديدية، والتي يرجعها المراقبون إلى إدراك الجهات الرسمية للمخطط والدور الذي رسمه عملاء الخارج لهمج الداخل، وهو ما كشفته "نبأ نيوز" في تقريرها أمس، والذي اكدت فيه أن قرار تثوير الشارع تم اتخاذه في محاولة لانقاذ الحوثي واتباعه.