تجددت الاشتباكات العنيفة في وسط العاصمة الليبية طرابلس بعد هدوء نسبي في الصباح حيث تدور معارك شوارع وتبادل إطلاق النار بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرب فندق كورانثيا الذي يقيم فيه عدد من الصحفيين الأجانب. فيما دعا القذافي في تسجيل صوتي جديد بثته قناة "الرأي" التي تبث من سورية انصاره الى الزحف على العاصمة طرابلس والقضاء على مقاتلي المجلس الانتقالي الذين وصفهم بالجرذان وتحريرها منهم. وتكزت المعارك قرب فندق كورانثيا الواقع على بعد عدة مئات من الامتار من وسط البلدة القديمة في طرابلس قرب البحر، وعلى بعد نحو ستة كيلومترات من فندق ريكسوس، حيث افرج عن ثلاثة وثلاثين صحفيا بعد احتجازهم لمدة ثلاثة ايام على ايدي مسلحين موالين للقذافي. وتتناقلت وسائل الاعلام انباء عن معارك شوارع ورصاص قناصة، حولت وسط المدينة الى مكان متوتر ومهجور. كما تحدثت الانباء عن معارك عنيفة قرب السجن الرئيسي في العاصمة. وقالت مجموعة من مقاتلي المجلس تحاصر عددا من المباني السكنية في حي بو سليم القريب من مجمع العقيد معمر القذافي انها تعتقد أنه او احد ابنائه يختبيء هناك. وتبادل المقاتلون النيران مع موالين للقذافي داخل هذه المباني ولم يحددوا السبب الذي دفعهم للاعتقاد بأن القذافي وأبناءه بالداخل. ويركز مقاتلو المجلس الانتقالي زحفهم على مدينة سرت مسقط رأس القذافي الواقعة بين طرابلس وبنغازي. وقال أحد المقاتلين من الثوار إن هناك قتالاً عنيفاً يدور بالقرب من السجن الرئيسي في طرابلس. التوجه نحو سرت وكانت وحدات من القوات المنضوية تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي قد تحركت قبل ذلك شرقا نحو مدينة سرت، مسقط رأس ومعقل العقيد معمر القذافي، بعد ان كرست سيطرتها على معظم انحاء طرابلس، وقضت على معظم جيوب العناصر المقاومة الموالية للعقيد القذافي. قوات المجلس الانتقالي تواصل القتال في بعض المناطق بطرابلس وتبادلت هذه القوات نيران الصواريخ مع ما يقرب من ألف عنصر من الموالين للقذافي في الطريق الى سرت، التي تبعد قرابة 360 كم الى الشرق من طرابلس، وطلبوا الدعم والامداد لتعزيز هجومهم المرتقب على سرت. ويسيطر الموالون للقذافي بقوة على سرت، وعلى مدينة سبها التي تقع في عمق الصحراء جنوبي البلاد. ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس ان مقاتلو المجلس الانتقالي سيطروا بالفعل على معظم ارجاء مجمع باب العزيزية في طرابلس، المقر السابق للقذافي وقوة حمايته. وعلى الرغم من عدم وجود زعامة سياسية واضحة لم تسجل الا حالات قليلة للسلب والنهب في العاصمة. البحث عن القذافي من جانب آخر قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ان حلف شمال الاطلسي (الناتو) يقدم الدعم الاستخباري ويضع خبرات واجهزة الرصد والمتابعة تحت تصرف قوات المعارضة لملاحقة واعتقال القذافي واولاده وباقي اعوانه. واوضح فوكس، في تصريحات لقناة سكاي التلفزيونية الاخبارية: "استطيع ان اؤكد ان الناتو يوفر تسهيلات الاستخبارات والرصد والمتابعة للمجلس الوطني الانتقالي للمساعدة في مطاردة العقيد القذافي وما تبقى من فلول نظامه". وامتنع الوزير البريطاني عن التعليق حول ما اوردته صحيفة الديلي تلغراف من ان قوات بريطانية خاصة موجودة في الميدان للمساعدة في عمليات المطاردة. دعوة للانضمام إلى الثورة في هذه الأثناء دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل كل الليبيين الذين ما زالوا تحت سيطرة القذافي الى "الانضمام الى الثورة". وقال انه يرحب بأي محادثات مع اي جماعة في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة القذافي حقنا لمزيد من الدماء. وقال عبد الجليل: "ادعو جميع الناس في المناطق التي لم تحرر الى الانضمام الى الثورة، ونحن نرحب باي مفاوضات مع اي جهة او منطقة، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، حقنا للدماء". واكد ان "ليبيا كبيرة وتتسع للكل، وكل الليبيين يجب ان يعاملوا بالتساوي، والثروة (الوطنية) هي لجميع الليبيين، وستوزع بالتساوي على التراب الليبي". وفي سياق جهود القبض على القذافي، قال المجلس الوطني الانتقالي يوم الاربعاء انه يعرض مكافأة قدرها 1.3 مليون دولار والعفو عن أي فرد يسلم العقيد حيا أو ميتا.