وسع تنظيم القاعدة في اليمن نشاطه الإرهابي خلال الأيام القليلة الماضية، وتحولت عمليات القتل للجنود وأفراد الأمن إلى مسلسل مجازر يومية، آخرها اليوم بقيام عناصرها بشن هجوم على دورية أمنية في منطقة "الجول" بمحافظة أبين، الأمر الذي أسفر عن استشهاد أحد الجنود وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات بليغة. وأفادت مصادر محلية بابين إن المسلحين الذين كانوا يستقلون درجات نارية نصبوا كمينا للجنود وقاموا باعتراض سيارة النجدة وإطلاق وابل من النيران عليهم أدت إلى مقتل أحد أفراد الأمن وإصابة بقية زملائه بينما لاذ المسلحون بالفرار باتجاه منطقة "الديو". ويعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال ال(48) ساعة الماضية، حيث سبقه الجمعة هجوم مسلح مماثل في منطقة الهجرين بدوعن من محافظة حضرموت، أدى إلى استشهاد (4) جنود من قوة الانتشار الأمني التابعة لشرطة النجدة. وسبق ذلك اشتباك يوم الأربعاء الماضي بين قوات الأمن وعناصر القاعدة في محافظة صعدة عناصر اسفر عن مقتل اثنين من القاعدة وهما "علي ناصر التيس" و "عبد الله حسن التيس". وسبقه بيوم واحد نجاة ضابط أمن في سيئون من محاولة اغتيال من قبل عناصر ارهابية بالقاعدة تستقل دراجة نارية، قامت باطلاق وابل من الرصاص عليه في سوق سيئون، وأصابته بعدة رصاصات لكنه نجا من الموت. وخلال نفس الأسبوع نفذت خلايا القاعدة ثلاث هجمات إرهابية في ثلاث محافظات هي مأربوحضرموتوأبين، أسفرت عن استشهاد (4) أفراد من الحرس الجمهوري في مأرب، وكذلك استشهاد ضابطي أمن سياسي في كل من حضرموتوأبين. وتجد القاعدة في مناخ التظاهرات، وما رافقتها من فوضى، والتعبئة المكثفة من قبل قوى المعارضة التي تصر على اعتبار "القاعدة" مجرد وهم من صناعة النظام لتخويف الرأي العام من التظاهرات، فرصة ذهبية للتحرك بحرية وتوسيع نشاطها الإرهابي إلى مجازر يومية ترتكبها بحق أفراد الأمن والجيش، دون أن تواجه أي ردود فعل شعبية أو إعلامية لوقف نزيف الدم اليمني على أيدي الإرهاب، رغم أن الدوائر الخارجية المختلفة تحذر جميعها من تحول اليمن إلى مستنقع أفغاني للجماعات الإرهابية إن لم تتضافر الجهود الوطنية لوضع حد لنشاط القاعدة المتنامي.