مرشح اللقاء المشترك يعرف مثله مثل غيره من هو الرئيس علي عبد الله صالح، الذي أصدر العفو العام في وقت طالب الآخرون بالقصاص وتشديد العقوبات..!! نفترض أن البرلماني والوزير السابق فيصل بن شملان الذي قدمته أحزاب اللقاء المشترك كمرشح لها في الانتخابات الرئاسية القادمة لم يكن يطمح بالرئاسة، ولم يكن حتى يثق يوما ما أن أحزاب لها سياستها الخاصة بها ستأتي في هذا الزمان متواضعة لتنصب لها وللآخرين رئيسا للجمهورية من خارج محيطها الدائري..! تواضع جم، وثقة مفرطة إلى أبعد الحدود رغم ما حدث من تجاهل تجاه عدد من الشخصيات الحزبية الوطنية التي قد تكون في مستوى الوزير شملان، وأكثر رصيداً وطنياً منه . القضية مصلحة الوطن بعيداً عن التأزم والانفعال ، وما نريد هو انتخابات حرة نزيهة، وناخب يملك حق التصويت بحرية، ومرشح تتوفر فيه شروط الترشح.. وعلى ما جرت عليه التجارب السابقة: ملايين الناخبين وعشرات المرشحين.. لكن المثير للجدل هو تحفظ أحزاب اللقاء المشترك على مرشحها للرئاسة إلى حين إعلان الرئيس علي عبد الله صالح عن تراجعه عن قراره بعدم الترشح نزولا عند رغبة جماهير الشعب المتمسكة به.. وبعدها سمعنا تمسك المشترك بالمرشح الوحيد المستقل الأخ فيصل بن شملان . يا ترى ماذا لو لم يتراجع الرئيس اليمني عن قراره وبقي مصرا رغم كل ما حصل من مسيرات مليونية ، هل سيبقى مرشح المشترك هو نفسه الحالي أم انه سيكون آخر- تحديدا - من القيادات الحزبية البارزة!؟ الأمر الحاصل جعلنا نفسر المواقف كلها أن عدم ترشيح المشترك لأحد قياداته البارزة هو سبب معرفتها وخبرتها الكبيرة بالرئيس علي عبد الله صالح والمؤتمر الشعبي العام، وماذا يعنيه هذا في الميزان الوطني الشعبي . كلنا نعرف من هو علي عبد الله صالح والتاريخ واضح وحافل بالمنجزات، واعتقد أن الأخ المرشح البرلماني والوزير بن شملان يفهم كثيراً مثل غيره عن تاريخ اليمن، خاصة في العقود الأخيرة وما واجهته من صعوبات وتحديات كبيرة كان بالامكان أن تعود باليمن إلى عهد التخلف والجهل.. هذا لو أن الحزب الحاكم- المؤتمر الشعبي العام- تغاضى عن مصلحة الشعب والوطن ووافق يومها في 94 بالانفصال وترك الانفصاليين ينفذون مخططاتهم بحسب رغباتهم الانفصالية المعادية لوحدة الشعب والوطن . لكن ما حصل كان العكس تماما، إذ رفض الشعب أمر الانفصال وألقى به عرض الحائط، بل خلف البحار، ودعى رئيس الجمهورية جميع أبناء الشعب للدفاع عن سيادة وأمن واستقرار الوطن وفي مقدمتهم الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ، وآنذاك قالت أحزاب المعارضة -في المشترك حاليا- مع "الرئيس من أجل اليمن" والمصلحة العامة . المثير للجدل هو ما نسمعه اليوم من بعض الإخوان في المعارضة "الشريفة" في الدعايا الانتخابية عبارة : (رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل رئيس ) وهذه مجازفة كبيرة جدا أن نسمع بمثلها بعد عقود مضت من عمر إنسان وهب حياته لوطنه وقضى عمره في خدمة شعبه وأمته . الآن ماذا " لو" كان المرشح بن شملان مستقل وذو توجه "شعبي عام" دون علم المشترك ولم يتأكد من ذلك حين أتى به من خارج صفوفه، ويعلن الانسحاب في وجه المعارضة والانضمام إلى صفوف أبناء الوطن "المؤتمر" ملتقى كل أبناء اليمن ، ويفوز ببطولة إخراج "فلم المعارضة الأخير" قبل أن يتسلم اعتذار "اللقاء"، كيف سيكون الوضع بالنسبة "للشركاء" إذا أصبحوا مرشحي الرئاسة ممن وثقوا فيهم من المستقلين قد أعلنوا الانسحاب والتراجع نظرا لما تقتضيه المصلحة العامة..! المرشح بن شملان على طريق مستقلة وفي متفرق ثلاث طرق.. أليس من "المحتمل" أن يتذكر كلام المعارضة سابقا حين قالت عن الرئيس علي عبد الله صالح هذا "مرشحنا نحن" وعلى الآخرين أن يختاروا لهم مرشح "يقصدون المؤتمر"أيضا.. ربما يسترجع ذاكرته القريبة ويسأل نفسه: من أجل من خرجت الجماهير في المسيرات المليونية التي اهتزت لصوتها عواصم المدن اليمنية احتجاجا على إصرار الرئيس بعدم الترشح حتى استطاعت جماهير الشعب أن تنتصر لأرادتها التي لا تقهر ! أيضا قد يسأل نفسه لماذا كل هذه الأحزاب لا تمتلك مرشح من كوادرها!؟ وقتها قد يتأثر ويتأكد له بأن غيره"المشترك" يعرف من هو علي عبد الله صالح ولذالك أتخذ المشترك طريق الصواب وسداد الرأي عندما تحفظ على شخصياته من المغامرة الكبيرة وقدم بدلا عنهم الأخ المرشح فيصل بن شملان .