تصاعدت حدت الخلافات بين كيانات الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإسقاط النظام في اليمن نتيجة ممارسات وانتهاكات همجية للسيطرة المنفردة والمنفرة، على مواقع القرارات والمواقف في ساحات الاعتصامات، ضمن سياق وفلسفة تسعى إليه وتصبو له بعض الأطراف الحزبية"المتطرفة"، في فرض إرادة طرف واحد، ورؤية واحدة، على خط سير الثورة الفكري والسياسي، وعلى مختلف مكوناتها الاجتماعية والثقافية.. وفي السياق اطلقت ما تسمى اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية، وهي اكبر مكون شبابي وتتبع عمليا تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، تهديدا جديدا اكدت من خلاله بانها ستقابل بكل حزم ما وصفته "محاولات تهدف لإجهاض الثورة من الداخل". يأتي ذلك في أعقاب اشتباكات وقعت فجر أمس بين مكونات من الشباب المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء نتيجة تكرر ممارسات لجان يهيمن عليها حزب الإصلاح الإسلامي واكبر أحزاب تكتل المعارضة طالت بانتهاكاتها ناشطين وناشطات باعتداءات وأعمال إقصائية واعتقالات يقادوا فيها لاماكن مجهولة. وفيما قالت لجنة النظام في ساحة التغيير بصنعاء والمشكلة في غالبها من جماعات الإخوان "الإصلاح " إلى جانب لجنة الأمن أنها ألقت القبض عقب صلاة فجر أمس على مجموعة وصفتهم ب"بلاطجة" لأنهم قاموا بالاعتداء على حراسة المنصة وإثارة الفوضى في الساحة، ادن بيان لمكون اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية ما وصفه ب"حادثة اعتداء على لجنتي النظام والطبية في الساحة" دون إشارة لمن قام به. وقال مكون اللجنة التنظيمية أن هذا الاعتداء نتج عنه إصابة بعض أعضاء لجنة النظام وتحطيم سيارة إسعاف تابعة للجنة الطبية ، معتبرة "أي اعتداء أو مساس بأي من اللجان الفرعية العاملة في ساحة التغيير إنما يهدف إلى محاولة إجهاض الثورة من الداخل وسيقابل بكل حزم". وأضافت اللجنة أنها "في الوقت الذي تقدم فيه شكرها وتقديرها لكافة اللجان العاملة وعلى رأسها لجنة النظام لجهودها المتواصلة في خدمة الثورة فإنها تهيب بجميع الثوار التعاون مع كافة اللجان العاملة في الميدان حتى تنجح الثورة بإسقاط النظام". ويعم عديد من مكونات الشباب المستقلين ونشطاء الثورة في ساحة التغيير بصنعاء غضب عارم منذ يوم السبت الماضي حيث تعرضت ناشطات وحقوقيات وصحفيات من المعتصمات المناديات بإسقاط النظام لاعتداءات همجية بالضرب والسب ونحوه قام بها أفراد من لجنة النظام التابعة لساحة التغيير من عناصر حزب الإصلاح ، وأفراد وضباط وجنود من الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش والمنظمة بقيادة اللواء على محسن الاحمر للثورة الشبابية وحمايتها. وأدانت منضمات حقوقية ومدنية محلية وعربية تلك الممارسات والاعتداءات على المعتصمين والمعتصمات، وفرض الرقابة ومحاولة السيطرة غير المقبولة على الساحات والمزاج العام للتوجهات، واعتبرت بأنها تشكل خطرا على ثورة الشباب السلمية، وعلى طبيعتها المدنية. وحذرت تلك المنظمات والمؤسسة اليمنية المدنية من التمادي في استخدام وسائل العنف، بكل أشكاله، ضد المعتصمين والمعتصمات ،داعية كافة الشباب والشابات في الساحات والميادين - على مختلف توجهاتهم– أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوي العنف والإقصاء والإستحواذ والتطرف ضمانا لسملية ثورتهم، وحفاظا على أهدافها وقيمها المدنية الحديثة والأصيلة. وأثارت تلك الممارسات القمعية والاقصائية المخاوف من هيمنة الإسلاميين على الشأن العام بمصادرة الثورة وبدا ذلك واضحا في أكثر من اتجاه سواء على تيار الشباب المستقلين أو لدى النخبة الثقافية والسياسة حيث سارعت مجموعة كبيرة من الناشطين البارزين والمثقفين الأسبوع الماضي إلى تأسيس الكتلة المدنية بهدف مواجهة المد الديني الذي يحاول أن يطغى على الساحة السياسية مسنودا بانضمام قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر الرجل الثاني في الجيش اليمني والمقرب من حركة الإخوان المسلمين "حزب الاصلاح" ومعه قبيلة حاشد التي يقودها الشيخ صادق الأحمر وأخيه رجل الأعمال الثري والقيادي الإصلاحي حميد ابرز أعداء الرئيس صالح.