في "مؤتمر صحافي" منع فيه الصحفيون من توجيه أية أسئلة،أعلنت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) صباح اليوم رسمياً عن مرشحها للانتخابات الرئاسية - فيصل بن شملان- الذي لا ينتمي إلى أي من أحزابها، والذي اكتفت بوصفه بأنه "صاحب مكانة وطنية رفيعة وسجل شخصي نظيف" دونما الكشف عن شيء من تفاصيل شخصيته التي ما زالت مجهولة للغالبية العظمى من اليمنيين. وفي أول ظهور وخطاب له أمام الشارع اليمني ، أعرب فيصل بن شملان- مرشح أحزاب اللقاء المشترك للانتخابات الرئاسية- عن شكره للقاء المشترك على تسميته مرشحاً لها بالانتخابات الرئاسية ، مستدركاً القول: "وإن كنت لأتطلع إلى أن يكون المرشح أحد كوادر هذه الأحزاب ، وفيها الكثير ممن هم أقدر وأوفر حظا مني بالنجاح، غير أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية العامة في البلاد وإشراف المشترك على هذا الترشيح تجعلان من التضحية بالنفوس العظيمة فريضة". وأضاف:"لذلك لابد من القبول وبذل الجهد المستطاع "، راجياً أن يكون عند حسن ظن الجميع. وقال بن شملان أنه معجب بتكوين اللقاء المشترك من الأحزاب التي تكونت منها "إذ كانت الآراء السائدة أن هذه الأحزاب يستحيل أن تكوِّن عمل سياسي لتغيير شامل بالبلاد ، وهذه الاستحالة شبهوها بلقاء الثريا بسهيل" ووصف الحدث بأنه "عظيم على مستوى الساحة العربية والساحة الإسلامية، وستظل الأحزاب تدرسه وتنظر إليه "، وأن هذه التجربة ستكون مثالاً رائعاً وطريقة تحتذي بها، و"مثالاً للتغيير ليس في اليمن وحسب وإنما في كل البلاد المتشابهة في ظرفها مع اليمن". وقال بن شملان أن التغيير المنشود هو تغيير شامل ومتعدد ، موضحاً أن "الفساد أنهكنا، والفقر أنهانا، والجوع أتعبنا" وهو الأمر الذي قال عنه أنه يستدعي إصلاح سياسي. على صعيد متصل وزع اللقاء المشترك بيان إعلان مرشحه للرئاسة وقرأه خلال "المؤتمر الصحافي" الذي أكد في مطلعه بأن "المشترك سيقف بقياداته وقواعده صفاً واحداً لا اعوجاج فيه خلف مرشحه ، وسيعمل بكل ما أوتي من قوة لخوض حملته الانتخابية للفوز بثقة غالبية الناخبين من الرجال والنساء وكسب تأييدهم لتحقيق الفوز الناجز بإذن الله". وأشار البيان إلى أن اختيار بن شملان جاء "وفقا لمعايير وطنية وموضوعية حرص على أن تكون دقيقة وصارمة ومن خلالها استطاع أن ينجز الخطوة الثانية المنسقة مع انجاز خطوته الإستراتيجية الأولى المتمثلة في إقرار مشروع الإصلاح السياسي والوطني الشامل، والذي تضمن طرح المعالجات الواقعية للمشاكل الرئيسية التي تعاني منها اليمن لتمكينها من تجاوز الصعوبات المعيقة لتطورها الاقتصادي والاجتماعي وإصلاح منظومتها السياسية والقانونية، ولأن كافة الفرص التي لاحت أمام اليمن قد أهدرت، فقد أفضت بها العثرات التي واجهتها إلى الدخول في نفق مظلم فرض عليها ما نشاهده من ظروف الفقر والتخلف وانتشار الأمراض والأمية وتفشي الفساد بصورة مريعة، والتراجع المضطرد لمستوى خدمات التعليم والأمية والصحة والكهرباء وتردي كافة الخدمات الاجتماعية بصورة عامة، ووصول نسبة العاطلين عن العمل إلى مستويات خطيرة" وقال البيان أن هناك "تراجع هامش الحريات وتزايد الانتهاكات لحرية التعبير، وتكرار الاعتداءات على الصحافيين وأصحاب الرأي والتضييق على منظمات المجتمع المدني ومنعها من القيام بدورها ، وانعدام المساواة أمام القانون في ظل تركز السلطة وغياب التكافؤ بين الصلاحيات والمسؤوليات وعدم احترام استقلالية القضاء وتسخير المال العام