كشف الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- أن تراجع الرئيس علي عبد الله صالح عن قرار عدم الترشح للانتخابات الرئاسية أمر متوقف على قناعة الرئيس نفسه، مؤكداً أن "الموضوع طبيعي، لا أتحدث فيه عن خيبة أمل، وننظر للمسألة من زاوية أن هناك قرارا قد يكون مناسبا". وأشار نعمان إلى أنه "لا توجد حتي الآن تقاليد حقيقية للمعارضة السياسية، نحن حقيقة لا نمارس المعارضة إلا من فترة وجيزة، كنا جميعا أحزابا حاكمة، وفي نفس الوقت بعد الوحدة بدأنا نتحدث عن مساحة من الديمقراطية لكن لم تخرج معارضة حقيقية"، منوهاً إلى أن المعارضة"لا زالت لا تمتلك التقاليد الحقيقية التي تمكنها من أن تلعب دورا وتحرك الشارع وتشكل قوة ضغط، وهذا يحتاج إلي وقت طويل". وقال "نحن نشهد أن هناك انسحابا من الحياة السياسية، هناك انسحاب في وسط الشباب وهناك انسحاب في وسط المرأة، وهناك انسحاب بشكل عام، بسبب هذا الإحباط، ولكن هل موقف المعارضة الأخير ولّد قدرا من الشجن أو قدرا من الاعتقاد بأن هناك توجها جادا لخلق معارضة حقيقية، هذا يتوقف علي ما ستأتي به الأيام القادمة". وأكد الدكتور ياسين سعيد نعمان أن أحزاب اللقاء المشترك أجمعت كلها على الميزات التي يتمتع بها فيصل بن شملان وتؤهله لأن يكون مرشحها، لافتاً الى أن إعلام الحزب الحاكم كانوا "يحرّضون المعارضة علي ضرورة أن يكون لدي المعارضة مرشح قوي ومنافس حقيقي لمرشح الحزب الحاكم وليس مجرد مرشح للتسوية وهم بذلك علي حق، يدعون الجميع إلي ضرورة أن تكون هناك منافسة في ميدان الحياة السياسية". وأوضح - في حوار أجرته "القدس العربي"- أنه "ليس المهم من يكسب ومن يخسر ولكن المهم أن يكسب الشعب قضية واحدة، وهو أن يكون قد تواجد لأول مرة بشكل فعال في تقرير الخيار الديمقراطي من خلال رد الاعتبار لإرادته التي كانت مصادرة خلال الفترات الماضية". وكشف أن وثيقة الاتفاق التي تمت بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك كانت تلبي الحد الأدنى من القبول ، معللاً لأن المشترك كان يطالب بتغيير كامل للجنة العليا للانتخابات ، وهذا لم يتم وكذلك كان يدعو إلى حل العديد من الإشكاليات والتي في مقدمتها تعويض المتضررين من حرب صيف 1994م، معتبراً أن "دفع فاتورة" تلك الحرب يتحملها الحزب الحاكم باعتباره هو من يمسك بالسلطة والثروات وهو من يستطيع تعويض المتضررين. وحول أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية قال الدكتور نعمان : "نحن يهمنا بدرجة رئيسية أن نكسر حاجز الخوف من قضية الترشّح للرئاسة، لأن الرئاسة في الوطن العربي ظلت شيئا مقدسا"، مشيراً إلى أنه " بهذا الترشيح نصنع خطوة جديدة تعيد تشكيل وعي الناس، باتجاه خلق صيغة حقيقية للمواطنة، بمعني أنه ليس المواطن فقط الذي يسمح له أن ينتخب ولكن المواطن أيضا تستكمل مواطنته، حينما يشعر أنه يمكن أن يكون ناخبا ومنتخبا"، مبيناً " أعتقد أن هذه الخطوة التي تخطوها أحزاب اللقاء المعارضة وهي بمثابة صيغة سياسية أفرزها الحراك السياسي والاجتماعي العام، مهمة علي صعيد عملنا السياسي المستقبلي والتي من شأنها أن تحدث أثرا فعالا وكبيرا في الحياة السياسية فيما بعد الانتخابات" النص الكامل للحوار في نافذة (( تحقيقات وحوارات ))..