قامت منظمة وفاق للتأهيل الديمقراطي (وتد) بتنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج الانتخابية ذات الصلة بتعزيز المشاركة الشعبية في الانتخابات وتصويب الأخطاء والممارسات وصولا إلى عمل وطني جاد ومثمر يتجاوز النقائص ويبقي على الايجابيات ويثريها وينميها . تأتي مشاركة المنظمة في الرقابة على سير العلمية الانتخابية "الرئاسية والمحلية" تتويجا لأنشطة المنظمة بدءاً بتنفيذ برامج توعية وتثقيف الناخبين لمرحلة تحرير جداول الناخبين2006م ومروراً بتنفيذ برنامج التمكين السياسي لدعم مشاركة المرأة في الانتخابات المحلية (ناخبة ومرشحة) ومشروع التوعية والتثقيف الانتخابي لتعزيز مشاركة المجتمع عملاً بمبدأ "كلما ارتفعت نسبة الشعبية المشاركة تأكدت شرعية الانتخابات" وانتهاءاً بمشروع الرقابة على الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م الذي جاء بمثابة تتويج وتقييم شامل لمجمل الانشطة والفعاليات والحراك السياسي والوطني عموماً. نفذت المنظمة مشروع الرقابة بعدد(680) مراقب ومراقبة في عدد(12) محافظة يتوزعون على (69) مديرية و(590)دائرة محلية وتوزع نطاق عمل فريق الرقابة في محافظات (أمانة العاصمة – الضالع- لحج- تعز – عدن-صنعاء-ذمار-إب- حجة- المحويت- حضرموتسقطرى – عمران) وقد تم تزويد الفريق المراقب بدليل شامل للإجراءات ووسائل الرقابة ونماذج الاستمارات والتقارير اليومية لعملهم . وقد هدفت المنظمة من خلال تنفيذ مشروع الرقابة الى تعميق الوعي الجماعي للأفراد والمجتمعات بأهمية الدور الرقابي لضمان نزاهة العملية الانتخابية وتعزيز الثقة والقبول بالنتائج. وقد أعطت مفهوم الرقابة مضمونا وطنيا تعاونيا اجتماعيا يمنع الافرازات المتعصبة وتشويه الحقائق واستغلال الهامش الديمقراطي لأغراض حزبية او مصلحية، كما اخضعت المنظمة مضمون الرقابة في الانتخابات المحلية والرئاسية لمقاييس التقييم المتبعة دوليا ومقارنتها بالمعايير الوطنية المتفق عليها في بلادنا بهدف تكريس نمط رقابي واضح يعزز الثقة ويقضي على وهمية التقارير وصولا الى تصحيح الأخطاء وتجاوزها . • المحور الأول: المشاركة الشعبية ودور الأحزاب في تعزيز الفعل الديمقراطي أ) المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية . - الملاحظ ان هناك ارتفاع في نسبة الوعي الفردي والجماعي بأهمية المشاركة الشعبية في العملية الديمقراطية ودورها في العلمية التنموية واسها مها في تحقيق الاستقرار والرخاء الوطني . - في الانتخابات الرئاسية والمحلية لوحظ أن هناك اقبالاً كبير على مراكز الاقتراع للتصويت قياسا بالعمليات الانتخابية السابقة وبالذات في المدن الرئيسية وكذلك في القرى والمناطق النائية الا فيما ندر، وتدل المؤشرات على ان تزايد الوعي الشعبي لم ينحصر في الرجال فقط بقدر ما كان للمرأة حضور قوي وفاعل في اغلب المراكز الانتخابية . ب) دور الأحزاب في تعزيز الفعل الديمقراطي - تأكد دور الأحزاب في الانتخابات المحلية والرئاسية من خلال نزولها الى الشارع واضطلاعها بدور دعائي أقل منه توعوي ينعدم في ما دون المواسم الانتخابية ولعل دورها الغائب حيال المجتمع في غير تلك المواسم كان له أثره السلبي على قدرتها في التأثير على قناعات وثقة الناخبين، للتصويت لمرشحيها،وادى ذلك الى انخفاض الثقه الشعبية بدور هذه الاحزاب وما يمكن ان تقدمه للمجتمع . - وفي نفس الاتجاه يتضح ان الأحزاب لم تكن جادة في التعاطي مع الفعل الديمقراطي الذي هو في نظرها بمثابة هامش محدود تتعاطى معه في اطاره الضيق إذ ان الثقافة الديمقراطية لديها لا تزال ثقافة نخبوية وليست شعبية في ظل غياب دور الأحزاب في تعميق الممارسة الديمقراطية في اوساط المجتمع حتى تغدو الديمقراطية هي ثقافة كل المجتمع . - كما ان دور الاحزاب عموما يتجه نحو تكريس ثقافة واحديه لا تقبل التعدد والاختلاف وهو ما يتسم به خطابها السياسي والإعلامي ويمكن توضيح اسباب ضعف المشاركة الشعبية في العملية الديمقراطية في التالي : • غياب دور الاحزاب وعجزها عن إحداث حراك اجتماعي قوي يتعاطى مع الديمقراطية بشكل ايجابي نتيجة انعدام أي دور توعوي يمكنها القيام به في اوساط المجتمع . - العقلية الفوضوية للأحزاب جعلتها تستغرق كل وقتها في المناكفات والصراع ما أدى الى تدني مستوى الوعي الاجتماعي بالديمقراطية وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين . - عشوائيه الخطاب السياسي والإعلامي للأحزاب خلف وراءه احباط جماعي عام وانهيار العلاقة بين الصفوة والجماهير . - عدم إضطلاع الأحزاب بتهيئة ظروف قيام مجتمع مدني ديمقراطي مدرك وواعي جعل المواطن ضحية الممارسات والفهم الخاطئ لمفاهيم الديمقراطية. • المحور الثاني :اساليب ادارة وتنفيذ الحملات الانتخابية للمرشحين - بقدر ما سارت الحملات الانتخابية للمرشحين لمنصب رئيس الجمهورية من حرية وهامش ديمقراطي اتضح من خلال افساح المجال لكل المرشحين لعرض برامجهم الانتخابية ومهرجاناتهم في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية على حد سواء الا انه لوحظ سوء التخطيط في ادارة الحملات الانتخابية للمرشحين والتي ارتفع ضجيجها وسط حمى التصريحات والاستبيانات التي كانت تطل بين وقت وآخر وقد اتسمت مهرجانات المرشحين الرئيسيين ومرشحي الظل بتوجيه النقد اللاذع وتبادل الاتهامات وتزايد الوعود الفضفاضه من قبل المرشحين . غلب على طابع واسلوب ادارة الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة في التالي - تبادل الاتهامات . - شدة التوتر والانفعال . - كثرة اللغط والافراط في الذم والاسقاط - تبادل النقد بحده - محاولة الكيد للآخر في المهرجانات . - انتشار الصور بشكل كثيف وغير منظم . - عدم قبول أي طرف الدخول في مناظرة مع الأخر . - تمكن كل مرشح من اقتناص أخطاء الآخر وتوجيه ضربات قوية وموجعه لمنافسه. - نجاح المشترك في اعطاء العملية الانتخابية رقما تنافسياً . - نجاح الحزب الحاكم في الألتفاف على خصومه والتفوق عليهم .
