اجتاحت المظاهرات العديد من المدن السعودية ذات الأغلبية الشيعية تنديداً بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها اليوم الأربعاء القوات البحرينية وقوات "درع الجزيرة" بحق آلاف المتظاهرين العزل.. وقد تطورت التظاهرات إلى اشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب السعودية، وأسفرت عن اعتقال العشرات.. وفيما شهد كل من العراق والكويت ولبنان تظاهرات حاشدة نددت بالمجزرة، فإن تظاهرات المملكة العربية السعودية شملت كل من "القطيف"، التي خرج فيها ما يزيد عن (2000) متظاهر، و"سيهات"، و"تاروت"، و"صفوى"، و"العوامي" التي شهدت أيضاً مسيرة على الدراجات النارية.. وشارك في كل تظاهرة المئات من أبناء المذهب الشيعي رافعين الأعلام البحرينية ومنددين باحداث البحرين. القوات السعودية، التي بدت متفاجئة بحجم التظاهرات، استخدمت الطائرات المروحية، واستقدمت عشرات المدرعات، وعشرات الحافلات المحملة بمئات الجنود من قوات مكافحة الشغب، وقامت بتطويق تلك المدن ومحاولة تفريق التظاهرات التي وصفت بأنها الأكبر من نوعها التي تشهدها المملكة منذ عدة سنوات، وتم إطلاق الرصاص على مسيرة الدراجات النارية في "العوامي"، فيما اندلعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين وأفراد الأمن في وسط مدينة "القطيف"، وكذلك في "العوامي"، فيما لجأت السلطات إلى فصل التيار الكهربائي عن مدينة "سيهات" أثناء التظاهرات، وقطع عدة طرق رئيسية في القطيف. وتؤكد المعلومات الأولية أن السلطات السعودية اعتقلت أعداد كبيرة من المشاركين بتظاهرات اليوم، فيما ما زالت الأوضاع حتى لحظة إعداد هذا الخبر تعيش حالة هيجان وارتباك، في نفس الوقت الذي تدفع السلطات بمزيد نمن القوات باتجاه مناطق الاحتجاجات.. هذا ولم تعرف بعد اعداد المعتقلين والمصابين خلال المواجهات.. وستقوم "نبأ نيوز" بعرض مقاطع فيديو للتظاهرات حال وصولها. هيومان رايتس ووتش تدين القمع السعودي هذا وتأتي التظاهرات بالتزامن مع بيان لمنظمة (هيومن رايتس ووتش) وآخر لمنظمة (فرونت لاين)، حيث قالت هيومان رايتس ووتش: إن على السعودية أن توقف الحظر المفروض على المتظاهرين السلميين وتطلق سراح المعتقلين على خلفية التظاهرات التي شهدتها المنطقة الشرقية مؤخرا. واعتبرت السعودية واحدة من دولتين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحرّم مبدأ التظاهر؛ وأن الدولة الثانية هي سلطنة عُمان. وقالت سارة ليا ويتسون المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "بمنع جميع أنواع الاحتجاج، يقول الحكام السعوديون لمواطنيهم من الرجال والنساء بأنهم لا يملكون حق المواطنة في الشؤون السياسية". وأضافت، "إن السعوديين ضاقوا ذرعاً بتصرفات الحكّام الغير المسؤولة والتي تأمرهم بالطاعة فقط وعدم المخالفة". وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى اعتقال الشرطة أكثر من 20 متظاهراً في شوارع في القطيف مؤخرا بينهم بعض المثقفين البارزين مثل حسين العلق. وقالت ويتسون، "إن السلطات السعودية تزيد حجم الإساءة عندما تصف التظاهرات بأنها غير شرعية". فرونت لاين تصف اعتقال الناشطين بالترهيب من جهتها وصفت منظمة "فرونت لاين" المدافعة عن الناشطين الحقوقيين وصفت اعتقال السلطات السعودية الكاتبين حسين العلق وحسين اليوسف شكلا من أشكال المضايقة والترهيب. وقالت المنظمة عن اعتقال الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان العلق واليوسف على مدى خمسة على خلفية الاحتجاجات في القطيف أن "هذا الاعتقال هو الأحدث في اطار نزعة دائمة لدى السلطات نحو المضايقة والترهيب". وفي بيان صادر عنها تناول تفاصيل الاعتقال أعربت المنظمة عن الاعتقاد بأن احتجاز العلق واليوسف مرتبط مباشرة بعملهم المشروع والسلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان لا سيما فيما يتعلق بحقوق الأقلية الشيعية في السعودية. وجاء في البيان بأن الناشطين العلق واليوسف من الكتاب والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يدافعون عن حقوق الأقلية الشيعية المسلمة في المملكة عبر كتاباتهما على صفحات شبكة راصد الاخبارية. جانب من تظاهرة القطيف ليوم 16 مارس مقطع آخر لتظاهرة القطيف ليوم 16 مارس