والوظيفة العامة وكل مقدرات الدولة لصالح الحزب الحاكم، وإفراغ التعددية الحزبية من مضامينها وتراكم العوائق في طريق التحولات الديمقراطية المنشودة". وقال البيان: "لقد ترتب عن هذه الظروف بروز اختلالات خطيرة أسلمت بلادنا للفوضى، وحرمتها من أن يكون لديها دولة قانون تحقق المساواة بين مواطنيها، وحال بينها وبين أن تعبئ مواردها بصورة صحيحة الأمر الذي أدى إلى تخلف عملية التنمية والحكم عليها بالركود، وحال بين مواطنينا وبين الظفر بسبل العيش الكريم". وأشار البيان إلى أن "التوجهات الديمقراطية في اليمن ظلت تعاني من الإعاقة القسرية بهدف تحويلها إلى مجرد شعارات لا محتوى لها مع إدراكنا لحجم وضخامة الصعوبات التي تواجهها، إلا أننا مصممون على دفع عجلة التحولات الديمقراطية إلى الأمام والسير بها خطوة إثر أخرى نحو إكسابها المضامين الحقيقية بما يحولها إلى ديمقراطية تكون أداة بيد الشعب وتعمل فعلا من أجل التغيير، وتقرير مصائر اليمن بالإرادة الحرة اليمنية". وأعرب عن حرص أحزاب اللقاء المشترك بأن تكون مسيرة التحول الديمقراطي في اليمن جزءً حياً من حركة عالمية واسعة تشكل الملمح الرئيسي في مجرى التطور الإنساني في العصر الراهن"، مطالباً بوجود رقابة دولية واسعة وشاملة على الانتخابات الرئاسية القادمة. وعقد المشترك رهانه بما قاله "على وعي الناخب اليمني وعلى بسالة أعضاء وكوادر أحزابه، وإخلاصهم لبلادهم وصدق حبهم لشعبهم،وتفاعلهم مع همومه وقضاياه واثقا بما يتمتعون به من استقامة ونزاهة، وقدرة على الصبر والمثابرة وتحمل العنت وبذل أقصى الجهود في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة التي يحملونها", داعياً إياهم إلى "حمل راية مرشحهم الأستاذ/ فيصل بن شملان وإبلاغ رسالته إلى كل الناس من أقصى اليمن حتى أقصاها، وتعبئة كل المتاح أمامهم من موارد بشرية وذهنية ومادية لتحقيق النجاح الذي يتطلعون إليه ومعهم اليمن كلها". وأضاف: "كما يتوجه اللقاء المشترك إلى جموع الناخبين من الرجال والنساء، الشيوخ والشباب، في المدن والأرياف إلى كل أولئك الذين يتطلعون إلى بناء يمن جديد مفعم بالحرية والكرامة إلى الذين يعز عليهم وطنهم ويطمحون لتشييد بنيانه على أسس من العدل والمساواة إلى الباحثين عن الاستقرار والأمان المعيشي، الحالمين بيمن خالٍ من الأمية والبطالة والفساد، واضعا أمامهم الخيار الأفضل الذي اهتدى إليه, داعيا الشعب اليمني كله لأن يضع ثقته بمرشح اللقاء المشترك الأستاذ / فيصل بن شملان، فهو أهل لهذه الثقة وجدير بتحمل المسئولية". واختتم مخاطباً: "إلى كل اليمنيين تذكروا أنكم تحتاجون إلى رئيس من أجل اليمن، لا يمن من أجل الرئيس .. ولقد أضحى تحقيق هذا الحلم طوع إرادتكم ورهن اختياركم، فلنمض معاً على طريق التغيير نحو غد أفضل". وبعد قراءة بيان اللقاء المشترك أعلن محمد قحطان- الناطق الرسمي باسمه- بأن الأسئلة مفتوحة فقط للصحف الناطقة بغير العربية، وهو الأمر الذي أثار استياء الصحافيين الذين تساءلوا فيما إذا كان المرشح يعني الخارج قبل الداخل، مستغربين تجاهل الصحف المحلية التي يعنيها الأمر بالدرجة الأولى، وهو الأمر الذي فسره بعض الصحافيين بأنه هروب من المواجهة والنقد – خاصة فيما يتعلق بعجز اللقاء المشترك عن الإتيان بمرشح من أحزابه. هذا وقد حضر "المؤتمر الصحافي"- الذي لم يسمح فيه للصحافيين بالسؤال- عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين الأجانب والعرب، وممثلي منظمات دولية ومحلية مختلفة.