تحتفل جمهورية ألمانيا الاتحادية غداً الاثنين بالذكرى ال 21 لتحقيق الوحدة الألمانية بين شطريها الغربي والشرقي، والذي يأتي بعد نحو اربعة أشهر و11 يوماً من تحقيق الوحدة اليمنية المباركة . وتشهد العاصمة الالمانية برلين والعديد من المدن الالمانية والتي تزينت للاحتفال بهذه المناسبة، اقامة العديد من الفعاليات السياسية والثقافية والاحتفالات الشعبية والفنية بمشاركة موسيقيين ومغنين من مختلف انحاء المانيا والدول الاوروبية المجاورة، احتفاءً بهذا الحدث الذي طالما حلم الشعب الالماني بتحقيقه . ويشارك العديد من زعماء ورؤساء الحكومات في القارة الاوروبية والعالم والذي وصلوا الى المانيا في وقت سابق، يشاركون الشعب الالماني احتفالاته بذكرى تحقيق وحدته والذي يعتبره الالمان أسعد يوم في التاريخ الألماني الحديث . وتشهد مدينة برلين العاصمة السياسية لالمانيا الموحدة وعدد من المدن، اقامة العديد من الحفلات والمهرجانات والكرنفالات والفعاليات الثقافية المختلفة والتي يحرص الشعب الالماني على اقامتها، حيث تعج بها مختلف الميادين والساحات في برلين، في اجواء صاخبة تتخللها مشاهد الفرح والبكاء والابتهاج، وكأن التاريخ يتوقف عند هذا اليوم . وتشكل الوحدة الألمانية منعطفاً هاماً في التاريخ الأوروبي، حيث تشكل علامة على انتهاء حقبة الحرب الباردة وبزوغ عصر جديد على الساحة الدولية . وقد جاءت الوحدة الالمانية بعد هدم جدار برلين والذي كان يفصل ما كان يسمى بالمانيا الغربية عن المانيا الشرقية خلال الفترة بين عامي 1949 و 1990م، بطول بلغ 1400 كلم، فيما قسم جدار اخر العاصمة برلين الى قسمين، احدهما شرقي وكان عاصمة المانيا الشرقية السابقة، وآخر غربي تحكمت به الدول الاربع المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، إبان الحرب الباردة، وذلك قبل ان يتحطم في النهاية في التاسع من نوفمبر عام 1989م . وتعد ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي ورابع اكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة، اليابان والصين، علاوة عن كونها أكبر وأهم سوق في دول الاتحاد الأوروبي . كما تعتبر من افضل بلدان العالم الصناعي تطوراً وأقواها أداءً، لما تتمتع به الشركات الالمانية من سمعة عالمية ممتازة، حيث تعتبر هذه الشركات ضمانة لشعار /صنع في ألمانيا/ بعد ان ارتبط اسمها بالإبداع والابتكار والنوعية المتميزة والتقدم التقني. ويعود الفضل في نهضة المانيا، الى تاريخها الصناعي العريق، والذي اوجد مجموعة كبيرة من القوى العاملة الموهوبة مكنت البلاد من أن تكون واحدة من أكثر الدول صناعةً للسيارات والآلات والمواد الكيميائية والمعدات الصناعية في جميع أنحاء العالم . وتعد ألمانيا أكبر دولة في اوروبا من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها 82,6 مليون نسمة، يشكل الألمان الأغلبية الساحقة من السكان (حوالي 75 مليونا) وينحدرون كلهم من أصول ألمانية، ومن اشهر المدن الالمانية العاصمة برلين، هامبورغ، ميونخ وفرانكفورت .