تشن مليشيات المشترك بتعز منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعة اعداد هذا الخبر سلسلة هجمات بربرية لم تعرف لها محافظة تعز مثيلاً، استهدفت المكاتب الحكومية والشركات والمحلات التجارية، وقطعت الطرق الرئيسية، واحتجزت عدد من باصات وسيارات الموظفين، وداهمت خلالها أيضاً دوائر حكومية ومدارس، الأمر الذي اسفر عن سقوط عشرات المصابين بهراوات المليشيات بعد رفض موظفي الدولة واصحاب المتاجر التجاوب مع دعواتها للعصيان المدني. وأكدت مراسلة "نبأ نيوز" بتعز المتواجدة في موقع الاحداث: أن أعداداً كبيرة جداً من مليشيات المشترك تقدمتها عناصر من الجماعات السلفية المتشددة (حزب الاصلاح) وآخرين من الحراك الانفصالي هاجمت بحشودها مكتب التربية والتعليم بالمحافظة (وهي المرة الثالثة)، ومكتب الأحوال المدنية، ومكتب المالية، وعدداً من الشركات الحكومية، ومحطات البترول، وعشرات المحلات التجارية وقاموا باغلاقها. وأكدت: أن المئات من المشاركين بالهجوم كانوا يحملون سلاسلاً حديدية استخدموها في الاعتداء على رجال الأمن، وضرب كل من يعترض طريقهم، الأمر الذي اسفر عن سقوط عشرات الموظفين وأصحاب المحلات ممن حاولوا مقاومة اغلاق مكاتبهم او محلاتهم بالقوة، وسط أنباء لم تتأكد بعد عن سقوط رجل أمن شهيداً، طبقاً لافادة شهود عيان قالوا ل"نبأ نيوز" أنهم شاهدوا أكثر من عشرة أشخاص يسقطونه أرضاً أمام فرع شركة النفط الوطنية بتعز وينهالون عليه ضرباً بالسلاسل الحديدية، وأن دماءً غزيرة شوهدت وهي تتدفق من أجزاء مختلفة من جسده، مرجحين استشهاده. وأفادت أيضاً أن المليشيات تقوم حالياً بقطع عدد من الطرقات الرئيسية، وتحتجز عشرات الباصات والسيارات التي منعت من فيها من الوصول الى مكاتب عملهم. وأشارت الى أن قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابلاً مسيلة للدموع، غير أن مصادراً في السلطات المحلية قالت ل"نبأ نيوز" أن "المهاجمين محترفين ومدربين على حروب العصابات"، وأكدت أنهم نجحوا في اقتحام بعض المكاتب الحكومية واضرام الحرائق في عدد منها، واقفال بعض المرافق بسلاسل حديدية، ومحاصرة مئات الموظفين داخلها. وانتقد اعضاء في السلطات المحلية بتعز توجيهات وزارة الداخلية للأجهزة الأمنية التي منعتهم من استخدام الرصاص وجردتهم من اسلحتهم النارية، بما سهل على المليشيات التخريبية اقتحام مؤسسات الدولة واضرام الحرائق فيها، بما يعرض مصالح المواطنين لخطر كبير خاصة مع استهداف مكتب الخدمة المدنية ومكتب المالية الذي يوثق حقوق المواطنين الوظيفية والمالية. هذا وما زالت الأحداث في أوج اضطرابها حتى هذه اللحظات، ويشهد مركز المدينة عمليات نهب واسعة لعدد من المتاجر التي قاوم اصحابها المليشيات وكذلك نهب عدد من مؤسسات الدولة، فيما يخيم الرعب على سكان المدينة التي بدت معظم حاراتها كما لو أنها مدن أشباح!!!