اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين بعض الأطراف التي لم يسمها بمحاولة تأجيج المشكلة في سورية، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على تشجيع مهمة المراقبين في ذلك البلد. وقال تشوركين الأربعاء 28 كانون الأول في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" انه في ما يتعلق بالملف السوري فإن مسودة القرار الذي قدمته روسيا منذ أسبوعين إلى مجلس الأمن الدولي تعمل على دفع العملية السياسية وتشجيع مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية التي تعمل الآن في سورية. لكنه أضاف "ما نشهده هو أن البعض يحاول تأجيج المشكلة، وعادة عندما توجد أزمة تطفو إلى السطح جميع عناصر التطرف والإرهاب، وعلى سبيل المثال منذ أيام وقع عمل إرهابي مروع في دمشق، سبقه بيوم تصريح وزير الدفاع اللبناني (فايز غصن) الذي قال إن مجموعة تابعة للقاعدة تحركت نحو سورية من لبنان، لذلك أنا لا أتفاجأ إذا وجدت عناصر إرهابية من ليبيا أو من أماكن أخرى طريقها إلى سورية لتأجيج المشكلات وخلق نوع من النزاع الطائفي والإثني، وهذا ما يهدف إليه الإرهابيون". وأضاف "نحن نؤمن بأن دور المجتمع الدولي في حالة وجود أزمات في بلد ما مثل ما يواجهنا في سورية، يكمن في مساعدة شعب ذلك البلد لإيجاد حل سلمي للأزمة وهذا هو خط روسيا وهذا هو مبدأ عملنا في مجلس الأمن الدولي". وقد أظهرت الجولة الدورية من المباحثات في مجلس الأمن الدولي التي جرت الثلاثاء 27 كانون الأول خلف الأبواب المغلقة على مستوى الخبراء بين روسيا والدول الغربية الأعضاء في المجلس، انه مازالت هناك خلافات جدية بين الطرفين بشأن مضمون مشروع القرار الروسي حول سورية. وقالت وسائل الإعلام الأربعاء انه تم خلال هذه الجولة مناقشة مشروع القرار الذي قدمته روسيا وكذلك المقترحات التي قدمها عدد من الأعضاء حول نفس الموضوع. وكانت روسيا قد وزعت يوم 15 كانون الأول على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديد بشأن سورية يتضمن الطلب "من كافة الأطراف الوقف الفوري لأعمال العنف من أي طرف كانت" وحسب ما قاله الدبلوماسيون يتضمن مشروع القرار الروسي أيضاً دعوة "مفتوحة أمام كافة الأطراف للمشاركة في العملية السياسية بقيادة السوريين". وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو: "يتضمن مشروع القرار الذي قدمناه إلى مجلس الأمن الدولي ترحيبا بتوجه بعثة المراقبين العرب إلى سورية. ويجب أن تتمكن هذه البعثة من زيارة أي جزء من سورية لكي تتمكن من وضع تصور موضوعي مستقل عن الأحداث الجارية فعلا". وحسب قوله فان مشروع القرار الذي وضعته روسيا بمشاركة الصين ينطلق من ضرورة وقف كافة أشكال العنف في سورية من جانب كافة الأطراف، وقال "إن مشروع القرار يدين استخدام القوة من جانب السلطات ضد المظاهرات السلمية، وكذلك الاستفزازات التي تمارسها المجموعات المسلحة في هذه المظاهرات". وتقول المصادر الغربية إن بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تصر على تغيير تلك الصيغ التي وردت في مشروع القرار والتي تساوي بين مسؤولية السلطة والمعارضة في أعمال العنف، كما أنها تصر على مسألة حقوق الإنسان وتضمين مشروع القرار دعوة مباشرة للتعاون مع لجنة التحقيقات التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأممالمتحدة، وكذلك التنفيذ الكامل لمبادرة جامعة الدول العربية لتسوية الأزمة السورية.