الإنتخابات مزورة، واللجنة العليا للإنتخابات عميلة، والمراقبون المحليون (بما فيهم مراقبو اللقاء المشترك) خونة، والمراقبون الأجانب مستغفلون، والشعب لا يعرف مصلحته. نعم، هذه نتيجة (بارانويا) المشترك، وعقدة الإضطهاد الواضحة لديه، والتي لو رآها (فرويد) لسرّ سروراً بالغاً. إنني أستغرب وبشدة، كيف يستطيع إنسان أن يحترم نفسه وهو يغالطها بهذا الشكل الفاضح، الواضح، ولا أخفيكم هنا أنني كنت أنقم وبشدة، على إعلام المؤتمر الشعبي، ومن يعرفني يعرف أنني كنت جد مستاء لهفوات هذا الإعلام، وتخبطه، إلا أنني بعد أن تابعت إعلام المشترك، بالذات مع حمى الإنتخابات التي رفعت درجة حرارة هذا الخطاب فبدأ يهذي هذيان من أصيب بالحمى، فإنني أعذر إعلام المؤتمر، فقد اكتشفت أنه –مقارنة بغيره- أفضل الموجود. وسأروي لكم قصة أرجو أن تستفيد منها المعارضة، فكما حدثت لي، فإنها بالتأكيد حدثت لغيري، وقد تكون ساهمت في إفشال المشترك، وتقول القصة: عدت إلى اليمن بعد غربة طويلة، وصادف بعد عودتي بعامٍ واحد أن جاءت الانتخابات النيابية، فشاركت فيها، وأنا -كما يعرف من يعرفني- مستقل، وإن كنت أميل للمؤتمر الشعبي ولا أنكر هذا، وكان مرشح المؤتمر الشعبي سيئاً لا يقبله الكثيرون، فما كان مني إلا أن رشحت مرشح الإصلاح حينئذٍ، وكان خطيباً في جامع الحي، ولم يؤنبني ضميري لذلك، فتحرري من قيد الحزبية جعلني حراً في اختيار الأنسب، بغض النظر عن انتمائه الحزبي. والآن، جاءت الانتخابات الرئاسية والمحلية، وما زلت متحرراً من قيد الحزبية الذي يدمي المعصم أحياناً، إلا أن خطاب المشترك المستفز جعلني أخرج عن حيادي، فما أن أغلقت على نفسي في غرفة الاقتراع السري، حتى أشرت بقلمي على مرشح الرئاسة علي عبدالله صالح، وأشرت على مرشحي المحليات المنتمين إلى المؤتمر دون حتى أن أقرأ أسماءهم!! ما أريد قوله بوضوح، ناصحاً المعارضة بصدق لو كانوا يعقلون، أنهم يكسبون أعداء لا حلفاء، فمن كان معهم كان معهم، فقط رغبة في التغيير، وليس لهم في ذلك فضل، أما من كان يمكن أن يكون معهم –كما فعلت أنا سابقاً- نتيجة مبدأ، فقد خسروه إلى غير رجعة. والسبب الرئيسي –الذي غير وجهة نظري شخصياً- وقد تكون غيرت رأي الكثيرين، هي (التطرف) الفكري، فكل ما قام به المؤتمر من وجهة نظر هذا الفكر المتطرف هو الفساد، والبطالة، والفقر، والأمية ولم ينجز في حياته السياسية شيئاً يستحق الذكر!! ولا أستطيع هنا إلا أن أشبه ذلك بما يقوله بابا الفاتيكان، ومن بعده الكاتب الفرنسي في صحيفة (لوموند) ومن قبلهما الرسوم الكاريكاتورية، وبوش الابن في حق رسول الله عليه الصلوات والسلام (وأرجو أن لا يأخذها بعض الحاقدين مأخذاً علي بتشبيه الرسول الكريم بالمؤتمر فأنا أشبه موقفاً بموقف، وليس شخصاً بشخصية). وحتى لا يكون ما أقول مجرد (كلام في كلام) كما قال الرويشد، أورد هنا بعض الأمثلة على خطاب بعض الوسائل التابعة للمشترك: ناس برس: * العلياوالمؤتمر يعلنون تقدم صالح في 1250صندوقا والمشترك يعلن تقدم شملان في ثلاث محافظات جنوبية * مرشح المشترك يتقدم في المحافظات الجنوبية ومرشح المؤتمر في المحويت لاحظوا معي استعمال لفظ (جنوبية) في الخبرين، وأتمنى من كل قلبي أن يكون هذا