اندلعت صباح اليوم الاثنين اشتباكات واسعة في مناطق مختلفة من محافظة الضالع في أعقاب عمليات تخريب واسعة، وإحراق للأسواق، واعتداءات مسلحة على المواطنين نفذتها مليشيات الهمج، واضطرت الأهالي للنزول إلى الشوارع بالأسلحة والتصدي لهمج الماركسية الذين لم يتوانوا عن مداهمة أحد المساجد وإخراج المصلين منها بدعوى "العصيان"، الذي تسميه أحزاب اللقاء المشترك "نضال سلمي" حتى بعد أن طال بيوت الله وصار منع الصلاة بقوة السلاح! وفيما سجلت دعوة العصيان فشلاً ذريعاً في جميع ارجاء أبين ومعظم مديريات محافظة لحج، فقد أكدت مصادر "نبأ نيوز": أن مليشيات من حراك الهمج هاجمت صباح اليوم سيارات الموظفين وبائعي القات، وانهالت عليها تحطيماً بالهراوات والحجارة، بسبب رفضهم المشاركة في العصيان، فيما انتشرت على سطوح البيوت المأهولة، متخذة من الأهالي دروعاً بشرية، وباشرت إطلاق النيران من السطوح والنوافذ وبشكل هستيري وعشوائي في كل الاتجاهات مثيرة الرعب في نفوس الأهالي لمنعهم من الخروج. كما داهمت مجاميع من الهمج سوق القات بالمدينة الذي كان يعج بالمواطنين، وأطلقوا الرصاص على بطريقة بربرية، وقاموا بإحراق مراقح القات والمحلات التي كانت مفتوحة، مما اضطر تجار القات من أبناء مدينة الضالع إلى التوجه إلى أسواق مدينة قعطبة المجاورة، متهمين السلطات الأمنية بعدم التمكن من حمايتهم رغم الوعود الأمنية بالحماية، ورغم انتشار الأمن بشكل كبير- حسب تصريحات العشرات من بائعي القات- الذين رفضوا مغادرة السوق وتصدوا لعصابات الهمج بقوة، وما زالوا يشتبكون مع مسلحي الحراك بالأسلحة في منطقة "سناح"، فيما تدور في عدد من الشوارع اشتباكات بين الأهالي والمليشيات الارهابية. كما قامت عصابات الهمج التابعة لصهر الفنان اللبناني ملحم زين (علي سالم البيض)، والتي تدعمها أحزاب اللقاء المشترك بدعوى أنها "نضال سلمي" بشن هجوم مسلح في الساعة العاشرة صباحاً على مطعم "المخلافي" بمنطقة "سناح" والاعتداء على من كانوا فيه، وتكسيره بالكامل وبطريقة بربرية وهمجية لم يسبق لها مثيل. وقد قامت مليشيات الهمج أيضاً بعمل نقاط تقطع تمنع تحرك المواطنين في مداخل "خوبر" و"حجر" و"العقلة" ومناطق أخرى، الأمر الذي فجر غضب الأهالي الذين اضطروا إثر تراخي الأجهزة الأمنية إلى حمل أسلحتهم والنزول إلى الشوارع لفتح الطرق وردع برابرة الماركسية. وبفضل تدخل الأهالي المسلح عادت الحياة إلى الشارع بشكل كبير بعد أن كاد الحراك أن ينجح في فرض العصيان على المحلات التجارية، حيث أن الصباح الباكر شهد هدوءً تاماً، ولم تسر الحياة بشكل طبيعي إلا في الشوارع القريبة من الأمن والمعسكر، إلا أن التصرفات البربرية الرعناء لعصابات الحراك المشترك قلبت الطاولة، وبدأت الشوارع تستعيد عافيتها بعد الثامنة صباحا تدريجيا، وتحرك الطلاب إلى مدارسهم، والموظفين إلى أعمالهم باستثناء بعض المناطق التي شهدت مواجهات مسلحة. وقد أكد الأستاذ محسن الحنق- مدير عام مكتب التربية بالمحافظة- انه قام مع طاقم مختص بنزول ميداني إلى عدد من مدارس مدينة الضالع وأرسل طاقما آخراً إلى مديرية الشعيب، وان النتائج تؤكد استقرار الوضع تماما، وليس كما يصوره البعض، حيث أن جميع المدارس تعمل بكامل قوتها عدا مدرسة واحدة معطلة ولا توجد مبررات لتعطلها حتى الآن، بالإضافة إلى حالات الغياب الروتيني اليومي في المدارس والذي لا يتعدى عدد من الأفراد. وأضاف مدير عام التربية: أن المكتب شغال بكامل قوته وان هناك اليوم بالذات زحام كبير في المكتب الواقع وسط المدينة بسبب عملية المراجعة وتعميد الشهادات مؤكدا: أن نسبة العمل في مدينة الضالع تصل إلى 85%، بينما في مديرية الشعيب تصل إلى 90%. من جانبه مسئول في مكتب المحافظ قال: أن نسبة المتواجدين في أعمالهم من موظفي السلك المدني تصل إلى حوالي 95%، وان المرافق الحكومية تعمل بالشكل الطبيعي والمعتاد وان نزول ميداني تم تنفيذه اليوم هو ما أكد هذه النسبة داعيا وسائل الإعلام إلى تحري المصداقية. هذا وقد حذرت الأهالي السلطات الحكومية من حالة التراخي الأمنية التي شهدتها الضالع اليوم، وطالبت بالضرب بيد من حديد، مؤكدة أن إطمئنان الأهالي من التواجد الأمني خلال الأسابيع الماضية هو الذي شل حركة الهمج، وأجبرهم على إخراج بناتهم إلى الشوارع للتظاهر عوضاً عن رجالهم الهاربة في جحور الجبال، بعد أن عزف المواطنين عن المشاركة، إلاّ أن أي تراخي قد يجبر البعض على المشاركة تحت طائلة الخوف من تهديدات عناصر المليشيات الماركسية.