تأهلت الولاياتالمتحدة الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل بعد أن قادها هدفان في الشوط الثاني سجلهما ايدي جونسون ولاندون دونوفان للفوز 2-صفر بملعبها على المكسيك يوم الثلاثاء. وفي ظل تعادل هندوراس 2-2 مع بنما واكتفاء كوستاريكا بالتعادل 1-1 في جاميكا تصدر المنتخب الامريكي ترتيب تصفيات امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي برصيد 16 نقطة قبل مباراتين على النهاية. وتمتلك كوستاريكا – التي صعدت ايضا يوم الثلاثاء – 15 نقطة مقابل 11 نقطة لهندوراس التي لا تزال تتنافس على المركز الثالث المؤهل بشكل مباشر الى النهائيات. وتركت الهزيمة المنتخب المكسيكي في أزمة عميقة إذ انه يحتل المركز الخامس بثماني نقاط بالتساوي مع بنما التي تأتي في المركز الرابع ولديه فرصة ضعيفة فقط في الوصول للمركز الثالث. ولا يزال أمام منتخب المكسيك – الذي بدأ التصفيات وهو أقوى مرشح لتصدر المجموعة – الكثير من العمل من أجل الحصول حتى على المركز الرابع لخوض جولة فاصلة ضد نيوزيلندا الفائزة بتصفيات منطقة الاوقيانوس. وتعين على الامريكيين الانتظار لمدة ساعة تقريبا بعد المباراة لمعرفة تأهلهم الى البرازيل إذ كانوا بحاجة الى حصول هندوراس على نقطة واحدة على الأقل. وبينما جلس اللاعبون في غرفة الملابس لمشاهدة المباراة الأخرى عبر التلفزيون بقي مئات من الجماهير في الاستاد على أمل الاحتفال بالتأهل ونالوا المكافأة بعودة الفريق الى أرض الملعب من أجل لفة شرف. وقال المدرب يورجن كلينسمان للصحفيين “هذا انجاز كبير لكل الفريق.” وأضاف المدرب الالماني الذي تولى تدريب الفريق في 2011 “يمكننا جميعا أنا نفخر بهذا الفريق الذي بذل كل ما في وسعه. كل مرة يتأهل فيها المرء الى كأس العالم تمثل حدثا هاما.. إنها أكبر مسابقة في هذه الرياضة خاصة في ظل اقامتها في البرازيل وهي واحدة من أكبر دول كرة القدم.” وتابع “الأمر يعني الكثير لنا ولمشجعينا وللدولة ايضا.” وبالنسبة للمكسيك كانت الهزيمة أمام غريمتها التقليدية مؤلمة لأكثر من سبب. وقال لاعب الوسط كريستيان خيمنيز لتلفزيون ازتيكا المكسيكي “لا أدري ما اقوله لكم.. نحن مدينون للناس ونشعر بالخجل.” واعاد مدرب المكسيك لويس فرناندو تينا – الذي قاد الفريق لأول مرة عقب اقالة خوسيه مانويل دي لاتوري يوم السبت – اندريس جواردادو وخافيير هرنانديز الى التشكيلة الأساسية وكان تأثيرهما واضحا منذ البداية. وفي ظل ضغط جيوفاني دوس سانتوس وجواردادو على الدفاع الامريكي وجد صانع اللعب المولود في الارجنتين خيمنيز مساحة كافية لتسديد كرة انقذها الحارس تيم هاوارد في الدقيقة 19. وبعد لحظات أخرى سدد خيمنيز فوق العارضة من ركلة حرة مع استمرار ضغط المكسيك على المنتخب الامريكي. وابلى حارس المكسيك خوسيه كورونا بلاء حسنا في ابعاد ضربة رأس من جونسون في واحدة من الهجمات النادرة للولايات المتحدة لكن الخطورة كانت لا تزال قادمة من الفريق الضيف. وركض دوس سانتوس داخل منطقة الجزاء واطلق تسديدة قوية تصدى لها هاوارد ثم في نهاية الشوط الأول كان رد فعل حارس المنتخب الامريكي جيدا لابعاد كرة سددها دييجو رييس بالرأس. وانتهى الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف لكن المكسيك كانت متفوقة على كل الأصعدة وافتقد المنتخب الامريكي بشدة وجود مايكل برادلي المصاب في قلب وسط الملعب والخطورة الهجومية للموقوف جوزي التيدور. لكن بعد اربع دقائق من بداية الشوط الثاني انتزعت الولاياتالمتحدة التقدم عندما نفذ دونوفان ركلة ركنية وهرب جونسون من الرقابة ليضع الكرة برأسه في شباك كورونا الذي خرج من مرماه بشكل خاطيء. وشعر نحو 25 ألف مشجع باستاد كرو الضيق في كولومبوس باقتراب الفوز وظهرت هذه الثقة على المنتخب الامريكي الذي بدأ في السيطرة على وسط الملعب. وعلى النقيض بدا أن المكسيك تأثرت بالهدف وتلاشت ثقة الفريق ولم يكن هناك أي سبيل للعودة بعدما مرر البديل ميكس ديسكرود الى دونوفان داخل منطقة الجزاء ليجعل النتيجة 2-صفر في الدقيقة 78. ولم يشعر المشجعون السعداء بعد ذلك باهدار كلينت ديمسي لركلة جزاء نفذها بشكل سيء في الثواني الأخيرة عقب مخالفة احتسبت لصالحه ويستطيعوا الان بدء التخطيط لرحلاتهم الى البرازيل