اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل الأربعاء7/9/2011 بأنها تفتقر إلى "مبادئ الأخلاق التجارية" في الصفقات العسكرية بين البلدين، وصرح أردوغان للصحافيين وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية "ا ف ب": "أن إسرائيل لم تظهر أي احترام لاتفاقاتنا الثنائية في مجال الدفاع"، في إشارة إلى اتفاق لشراء تركيا طائرات إسرائيلية بدون طيار. وأوضح أردوغان "على سبيل المثال، فقد تم شراء طائرات بدون طيار، ثم أعيدت لإجراء مزيد من الصيانة لها. وما زال (الاسرائيليون) يؤخرون تسليمها. هل هذا أخلاقي؟". وتدهورت العلاقات التي كانت متينة بين تركيا وإسرائيل، الأسبوع الماضي بعد رفض إسرائيل الاعتذار عن الهجوم على سفينة تركية كانت متوجهة إلى غزة في أيار 2010 وقتل خلاله ثمانية أتراك وأميركي من أصل تركي. والجمعة الماضي أعلنت أنقرة عن طرد السفير الإسرائيلي غابي ليفي وقطع جميع العلاقات العسكرية بما فيها العقود التجارية المتعلقة بالدفاع. وقال أردوغان "ربما تكون لديك مشكلة من احد أو أن تكون مستاء منه .. ولكن هناك أخلاقاً تجارية في الاتفاقيات العالمية، وعليك أن تلتزم بهذه القواعد الاخلاقية". وكانت تركيا وأسرائيل وقعتا الاتفاق في العام 2005 لتزويد تركيا بتلك الطائرات التي تستخدمها أنقرة في عملياتها لمكافحة الإرهاب، وبعد أن كانت تركيا الصديقة المقربة من إسرائيل، بدأت في انتقادها منذ تولي أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي له جذور أسلامية السلطة في 2002. وأثار الهجوم الإسرائيلي على "اسطول الحرية" المؤلف من ست سفن والذي كان متوجها الى غزة، غضبا واسعا. وانتقد تقرير أصدرته الأممالمتحدة لجوء إسرائيل إلى القوة "المفرطة" في الهجوم. إلا أن ذلك التقرير اغضب الفلسطينيين بتأكيده على حق أسرائيل بفرض حصار على غزة لمنع وصول الأسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع. وفي عرض للقوة، هدد أردوغان بزيارة غزة وقال انه سيفرض مزيد من العقوبات، والأربعاء رفض التعليق على "الخطة ج" للحكومة التركية، وقال "إذا أعلنا عن خطوات جديدة، فان الإستراتيجية ستفقد معناها". من جهته، أكد وزير إسرائيلي الأربعاء أن إسرائيل لن تقدم أي اعتذارات لتركيا عن هجومها على السفينة التركية مافي مرمرة التي حاولت كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة. وقال وزير المواصلات إسرائيل كاتس للإذاعة العامة "إن إسرائيل تدافع عن مصالحها ولن تعتذر حكومتها"، وأضاف كاتس أن"إسرائيل ستواصل حصارها البحري على قطاع غزة لمنع نقل الأسلحة لحماس". وفي حديث للإذاعة العامة قالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما إن "تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل مستمر منذ عامين ونصف ويجب على مسؤولي البلدين أن يجروا محادثات". وترى ليفني أن "تركيا تشعر بان إسرائيل معزولة وضعيفة وان علاقاتها متأزمة مع الولاياتالمتحدة (...) فتركيا لم تكن ستتصرف على هذا النحو لو أن عملية السلام مع الفلسطينيين لم تتعطل".