في جرأة نادرة قال القاص والأديب محمد الغربي عمران أنه يفضل العيش صعلوكاً مع الصعاليك برغبة جامحة، ونزعة في نفسه ، وأن تلك هي الرغبة التي تراوده – كحلم – لا تقل أهمية وذات صلة مباشرة بحلم آخر بأن يكتب يوماً القصة والرواية ، وهو ما تحقق بفضل الله. وأضاف الأديب الكبير – خلال أمسية نظمها اليوم الاثنين اتحاد الأدباء فرع صنعاء للاحتفاء بتجربة الغربي القصصية والإبداعية- إلى أنه مثلما حلم بكتابة القصة والرواية ذات يوم ، يحلم أيضاً في ان يكون المبدع اليمني مختلفاً كما أحلامه في حياة ورؤى المبدع ومختلف في كل صغيرة وكبيرة نحو الجميل وليس نحو السالب .. نحو الروعة والجمال. وقال أن على الأديب الحقيقي الذي يحب أن يعيش كما يجب ان يكون نظيفا وقريبا من قلوب الناس بأخلاقه وتواضعه، فالمبدع الحقيقي عادة لا يهمه الملبس الغالي أو البيت الفاره .. كم أنا سعيد وأنا أرى هذه العيون وهذا الكلام الجميل الذي قد لا استحقه كثيراً ، ولهذا اشعر في من يثني علي وكأننا في مأتم . واستطرد متحدثاً عن تجربته القصصية من خلال الأعمال الأدبية التي صدرت له "الشراشف"، "الظل العاري"، منوهاً إلى أنه كتب هذه الأعمال متأثرا بالأديب الراحل محمد عبد الولي ، وكذلك بالأدب الروسي، وأنه من خلال هذه الأعمال تمرد نوعاً ما فحاول أن يجد لنفسه طريقاً من خلال الأعمال القصصية " حريم .. أعزكم الله"، و"ختان بلقيس"، مشيرا إلى أن ممارسته الكتابة كقناعة وإيمان أن الواقع أكثر نسخاً وأكثر إباحية . ووصف أن ما يكتب أكثر فسوقاً ، وأن الأدباء حولوا كل شيء جميل إلى قبيح ومسخ ، كاشفاً أن الأدباء يتجملون فيما بينهم ، ويتحدثون بشكل لائق في حين أن في دواخلهم أشياء كثيرة. هذا وكانت الأمسية الاحتفائية بالغربي عمران التي أدارها محمد القعود – رئيس فرع اتحاد أدباء صنعاء- كرست للاحتفاء بتجربة الغربي عمران القصصية والأدبية خلال مشواره الأدبي، حيث تحدث عدد من الأكاديميين والشعراء والنقاد الذين كان من بينهم الناقد هشام شمسان، والقاص محمد مثنى، والقاص سامي الشاطبي، والقاص زيد الفقيه. وفي مداخلة بعنوان "الغربي .. الفعل، القاص المدهش" ، قال الناقد فارع الشيباني : أن الغربي عمران وهو يتحدث عن "المنارة السوداء" ذلك ما يعني أنه لم يكن نصوصياً ، لكنه كان مكاشفاً، فهو كان راصداً الأشياء بفوضوية الطفل الساكن داخل الغربي عمران، غير أنه هناك تراكماً تصورياً ناقداً يحدث مغايرة في الشارع الأدبي ، وفي هذا الرصد تفعيل القصة القصيرة والذي كان مغيباً تحت واطيء الشعر الضاغط على كل فن لا سيما في فترة السبعينات التي كانت موقوفة بمسيطر قصص بتأثير قصص القاص محمد عبد الولي التي كنا نقرأها في مكتبات لها معرفة في دور القصة لمكتبة منفردة في تعز .