تشهد سلطنة عمان حركة احتجاجية شعبية في عدة مناطق للمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية، وأفادت آخر الأنباء أن قوات الأمن أخرجت متظاهرين من دوار الكرة الأرضية في وسط صحار (شمال مسقط) في حين قطع عشرات المحتجين الطريق المؤدي إلى مصانع حيوية قريبة. وأخرجت القوات العمانية المتظاهرين من دوار الكرة الأرضية في وسط صحار (شمال مسقط) بينما قطع عشرات المتظاهرين الطريق المؤدي إلى مصانع حيوية قريبة. وشهدت مناطق أخرى في السلطنة تظاهرات فيما حثت واشنطنمسقط على الإصلاح، وبعد ساعات قليلة من مقتل شخص واحد على الاقل في مواجهات الأحد والاثنين بين قوات الأمن والمتظاهرين في صحار الذين يريدون مطالب معيشية، دعت الولاياتالمتحدة السلطات إلى ضبط النفس أمام المتظاهرين وتطبيق برنامج إصلاحات. وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا وفقاً لوكالة "فرانس برس"، اعتبرت فيه أن قوات الأمن العمانية "استخدمت القوة المفرطة في تعاملها مع المحتجين"، داعية السلطات إلى "احترام حق التظاهر السلمي". وانتشرت اليوم مدرعات تابعة للقوات العمانية في الدوار، قبل أن ينسحب المحتجون من المكان من دون تسجيل أي مواجهات، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. إلا أن حوالي مائتي متظاهر لا يزالون متجمعين في الدوار أمام مدخل مرفأ صحار ثاني اكبر موانئ السلطنة، وسط انتشار عسكري مكثف لحماية المرافق الحيوية. وتم فتح مدخل الميناء الذي قطعه المتظاهرون الاثنين، غير أن المحتجين استخدموا شاحنتين لقطع الطريق التي تربط بين الميناء والمصانع الحيوية القريبة ومنها مصانع المنيوم وبتروكيماويات. وانتشرت القوات العمانية بكثافة في المكان لتأمين حماية الميناء والمرافق لكن دون تسجيل احتكاكات بين الطرفين، وشوهدت مركبات الجيش تسير بهدوء في الدوار حيث يتجمع المحتجون، ثم تدخل إلى ميناء المدينة التي يعيش فيها حوالي 50 ألف شخص. ويرفع المتظاهرون مطالب معيشية ويؤكدون تمسكهم بالولاء للسلطان قابوس بن سعيد، وحمل المتظاهرون لافتات تشير إلى مطالبهم وأبرزها "توفير وظائف في ميناء صحار" و"زيادة الرواتب" و"الإصلاح" و"الرقابة على الحكومة والشركات" و"محاكمة جميع الوزراء" و"إلغاء جميع الضرائب". ورفع المتظاهرون أيضاً أعلاماً عمانية وصور السلطان قابوس مع عبارة "نحبك من هنا ليوم القيامة"، وشهدت مناطق أخرى في السلطنة اليوم تظاهرات، فيما يتوقع أن يشارك أعضاء مجلس الشورى وعددهم 83 إلى جانب مجموعة من المثقفين في تظاهرة في مسقط للمطالبة "بإقالة وزراء الأزمة الفاسدين"، بحسب ما أفاد احد الكتاب المشاركين. وتظاهر حوالي مائتي شخص في صلالة (جنوب) أمام مكتب المحافظ مطالبين بزيادة الأجور وتحسين ظروف الضمان الاجتماعي، بحسب ما أفاد شهود عيان. وفي البريمي (شمال) عند الحدود مع دولة الإمارات، تظاهر عشرات أمام مكتب المحافظ مطالبين بإيجاد فرص عمل لهم. ونظمت مسيرة في محوت (وسط) شارك فيها العشرات "تأييداً للسلطان وتنديدا بالشغب". كما شارك حوالي 300 ناشط عماني الثلاثاء باعتصام أمام مقر مجلس الشورى في مسقط للتنديد ب"الفساد في الوزارات"، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. ونظم الاعتصام مجموعة من المثقفين والأكاديميين بعد وقت قليل من مسيرة في شوارع العاصمة العمانية شارك فيها الآلاف تحت عنوان الولاء للسلطان قابوس بن سعيد، وفقا للمصدر ذاته. وجرى الاعتصام أمام مجلس الشورى بغياب تام للشرطة، ورفع خلاله المشاركون لافتات كتب عليها "لا لهدر المال العام" و"يجب محاربة الفساد الحكومي". وكان السلطان قابوس بن سعيد أعلن الأحد سلسلة تدابير اجتماعية للتخفيف من التوتر في السلطنة الإستراتيجية التي تتحكم بالضفة الجنوبية من مضيق هرمز والتي تشهد منذ عقود استقرارا سياسيا واقتصاديا. وأمر السلطان بدفع 150 ريالا (390 دولارا) شهريا لكل عاطل عن العمل يبحث عن وظيفة ومسجل لدى السلطات، كما امر بتوظيف 50 ألف مواطن، ويعيش في السلطنة النفطية التي لا تنتمي الى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، ثلاثة ملايين نسمة بينهم 20% من الأجانب. ويعتبر اقتصاد السلطنة مزدهراً، إلا أن البطالة تطال نسبة من شبابها في ظل معدلات مرتفعة من التعليم. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نحن على اتصال مع الحكومة (العمانية) وشجعناها على ضبط النفس وحل الخلافات عن طريق الحوار". وأضاف "سنواصل مراقبة الوضع وحث عمان ودول أخرى على تشجيع الحوار والإصلاح"، وتابع "نواصل تشجيع الحكومة على اجراء إصلاحات تشمل فرصا اقتصادية والتحرك باتجاه مشاركة أوسع واكبر في عملية سياسية سلمية". وأاتي التظاهرات في سلطنة عمان في وقت يشهد اليمن والبحرين تحركات احتجاجية تطالب بالتغيير والإصلاح السياسي، مستوحية سعيها هذا من التحركات التي أسقطت نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقام رئيس اركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايك مولن الأسبوع الماضي بزيارة سرية إلى سلطنة عمان التي تقع على مضيق هرمز قبالة سواحل إيران بينما يراقب خبراء الإستراتيجية في وزارة الدفاع الاميركية هذا الممر المائي الحيوي. ويمر أربعون بالمائة من إمدادات النفط في هذا المضيق الذي يبلغ عرضه اقل من خمسين كيلومترا وتقع عمان في جنوبهوإيران في شماله، وتؤكد زيارة مولن تصميم الولاياتالمتحدة على إبقائه مفتوحا.