قالت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة26/8/2011 إن مقاتلات بريطانية من طراز تورنادو أطلقت صواريخ كروز ليل الخميس على مقر للقيادة بمدينة سرت مسقط رأس العقيد الليبي معمر القذافي. وأضافت الوزارة في بيان وفقاً لوكالة "رويترز": "أطلق تشكيل من طائرات تورنادو (جي.ار 4) صواريخ موجهة من طراز ستورم شادو عند منتصف الليل تقريباً على مقر كبير للقيادة تحت الأرض في سرت"، وقالت إن الطائرات أقلعت من قاعدة مارهام الجوية في نورفولك بشرق انجلترا. ونفى وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أن يكون حلف شمال الأطلسي يستهدف القذافي، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "المسألة ليست معرفة مكان القذافي وإنما التأكد من أن النظام ليست لديه القدرة على مواصلة شن حرب على شعبه". وأضاف "كان الهدف من هجومنا على الموقع تحت الأرض في سرت الليلة الماضية هو التأكد من أنه لا يوجد (مركز) قيادة وسيطرة بديل إذا حاول النظام ترك طرابلس". وقالت الوزارة إن طائرات تورنادو دمرت في وقت سابق واحدا من القليل مما تبقى للقذافي من أنظمة الصواريخ سطح جو طويلة المدى بالقرب من مدينة الوطية قرب الحدود التونسية. وأضافت أن طائرات بريطانية دمرت أيضا مركزا للقيادة والسيطرة كان مازال في أيدي النظام السابق على الطريق المتجه جنوبا من طرابلس إلى المطار الدولي". إلى ذلك، قالت قناة العربية الفضائية ومقرها دبي إن قوات العقيد الليبي معمر القذافي قصفت مطار العاصمة طرابلس يوم الجمعة وألحقت أضراراً بطائرة، وأضافت القناة أن تبادلا لإطلاق النار وقع بين قوات القذافي ومقاتلي المعارضة قرب المطار. واقتحم الثوار منطقة أبو سليم في طرابلس وهي من المعاقل الرئيسية لقوات القذافي في العاصمة بعدما شن حلف شمال الأطلسي غارات جوية على مبنى بالمنطقة يوم الخميس. زحف على سرت في عضون ذلك، بدأت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالتأهب للزحف على سرت التي تعتبر آخر ملاذ محتمل له. وقد نقلت قوات المجلس دبابات وراجمات صواريخ إلى بلدة بن جواد، حيث يخططون لإطلاق هجومهم من البلدة.ويتوقع أن يباشروا بالهجوم خلال يومين. وقال احد قادة تلك القوات إن أكثر من ألف مقاتل من قوات القذافي ربما تكون قد تمركزت في الطريق المؤدي إلى سرت لعرقلة تقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي. قال معارضون ليبيون إنهم أرسلوا وحدات قوات خاصة لملاحقة القذافي الذي ينحصر مؤيدوه حاليا في جيوب للمقاومة بالعاصمة طرابلس. قال مراسلون من "رويترز" إن قوات القذافي ما زالت موجودة في عدة مناطق بالعاصمة وبعضها يرفع رايات المعارضين بدلا من الأعلام الخضراء التي ترمز إلى فترة حكم القذافي. من جهة أخرى طلبت الأممالمتحدة من الأطراف المتنازعة اتخاذ خطوات من أجل ضمان عدم وقوع أحداث عنف وأعمال انتقامية. ويأتي هذا الطلب مع ورود أنباء عن قيام الثوار والقوات الموالية للقذافي بارتكاب أعمال قتل. المجلس الانتقالي من جهته، أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي انه سينقل لجنته التنفيذية إلى طرابلس لممارسة مهام الإدارة الحكومية في ليبيا، وتزامن ذلك مع تقدم قوات المجلس في السيطرة على بعض جيوب مقاومة الموالين للقذافي في عدد من أحياء العاصمة الليبية. وقال علي الترهوني المسؤول عن الأمور المالية والنفطية في المجلس في تصريحات صحفية انه يعلن بدء استئناف عمل اللجنة التنفيذية للمجلس الانتقالي في طرابلس. وقد وافقت الأممالمتحدة على الإفراج عن 1.5 مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة لاستخدامها في الوفاء بالالتزامات الملحة للشعب الليبي. وجرى قتال عنيف وسط العاصمة الليبية ، ونقلت وكالة رويترز عن مراسلها بأن مجاميع من قوات المجلس الانتقالي اقتحمت حي "ابو سليم" في طرابلس الذي يعد احد المعاقل الرئيسية للقوات المؤيدة لمعمر القذافي في العاصمة بعد ضربة جوية من حلف الأطلسي لمبنى في المنطقة. كما دارت المعارك قرب فندق كورانثيا الواقع على بعد عدة مئات من الأمتار من وسط البلدة القديمة في طرابلس قرب البحر، وعلى بعد نحو ستة كيلومترات من فندق ريكسوس، حيث أفرج عن ثلاثة وثلاثين صحفيا بعد احتجازهم لمدة ثلاثة أيام على أيدي مسلحين موالين للقذافي. وأفاد المراسلون بوجود معارك شوارع ورصاص قناصة، حولت وسط المدينة الى مكان متوتر ومهجور. حالات تعذيب ويقول مراسل "بي بي سي" إنهم شاهدوا أدلة على حالات تعذيب وحالات قتل نفذت على عجل تتهم كتائب القذافي بالمسؤولية عنها. وزار المراسل أحد المستشفيات في ضاحية ميتيجا في طرابلس حيث وصلت جثث 17 مقاتلا من الثوار الذين كانوا في قبضة القوات الموالية للقذافي، وقال أطباء المستشفى "إن المقاتلين تعرضوا للتعذيب ثم قتلوا بعد أن سيطر الثوار على طرابلس". وقال الدكتور هوز زلتان وهو طبيب بريطاني يعمل في المستشفى إن بعض الجثث تحمل أثرا لاختراق رصاصة للرأس من الخلف، وبعضها جرى تشويهها، وأضف أنه جرى فحص الجثث لجمع أدلة جنائية على احتمال اقتراف جرائم حرب لتقديمها للمحكمة الدولية. وكذلك عثر على جثث لما لا يقل عن 12 مقاتلا من الموالين للقذافي عند إحدى الساحات في طرابلس، وقد ربطت أيديهم خلف ظهورهم قبل قتلهم. وقالت منظمة العفو الدولية "إن لديها شهادات حول حدوث انتهاكات من كلا الطرفين المتنازعين"، وقال المتحدث باسم لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل انه يصعب التأكد من وقوع حالات قتل وتعذيب وأكد أنه سيجري التحقيق في ذلك. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل قد حث الثوار على عد الضلوع في أعمال انتقامية ضد المقاتلين الموالين للقذافي، مهدداً بالاستقالة في حال حدوث ذلك.