أفاد موفد "العربية" إلى جنيف، اليوم السبت، بانتهاء الجلسة الأولى المباشرة بين وفدي المعارضة والنظام بحضور المبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي، في حين ينتظر أن يعقد الطرفان، بحضور الوسيط الدولي أيضاً جلسة أخرى مساء السبت. وسبقت الجلسة الصباحية جهود حثيثة من الوفدين الروسي والأميركي لإقناع الطرفين السوريين بقبول دعوة الإبراهيمي للجلوس في قاعة واحدة. وخلال الجلسة، ألقى الإبراهيمي خطاباً أمام الوفدين اللذين دخلا وخرجا من القاعة من بابين مختلفين، ولم يحصل بينهما أية مصافحة، كما لم يتوجها بالحديث لبعضهما بعضاً. وحضر الاجتماع الصباحي، من جانب النظام كل من نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وأحمد عرنوس، وهو أحد أعضاء وفد النظام. كما يرجح أن تكون حضرت الاجتماع رئيسة مكتب الإعلام والاتصال في الرئاسة السورية لونا الشبل. وغاب عن الجلسة الصباحية من جانب وفد النظام، كل من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووزير الإعلام عمران الزعبي، والمستشارة السياسية لبشار الأسد بثينة شعبان. ولم يعرف إن كانت هذه الشخصيات ستحضر جلسة العصر. وتم تبرير غياب شخصيات رئيسية من وفد النظام المفاوض في جلسة اليوم الصباحية، بتغييرات طرأت على وفد المعارضة المفاوض، إلا أن المعارضة أكدت أن لا تغييرات طرأت على وفدها، حيث إن هناك فرقاً بين وفدها الرسمي ل"مؤتمر جنيف 2" ووفدها التفاوضي، فعلى سبيل المثال ميشيل كيلو عضو في أول وفد، إلا أنه ليس جزءاً من الوفد التفاوضي. غياب شخصيات رئيسية ومن المقرر أن تركز جلسة بعد الظهر التفاوضية بشكل رئيسي على مسألة إنسانية، وهي فك الحصار عن بعض أحياء حمص. وعلمت "العربية" أن وفد الائتلاف سيقترح هدنة إنسانية لفك هذا الحصار، خاصة بعد أن ضمن تعاون الكتائب المقاتلة على الأرض للالتزام بوقف إطلاق النار. وكما في الجلسة الصباحية، لن يوجه الوفدان الكلام مباشرة لبعضهما بعضاً، حيث سيتوجهان بالحديث للإبراهيمي فقط. وسيقدم كل فريق أفكاره للوسيط الدولي، ويرد الفريق الآخر ،بتقديمه للإبراهيمي أيضاً، أفكاره المضادة. وكان الإبراهيمي قد طلب من الوفدين إعداد ورقة عمل، سيبنى على أساسها ورقة مشتركة تنطلق المفاوضات على أساسها. وأكد مراسل "العربية"، نقلاً عن مصدر دبلوماسي غربي أن الطرفين سيناقشان، يوم الاثنين القادم، النقطة المحورية في بنود "حنيف 1"، والمتعلقة بتشكيل هيئة حكم انتقالي رغم تصريحات وفد النظام المتتالية حول رفضه مناقشة نقل السلطة عبر حكومة انتقالية. القبول ب"جنيف 1" وفي وقت سابق، أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد النظام السوري لم يوافق على مقررات "جنيف 1"، وذلك قبيل اجتماعه مع وفد المعارضة، السبت. وأعلن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أن دمشق لديها تحفظات على تشكيل سلطة انتقالية لسوريا في مؤتمر "جنيف 2". وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد لقائه، الجمعة، على انفراد وفدي المعارضة والنظام السوري، إن الوفدين قبلا بمبادئ بيان "جنيف 1" كأساس للنقاش. وقال أنس العبدة، عضو وفد المعارضة السورية، إن الأخيرة ستجتمع مع وفد الرئيس بشار الأسد السبت بناء على قبول مقررات مؤتمر "جنيف". ومن جانبه، اعترف الإبراهيمي بصعوبة تحقيق هدف اجتماع وفدي النظام والمعارضة في قاعة واحدة، وقال: "في أحاديثنا كنا ندرك أن العملية صعبة ومعقدة، ولكن هناك حالة من الجو الإيجابي التي عبر عنها الطرفان، وكما تعلمون العملية برمتها مبنية على البيان الختامي ل"جنيف 1"، والطرفان يتفهمان ويتقبلان هذا الأمر". وأضاف: "هذا هو أساس مناقشاتنا، وسوف نسعى للعمل على كيفية المصادقة على هذا البيان أو القرار 20/18 من قبل مجلس الأمن".