أحيت برلين السبت 13/8/2011 ذكرى مرور خمسين عاماً على بناء جدار برلين الذين قسمها إلى شطرين لمدة 28 عاماً وذكرى الذين قتلوا وهم يحاولون عبوره. في ليل الثاني عشر إلى الثالث عشر من آب، اصدر رئيس ألمانيا الشرقية الشيوعية فالتر اولبريشت الأمر ببدء "عملية روز". وكلف أكثر من عشرة آلاف جندي ألماني شرقي ببناء "جدار للحماية من الفاشية" ليكون حاجزاً يسمح في الواقع بوقف نزوح سكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) إلى المناطق التي تحتلها القوات الحليفة ومنعهم من الفرار عن طريق برلين الغربية التي كانت تمثل جيبا رأسمالياً. وجاء القرار بعدما غادر أكثر من 2,5 مليون شخص ألمانيا الديمقراطية التي كان عدد سكانها يبلغ 19 مليون نسمة، لكن الألمان الشرقيين واصلوا محاولاتهم للانتقال إلى الغرب بكل الوسائل من الاختباء بآليات إلى حفر أنفاق والقفز فوق السياج وقد مات 136 منهم عند إقدام جدار "العار" كما لا يزال يعتبره سكان برلين، ويقدر المؤرخون عدد الذين قتلوا في محاولات الهروب من النظام الشيوعي ب 600 إلى 700 شخص. وقال الرئيس الألماني كريستيان فولف في مراسم إحياء الذكرى السبت وفقاً لوكالة "فرانس برس": إن هؤلاء أو الذين سجنوا بسبب الجدار "ليسوا الضحايا الوحيدين للجدار"، موضحاً أن وراءه "تخلى ملايين الأشخاص عن تقرير حياتهم بأنفسهم". وكان فولف يتحدث في مراسم نقلها التلفزيون العام وحضرتها المستشارة أنغيلا ميركل ورئيس بلدية برلين الاشتراكي الديمقراطي كلاوس فوفيرايت. من جهته، قال فوفيرايت "لا افهم بتاتا الذين يحاولون التخفيف من فظائع الجدار (..) جدار برلين كان و لايزال جدار العار ويجب أن يقال ذلك صراحة". وبعد أسابيع قليلة على إنشاء الجدار، نجحت فريدا شولتز (77 عاماً) وهي من سكان برلين في الهروب إلى الغرب، وقد خلدت صورة هذا الانجاز وهي تظهرها مع رجليها متدليتين في الهواء عندما كانت تستعد للقفز من شباك شقتها في شارع بيرنوير شتراسي لتحط على غطاء مده لها أفراد فرق إغاثة من برلين الغربية. وكتب الرئيس البولندي للبرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك الذي شهد على بناء الجدار في بيان أن "هذا الجدار لم يكتف بتقسيم مدينة بل قسم أوروبا بكاملها". وروى "اذكر جيدا تاريخ 13 آب 1961، كنت طالبا في الهندسة وازور برلين للمشاركة في مؤتمر. في ذلك الصباح أردنا زيارة برلين الغربية ومنعنا عناصر من الشرطة مسلحون من ذلك وكذلك الأسلاك الشائكة". وفي الشارع الذي كان تقيم فيه فريدا شولتز أقيم نصب الجدار التذكاري وسيشهد انطلاق إحياء الذكرى صباح السبت مغ قراءة سير ضحايا الجدار داخل كنيسة المصالحة. وعند الظهر ستقرع أجراس الكنائس وستتوقف القطارات في المحطات، وحتى اليوم، لم تستعد شبكة المترو وقطارات الضواحي الشكل الذي كانت عليه قبل إنشاء الجدار، بعد 22 عاماً على سقوطه. ويدشن السبت أيضاً معرض جديد حول الجدار في الهواء الطلق يمكن لسكان برلين والسياح زيارته في جادة برناورشتراسي حيث نصب الجدار.