لا تتسرعوا بتقريعي ولومي بل وحتى بسبي على هذا العنوان المستفز الذي وضعته للمقال، وأنا أقر وأعترف باستحقاقي للوم والتقريع بل والسب والشتم لو كان هذا العنوان من بنات أفكاري. وسأحكي لكم بالتفصيل قصة هذا العنوان، فأثناء تصفحي لموقع إلكتروني أكن له ولرئيس تحريره كامل الود والإحترام –غير المتبادل على ما يبدو- إلا أنني شعرت أن السماء قد هبطت فجأة على رأسي وأن الأرض قد زلزلت من تحت أقدامي عندما قرأت عنوان خبر يقول (ديوان حاكم دبي يعلن وفاة صنعاء) وقد أحزنني في تفاصيل الخبر أمران، أولهما أن الخبر كان يتحدث عن إعلان ديوان حاكم دبي وفاة الشيخة صنعاء بنت مانع بن راشد آل مكتوم نسأل الله لها المغفرة، والثاني: هو الاستغلال (الدنيء) لهذا الخبر، ونظراً لقصره سأورده هنا كاملاً حتى لا تقولوا أنني أفتري كذباً، فنص الخبر يقول: نعى ديوان صاحب السمو حاكم دبي مساء اليوم وفاة صنعاء. وحسب البيان فإن المغفور لها الشيخة صنعاء بنت مانع بن راشد آل مكتوم وافاها الأجل المحتوم مساء أمس السبت. وقد دعا البيان ل"الفقيدة" بالمغفرة ولأهلها ب"الصبر والسلوان". هكذا فقط دون زيادة ولا نقصان، وهنا نلاحظ النقاط التالية: 1- لا يوجد في الخبر أي تفاصيل من أي نوع حتى تكتمل أركانه، ولو طال العنوان قليلاً لكان هو الخبر! 2- الاستغلال البشع للعنوان. 3- عدم احترام صاحبة الخبر وأهلها، وأعتذر لهم بالنيابة عن الصحيفة. 4- الاستخفاف والاستهانة بالجانب الإنساني للخبر لتمرير (دعابة) سخيفة. هذا ما يظهر من جبل الجليد، أما ما لم يظهر بوضوح فهو الحقد الدفين لدى البعض، الذي لا يمانع في أن يشهر ببلده و(أمه) اليمن في سبيل (المعارضة)، لقد صادف وأن شاهدت مقابلة شيقة مع المرشد العام للأخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف خلط فيها المحاور القدير أحمد منصور بين مصر والنظام المصري فرد عليه عاكف بحزم غاضب أنه لا يعارض مصر وإنما النظام المصري. ما أريد أن أصل إليه هو أن المعارضة نوعان، معارضة ينتجها حب الوطن، والحرص عليه، ومعارضة ينتجها الحقد والغل والكره، فأرجو ممن يعتبر نفسه معارضاً أن يوضح لنا (لماذا يعارض؟) حتى نعرف إن كنا معه أو عليه. وأخيراً، أرجو أن لا يفهم من حديثي، إنتقادي لمجمل ما تكتبه هذه الصحيفة الإلكترونية المتميزة، إلا أني أرجو منهم بمحبة أن يحببوني فيهم بحبهم لليمن -التي أعشقها حتى العبادة-، وألا يكرهوني فيهم بمعاداتهم لها، وأنا متأكد أن ما نشر لم يكن بمعرفة رئيس التحرير أو هكذا أتمنى. [email protected]