يتواصل الجمعة 4/11/2011، توافد حشود الحجاج بملابس الإحرام البيضاء للرجال سيرا على الأقدام أو بالحافلات إلى وادي منى، شرق مكةالمكرمة لقضاء يوم التروية والمبيت هناك استعدادا للوقوف صباح السبت على صعيد عرفة، بينما انتشرت قوات الأمن في جميع أنحاء المشاعر للإشراف على حركة الحجاج حتى استقرارهم في منى. لا يتوقع سقوط أمطار في ظل تأكيدات هيئة الأرصاد بان الأجواء ستكون مستقرة خلال أيام الحج، وتابع ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز شخصياً عملية تدفق الحجاج الذين يتجاوز عددهم أكثر من ثلاثة ملايين حاج إلى منى، موجها تعليماته للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لهم أداء مناسكهم في أمان. وعلى وقع دعاء التلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك"، يمضى الحجيج يومهم في الصلاة والدعاء والاستغفار. وتوجه بعض الحجاج الى منى، التي تبعد مسافة سبعة كلم شرق مكة، في وقت مبكر تجنبا للازدحام اوقات الذورة. وينتشر أكثر من 17 الف رجل مرور مزودين بنحو 2400 سيارة وآلية لتنظيم حركة الحافلات والتاكد من توجه كل حافلة حسب الرقم الذي تحمله الى المكان المخصص لحجاجها للاقامة في خيامهم حيث تم تخصيص مناطق خيام محددة لحجاج كل دولة بغية ضمان السيطرة على الازدحام وعدم حدوث فوضى. وتمنع الشرطة الحجاج من نقل الأمتعة باستثناء بعض المأكولات والمشروبات التي تلزمهم كما تمنع افتراش الطرقات تفاديا لعرقلة حركة المرور. ويكتمل وصول الحجاج إلى منى مساء الجمعة حيث يبيتون ليلتهم في آلاف الخيام البيضاء ثم يبدأون فجر السبت الصعود للوقوف على جبل عرفة ويستمرون حتى غروب الشمس قبل ان يعودوا مجددا الى منى لرمي الجمرات. وبعد رمي الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بالأضحى الأحد، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى الاثنين وتستمر يومين للمتعجل وثلاثة ايام لغير المتعجل من الحجاج. وتجول سيارات إسعاف وعيادات متنقلة في كافة نواحي منى والطرق المؤدية إلى المشاعر لتقديم الخدمات الصحية، وفي هذا السياق، اعلن وزير الصحة عبدالله الربيعة سلامة "خلو جميع الحجاج القادمين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية" لأداء فريضة الحج من أمراض وبائية او محجرية. ويبلغ عدد الكادر الطبي في خدمة الحجيج حوالى 20 الفا بين اطباء وفنيين واداريين، كما ينتشر 22 الفا من رجال الدفاع المدني يستخدمون ستة آلاف آلية. ويدخل مترو المشاعر الخدمة العام الحالي بكامل طاقته الاستيعابية البالغة 72 ألفا في الساعة من حجاج الداخل والخليج وحوالى مئتي الف من دول جنوب اسيا. وكان فهد أبو طربوش مدير عام المشروع قال لوكالة "فرانس برس" إن "القطار مخصص العام الحالي لحجاج الداخل ودول الخليج بالاضافة الى 200 الف من حجاج جنوب اسيا"، لافتا الى انه "سيكون متاحا لجميع الحجاج النظاميين كامل ايام التشريق". وأوضح أبو طربوش ان "قطار المشاعر سينقل نصف مليون حاج خلال ست ساعات من مشعر منى مرورا بمزدلفة وصولا الى عرفة إضافة إلى نقل مليون حاج أيام التشريق". وتوقع أبو طربوش أن "يؤدي تشغيل القطار الى الاستغناء عن ثلاثين الف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر كانت تستخدم من قبل حجاج الداخل والخليج والحجاج الواصلين من الخارج بطريق البر". ووصل حوالي 1,8 مليون شخص من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية لتأدية مناسك الحج التي تبلغ ذروتها غدا السبت المقبل في الوقوف على جبل عرفة. ويحج من داخل المملكة بين 700 إلى 800 ألف شخص غالبيتهم من المقيمين الوافدين لان أعداد السعوديين لا تتجاوز ربع مليون، بحسب مصادر في وزارة الحج.