يشترك نجما كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيجو قائدا منتخبي بلديهما في العديد من الامور فقد نال كل منهما من قبل لقب أفضل لاعب في العالم ولعب كل منهما في صفوف ريال مدريد الاسباني أبرز الاندية الاوروبية كما تراجع كل منهما عن الاعتزال بعد فترة من الاعتزال دوليا. وعندما يلتقي المنتخبان الفرنسي والبرتغالي غدا الاربعاء في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا سيقود زيدان /34 عاما/ وفيجو /33 عاما/ المنتخبين في معركة فاصلة على التأهل للمباراة النهائية للبطولة. ويقدم اللاعبان المخضرمان في البطولة الحالية عروضا قوية قد تدفع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى إعادة التفكير في تخصيص جائزة جديدة لافضل اللاعبين المخضرمين (فوق 30 عاما). وسيصافح زيدان فيجو في دائرة منتصف الملعب قبل بداية المباراة ولدى إجراء قرعة اختيار الملعب وضربة البداية ولكن عندما ينتهي اللقاء سيعود أحدهما إلى غرفة خلع الملابس لتعليق حذائه وإنهاء مسيرته الحافلة بالانجازات. وسينهي زيدان بالتأكيد مسيرته الكروية على مستوى الاندية والمنتخب عقب نهاية مشوار فريقه في البطولة الحالية حيث أعلن اللاعب سابقا أنه ودع فريق ريال مدريد الاسباني واستاد سانتياجو برنابيو بشكل مهم حيث اعتزل اللعب مع الاندية بنهاية الموسم الماضي مؤكدا أنه سينهي أيضا مسيرته الكروية بشكل نهائي على المستوى الدولي في أعقاب بطولة كأس العالم الحالية. وبعد البداية المتواضعة للمنتخب الفرنسي في البطولة الحالية تقدم مستوى الفريق من مباراة لاخرى حتى وصل لافضل مستوياته في المباراة التي تغلب فيها على المنتخب البرازيلي حامل اللقب يوم السبت الماضي في دور الثمانية للبطولة ليبدد أحلام السامبا البرازيلية في الاحتفاظ باللقب والفوز بكأس العالم للمرة السادسة في التاريخ. ووصف كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني للمنتخب البرازيلي أداء زيدان (زيزو) في المباراة بأنه "الافضل للاعب في خلال ثماني سنوات." وبعد ثلاثة أعوام خالية من الالقاب والبطولات مع ريال مدريد جاءت بطولة كأس العالم الحالية لتشهد إعادة مولد زيدان. وقال زيدان الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات سابقة "كانت بطولة جميلة ولا نريدها أن تنتهي.. إننا الان في الطريق إلى النهائي". وكان زيدان قد قاد المنتخب الفرنسي إلى الفوز بلقب كأس العالم 1998 بفرنسا وبلقب كأس الامم الاوروبية 2000 كما قاد ريال مدريد الاسباني للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في عام .2002 وكان زيدان قد أقنع زميليه ليليان تورام وكلود مكاليلي بطرقية غير رسمية قبل نحو عام بالتراجع مثله عن قرار اعتزال اللعب الدولي ليكون اللاعبون الثلاثة إلى جوار حارس المرمى فابيان بارتيز ونجم خط الوسط باتريك فييرا العمود الفقري للمنتخب الفرنسي تحت قيادة المدير الفني ريمون دومينيك. ويتمتع المنتخب البرتغالي بأنه أكثر شبابا من نظيره الفرنسي ولكن ليس بفارق كبير. ويدرك اللاعبان كوستينيا وبدرو باوليتا أن الفرصة الحالية هي الاخيرة بالنسبة لهما للفوز بلقب كأس العالم مع المنتخب البرتغالي. أما فيجو فهو أكثر اللاعبين الذين لا يحتاجون إلى من يذكرهم بذلك لانه اللاعب الوحيد الباقي من "الجيل الذهبي" لكرة القدم البرتغالية وهو الجيل الفائز بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) والذي لم يحقق حتى الان أي لقب للبرتغال على مستوى فرق الكبار. وبعد أن سقط المنتخب البرتغالي أمام نظيره اليوناني قبل عامين في المباراة النهائية لبطولة كأس الامم الاوروبية (يورو 2004) قرر فيجو نجم انتر ميلان الايطالي حاليا اعتزال اللعب الدولي والتركيز مع ناديه السابق ريال مدريد الاسباني. ولكن في الوقت الذي استعد فيه ريال مدريد الاسباني للاستغناء عن خدمات اللاعب وتركه يرحل في بداية الموسم الماضي إلى انتر ميلان الايطالي نجح البرازيلي لوزي فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي في إقناع اللاعب الكبير بالتراجع عن الاعتزال الدولي والعودة لصفوف المنتخب. ورغم أن اللاعب لم يعلن رسميا أنه سيعتزل اللعب الدولي مجددا عقب نهاية البطولة الحالية يبدو الامر محتوما أن يعتزل بعد انتهاء البطولة التي شهدت خوضه المباراة الدولية رقم 125 عندما تغلب الفريق البرتغالي على نظيره الانجليزي في دور الثمانية للبطولة. وقاد فيجو المنتخب البرتغالي في البطولة الحالية لمعادلة أفضل إنجاز في تاريخ المنتخب البرتغالي وهو الوصول للمربع الذهبي للبطولة ليرتفع فيجو إلى مرتبة اللاعب البرتغالي الاسطوري إيزيبيو الذي قاد الفريق للمربع الذهبي في كأس العالم 1966 بإنجلترا. وقد يخفت بريق فيجو أو زيدان مع وصول أي من الفريقين لخط النهائية في هذه البطولة عندما يلتقيان غدا ولكن من المؤكد أن بريقهما سيظل خالدا للابد في تاريخ اللعبة.