صدمت الأوساط التشكيلية العراقية بخبر رحيل الفنان العراقي رافع الناصري في عمان عن عمر يناهز ال73 عاما، بعد رحلتين متناقضتين أطّرتا حياته: رحلة الإبداع ورحلة المرض الأخيرة. ويعتبر الناصري أحد رموز الفن التشكيلي العراقي والعربي وخصوصا في جانب الغرافيك. ولد الفنان الراحل في تكريت عام 1940 وانضم إلى معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1956 ليسافر فيما بعد إلى الأكاديمية المركزية في بكين عام 1959 ويتخصص في فن الغرافيك، مؤسسا في تاريخ الفن العراقي الحديث تجربة فنية رائدة بحيث لا يذكر الغرافيك إلا ويذكر معه رافع الناصري. وعبر الناصري بالتشكيل العراقي من مرحلة الرواد إلى مرحلة الحداثة، حيث أسس في عام 1969 جماعة "الرؤية الجديدة" مع عدد من الفنانين العراقيين، وشارك في تأسيس تجمّع "البعد الواحد" مع شاكر حسن آل سعيد. وكسر الناصري شكل اللوحة التقليدي إلى شكل جديد بإضافة مواد جديدة وباستخدام الاكرليك بدلا من الألوان الزيتية فضلا عن تعشيق الحرف العربي داخل تكويناته التجريدية، وقد بقي أمينا لهذه التجربة حتى في أعماله المتأخرة. لم تقف ظروف المرض أو الغربة حائلا بينه وبين إنتاجيته، ففي السبعينيات من عمره أنجز ما لم ينجزه في شبابه من أعمال ربما أرادها بطاقة الوداع الأخيرة. ولعل في معرضه الذي أقيم له في عمان تحت يافطة "رافع الناصري 50 عاما من الرسم والطباعة" ما يعطي الدليل على ذلك.