أعلن مسؤول سابق في حركة طالبان الأحد29/1/2012، ان مفاوضين يمثلون حركة طالبان بدأوا في قطر محادثات اولية مع مسؤولين اميركيين تهدف الى انهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في افغانستان. وقال مولوي قلم الدين الذي كان قائدا للشرطة الدينية خلال حكم حركة طالبان (1996-2001) لوكالة "فرانس برس": "لم تبدأ بعد محادثات السلام الفعلية - ولكنهم بدأوا عملية لبناء الثقة وسيستغرق ذلك بعض الوقت". وقلم الدين حاليا عضو في المجلس الاعلى للسلام الذي عينته حكومة الرئيس حميد كرزاي، وكانت حركة طالبان التي أطيح بها من السلطة في غزو قادته الولاياتالمتحدة اواخر 2001، اعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها تعتزم إقامة مكتب سياسي للحركة في قطر قبل بدء المحادثات مع واشنطن. وقال قلم الدين ان وفد طالبان يتواجد حاليا في قطر ويضم محمد طيب اغا الحليف المقرب والسكرتير لزعيم طالبان الملا عمر، وشهاب الدين ديلاوار، سفير طالبان السابق في الرياض. ويضم الوفد كذلك شير محمد عباس ستانيكزاي، النائب السابق لوزير الخارجية في حكومة طالبان، وعزيز الرحمن الدبلوماسي السابق لطالبان في دبي، بحسب قلم الدين. وأضاف "في الوقت الحالي يجري الوفد محادثات اولية. وهذه العملية هي في مراحلها المبكرة للغاية. نحتاج الى بناء بعض الثقة قبل بدء المحادثات". ومن بين خطوات بناء الثقة التي تطالب بها طالبان الافراج عن خمسة من عناصرها المحتجزين في معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا، فيما تطالب واشنطن المسلحين بنبذ العنف. وقال قلم الدين انه "من الواضح" ان وفد طالبان ذهب الى قطر من باكستان، في اشارة الى ان الجارة الجنوبية لافغانستان التي تتهمها كابول بعرقلة محاولات سابقة لاجراء محادثات سلام، ربما بدأت المشاركة في العملية. وفي مؤشر اخر على تحسن العلاقت بين البلدين، تم الاعلان عن ان وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار ستزور كابول الاربعاء. وقال جانان موسى زاي المتحدث باسم الخارجية الافغانية ان الزيارة تعتبر مؤشرا على "مرحلة جديدة" في التعاون بين البلدين مشيرا الى ان خار ستجري محادثات مع وزير الخارجية الافغاني زلماي رسول والرئيس حميد كرزاي، واضاف ان "الجانبين سيناقشا القتال ضد الارهاب ودعم باكستان الضروري لعملية السلام في افغانستان". وقال ان "باكستان تلعب دورا رئيسيا في عملية السلام الافغانية، وافغانستان تحتاج الى الجهد المخلص من الدولة المجاورة في مفاوضات السلام". وتاتي زيارة وزيرة الخارجية الباكستانية بعد بادرات باكستانيةلافغانستان بشان استئناف المحادثات بشان طالبان والتي توقفت في اعقاب اغتيال كبير مفاوضي السلام الافغان برهان الدين رباني في هجوم انتحاري في ايلول/سبتمبر الماضي، بحسب مسؤولين. واتهم كرزاي باكستان بالمسؤولية عن مقتل رباني، وقال الشهر الماضي ان اسلام اباد تخرب جميع المحاولات للتفاوض مع طالبان. وفي البداية، خشي كرزاي من تهميشه في محادثات قطر، وبعثت واشنطن مبعوثها الخاص مارك غروسمان الى كابول الاسبوع الماضي لطمأنته بان حكومته ستلعب دورا رئيسيا في اية مفاوضات مهمة مقبلة. وفي مسعى أخر لتهدئة شكوك كرزاي، يتوقع ان يصل وفد من الحكومة القطرية الى كابول لتوضيح دورها في المحادثات، بحسب ما افاد سكرتير المجلس الاعلى للسلام امين الدين مظفري لوكالة فرانس برس. وقال مظفري "نتوقع حضور وفد من قطر الى كابول ليناقش معنا دور الافغان في محادثات السلام ومتى وكيف ستجري وتتواصل محادثات السلام في قطر.