عادت هواجس الخوف لتلبد أجواء الساحة اليمنية مجدداً في أعقاب دعوة للتصعيد المسلح، تبين أن قوى المعارضة لم تصدرها من داخل اليمن، وليس قبل اكتمال فرار قادتها عن بكرة أبيهم مع أسرهم إلى خارج اليمن، ليتحولوا إلى "معارضة خارج" في وقت فشل فيه مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر باقناعهم للعودة لتوقيع آلية المبادرة الخليجية. مصادر سياسية أكدت ل"نبأ نيوز" أن جميع القيادات التي كانت تضع نفسها في زعامة "الثورة"، وتتحدث بلسانها وتتناقش باسمها غادرت اليمن خلال الايام القليلة الماضية بعد أن سبقتها أسرها الى الخارج، ولم يعد أحد منهم داخل اليمن على الاطلاق، بما في ذلك القيادات النسوية وأبرز ناشاطات ساحات الاعتصام. وأشارت إلى أن البيان الذي أصدره المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك أمس السبت ، ودعا فيه المليشيات المسلحة وقواعده الحركية إلى تصعيد العنف ضد أجهزة الدولة ومؤسساتها صدر من خارج اليمن وتمت صياغته في القاهرة، منوهة إلى أن الغالبية العظمى من قادة المعارضة متواجدون مع أسرهم حالياً في القاهرة، فيما القسم الأصغر منهم توجهوا الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. تزامن هذه الأنباء مع تصريحات مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر التي كشفت عن رفض قادة المعارضة "محمد باسندوة، وعبد الوهاب الآنسي، وياسين سعيد نعمان" العودة لتوقيع آلية المبادرة الخليجية بصنعاء، فجرت مخاوفاً كبيرة في الساحة اليمنية مما يصفه الشارع اليمني ب"نوايا مبيتة" لتفجير حرب أهلية داخل اليمن، خاصة وأن مليشيات المعارضة تخوض منذ أيام أوسع حرب تدميرية داخل تعز، احتلت خلالها عشرات المنشآت والمرافق الحكومية وحولتها الى ثكنات عسكرية وترسانات حربية، فيما تواصل حتى ساعة اعداد هذا الخبر قصفها لما تبقى من منشآت بينها مستشفى الثورة ومستشفى الدرن التي وجهت مليشيات الأخوان للعاملين فيها إنذاراً باخلائها، ومنعت استقبال المرضى فيها، واستهدفت سيارات الاسعاف بالقذائف. كما يأتي فرار قادة المعارضة وأبرز ناشطيها بالتزامن مع تحصينات جديدة استحدثتها مليشيات أولاد عبد الله الأحمر، شملت بناء جدران خرسانية عازلة أغلقت بها منافذ الطرق، ومتارس خرسانية حتى فوق العديد من البيوت في الحارات المحتلة التي بدأ سكانها بهجرها منذ فجرت مليشيات أولاد الأحمر الحرب في "الحصبة" التي باتت تعرف في أوساط الناس ب"قندهار". وفيما لازالت أدخنة حرائق مليشيات المعارضة تتصاعد في تعز والعديد من المدن اليمنية، وبعد أن حولوا محطات الكهرباء وشبكات المياه والمؤسسات الخدمة الى أنقاض، فإن قادة المعارضة وأسرهم غادروا اليمن عن بكرة أبيهم ليتنعموا في فنادق الخارج والفلل الفارهة والبذخ المفتوح، وهم يترقبون تساقط جثث اليمنيين للصعود على جماجمهم إلى كرسي الحكم..!