مجرد وصف بريء وليس لغرض دنيء. وأورد الموقع أيضاً أكثر من 8 أخبار عن خروقات للمؤتمر ما بين استغلال الدولة، إلى حوادث قتل، وكسر صناديق، ومنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، وهذا لا خلاف عليه –في اليمن فقط- فالأطراف كلها تفعل ذلك، ولو قرأ أحدنا هذه الأخبار في هذا الموقع، وقرأ أخبار (المؤتمر نت) أو (مايو نيوز) لظن أنها مواقع لدول مختلفة، فكل يدعي عكس ما يقول الآخر، ولا حول إلا بالله. إلا أن شر البلية الذي يضحك، هو خبر في ناس برس، يقول عنوانه: (إشرافية عمران تعيد مواطن إلى الحياة بعد إعلان مقتله في المؤتمر نت)، ونيابة عن المجني عليه، أبلغ هيئة تحرير ناس برس، عميق أسفه، أنه لم يقض نحبه، حتى يستطيع الصحفيون الكرام أن يجعلوه رقماً يضاف إلى أرقام الضحايا، ويبدي –المجني عليه- عميق أسفه أنه (خذلهم) ولم يمت، وحسبي الله ونعم الوكيل. موقع الصحوة نت: * في مؤتمر صحفي مساء اليوم .. المشترك: ما شهده اليمن اليوم يعتبر الحلقة الثانية من حلقات التزوير بعد مرحلة القيد والتسجيل * هدوء بمنغصات، وتفاعل لافت، و(حاكم) ينافس بروح الفوضى والتزوير * دعاية مؤتمرية داخل اللجان ، واقتراع علني, ونتائج تعلن قبل انتهاء الإقتراع * الأجهزة الأمنية بأمانة العاصمة تعتقل ناخبتين مساء اليوم لاختيارهما بن شملان هذا بالطبع إلى جانب عدد من الأخبار حول (الخروقات) التي بات بحكم المسلمات في مواقع كل من الحاكم والمعارضة، ولن نعيد الإشارة إليها، إلا أن ما استوقفتي في هذه الأخبار هما الخبران الأول، والأخير، فالأول يشير إلى (الحلقة الثانية) من مسلسل التزوير بعد مرحلة القيد والتسجيل، وهذا التصريح ولا شك سيمثل صدمة لدى العقلاء المنصفين في اللقاء المشترك، فالموقف أشبه بموقف (الأطفال) عندما يختلفون فيقوم أحدهما (بسحب كلامه) إذا لم يعجبه الحكم، و(التراجع على ما كان قد وافق عليه مسبقاً)، ولكن الأطفال في هذه الأحوال (يحتقرون) من يقوم بهذه التصرفات وقد يمتنعون عن (اللعب) معه، فما هو رد أنصار المشترك العقلاء على تصرفات أحزابهم (الطفولية)، وأما الخبر الأخير الذي يشير إلى اعتقال ناخبتين لاختيارهما بن شملان، فهو نكتة الموسم، وأعتقد أن الخبر –حسب خبرتي في الصحافة الإلكترونية- قد مر على عدة أشخاص إبتداء من المراسل الذي أرسل الخبر، مروراً بالمحرر الذي تلقاه في الموقع، ثم الطباع الذي نضد الخبر، فالمصحح اللغوي، وانتهاء بالمجيز للخبر سواء كان رئيس التحرير أو مدير التحرير، ولا أظن أحداً من هؤلاء جميعاً قد اقتنع بالخبر، إلا أنهم رغم ذلك قد تجاوزوا تلك التفاهات المسماة (بأخلاق المهنة)، و(احترام الذات) فالمهم هو الهجوم على المؤتمر بأي شكلٍ كان. ولن أطيل عليكم هنا بالمرور على الوحدوي نت، والاشتراكي نت، و.. و...، فكلها وجوه لعملة واحدة مزيفة، أثبت (الصندوق) زيفها. طبعاً، سيرفض المشترك النتائج، وسيشكك فيها، وماذا له أن يقول غير ذلك، فمن الصعب عليه أن يقول أنه لم يستطع إقناع أحد ب(التغيير)، وأنه لا يمثل رقماً مهماً في الشارع اليمني، إلا أن الأشرف لهذا التكتل (غير المنسجم) أن يقبل الهزيمة بروح (الساموراي) الياباني، فيأخذ السيف و.. ينتحر في صمت. [email protected]