الأزمة السياسية في اليمن طالت وعرضت لأن بعض أطرافها اقفال ضاعت مفاتيحها.. لكن لم يفت الوقت بعد ما دام الأشقاء والأصدقاء قد اسعفونا باللازم.. مبادرة خليجية وآلية تنفيذية لها وقرار من مجلس الامن الدولي, مع المرفقات.. وأهم شيء عندي هو المرفقات المتمثلة بالتشجيع على التسوية والوعد بالدعم والتحذير من انتهاك المبادرة والآلية والقرار, والمرفق الآخر الثمين وهو الاعصي أو العصي التي ستدور على رأس اي طرف سياسي لا يصلي على النبي ولا يمشي "ساني"! وهذا لو صدق حاملي العصي رعاة المبادرة. أهم شيء العصي.. والعصا لمن عصا وخالف المبادرة وآليتها والقرار, فهذه كلها المفتاح بدل الضائع ولا يجوز تضييعه من قبل حكومة الوفاق الوطني المعنية اليوم بتطبيق المبادرة والآلية والقرار, وغير مقبول منها الفرار من هذه الالتزامات ولا السكوت عن الاطراف التي تمثلها كلما وجدت أنها تتهرب من المبادرة والآلية والقرار, كما يحصل اليوم من قبل المشترك المشارك في السلطة وفي الوقت نفسه يشارك في انتهاك المبادرة والآلية والقرار.. الوفاق الوطني يقتضي وئام وملائمة وانسجام ومطابقة الافعال للأقوال.. ويقتضي الوفاق التزاما بالمبادرة والآلية والقرار.. وكضامن لانجاح التسوية, واتفقنا قال موفق.. وحياك قال بياك.. وصاحبي فاق قال صاحبي فاق. الذين يريدون اللعب في الشارع وفي ذات الوقت يريدون الاستمرار في السلطة باسم الشراكة الوطنية والوفاق لا يحسبون انفسهم اذكياء فوق الحد, فهذه الحيلة القديمة لا تنطلي على أحد, والوفاق الوطني أو التسوية السياسية لا تحتمل سوى خيار واحد.. العمل لتنفيذ المبادرة والآلية والقرار بلا مراوغة ولا زعل او قاف او غاق ولا زغل ومغل واستفزاز وابتزاز. اشهدوا يا صلابي العصي.. يا رعاة التسوية السياسية.. يا سفراء ويا بن عمر.. يا من قلتم إن عصيكم ستدور فوق رؤوس من يخترق المبادرة والآلية والقرار.. اشهدوا.. هذا باسندوة رئيس حكومة الوفاق, المعني بتنفيذ ما جاء في المبادرة والآلية والقرار, في الصبح على رأس الحكومة التي نصفها لأحزاب المشترك, وبعد الظهر رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة يصدر بيانا دعما وتأييدا لمسيرة شعارها ومطلبها "رفض المبادرة والتسوية السياسية".. وهذه احزاب اللقاء المشترك وشركاؤها مشاركة في حكومة الوفاق الوطني وتجتهد ليل نهار في افتعال "الخناق الوطني" وقعت على المبادرة وآليتها بالامس, واليوم تتفلت من التزاماتها ولن تعدموا الدليل عليها إذا تابعتم افعالها واقوالها لافتعال خناق وطني جديد. تداركوا الموقف يا صلابي العصي.. التسوية السياسية في خطر يا رعاة المبادرة والآلية والوفاق. * صحيفة "اليمن"