• المحور الثالث: اجراءات سير عملية الاقتراع والفرز للانتخابات الرئاسية والمحلية. - سارت علمية الاقتراع والفرز بصورة طبيعية وخالية من التوتر في أغلب المراكز الانتخابية على مستوى الجمهورية وان وجدت هناك مشاكل وخر وقات فهي ومعدودة نوضحها لاحقا في سياق التقرير النهائي ، ولعل ما تجدر الاشارة اليه هو ان نجاح العملية الديمقراطية مرهون بمدى الدقة والمصداقية والمهنية في اداء اللجان الانتخابية ومدى التزامها بتأدية مهامها وهو ما لاحظه مراقبي المنظمة وعكسته تقاريرهم الميدانية التي أكدت على ان عملية الاقتراع والفرز سارت بصورة ايجابية رغم ما شاب أداء بعضها في عدد من المركز من مشاكل وأخطاء ومخالفات صاحبت العملية الانتخابية . ويمكن تحديد حجم الخروقات والمخالفات والممارسات غير القانونية إجمالاً في التالي : - 45 خرقا ومخالفة أثناء حملة الدعاية الانتخابية للمرشحين المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية. - 1283 خرقاً ومخالفة أثناء سير عملية الاقتراع والفرز توزعت ما بين ممارسات طفيفة تم معالجتها وخروقات يمكن الاعتداد بها وفقاً لحجم ضررها وتأثيرها على سير العلمية الانتخابية وخر وقات فاضحة وهو ما سنوضحه في تقريرنا النهائي . نقاط الضعف والقوة التي اتسمت بها العملية الانتخابية • ايجابيات العملية الانتخابية - مشاركة اغلب فئات وشرائح المجتمع . - وعي اللجان الانتخابية بمهامها والتزامها بالضوابط. - انتظام سير العملية الانتخابية في اغلب المراكز . - روح التعاون بين أعضاء اللجان . - توفر الوثائق اللازمة لسير عملية الاقتراع . • اوجه الضعف والقصور - ضعف الوعي الاجتماعي في بعض المناطق . - ضعف الحماية الأمنية في عدد من الدوائر المحلية . - توقف الاقتراع في عدد من المراكز . - توقف عملية الفرز في بعض المراكز . - ارتفاع نسبة الخروقات والمخالفات في المناطق الريفية والنائية. - طرد المراقبين من قبل بعض اللجان الانتخابية. - انقطاع التيار الكهربائي اثناء سير عمليتي الاقتراع والفرز . • المحور الرابع: مشاركة المرأة في العملية الانتخابية "ناخبة ومرشحة" رغم ارتفاع عدد النساء وتزايد الطلب عليها كناخبة في الانتخابات المحلية والرئاسية الا ان ذلك لم يشفع لها بالوصول الى تمثيل كافي يتناسب وحجم حضورها وتواجدها في الساحة ،لان ثمة عوامل سياسية اولاً واجتماعية ثانياً حالت دون وصول المرأة الى المجالس المحلية . رغم الجهود المبذولة لرفع نسبة الوعي وزيادة التفاعل مع المرأة المرشحة الا ان تراجع حجم تمثيل المرأة في المجالس المحلية كان الاسوأ من سابقاته نتيجة الموقف السياسي المتخاذل تجاه المرأة وليس الاجتماعي كما قد يتخيله البعض إذ ان ثمة صعوبات واجهتها المرأة في العديد من الجوانب اهمها : 1. الضغوط والممارسات اللامسؤولة ضد النساء المرشحات من قبل قيادات نافذه للتراجع عن الترشح . 2. اساليب التأثير والضغط المباشر على المرشحات والمجتمع بعدم التصويت لصالح المرأة المرشحة . 3. القيام بحملات مضادة تستهدف المرشحات من قبل بعض القوى والعناصر . 4. خوف الاحزاب من الفشل جعلها تضحي بالمرأة من أجل الحصول على أغلب المقاعد في ظل التنافس الحزبي الشديد بين تكتل المشترك والحزب الحاكم . ابرز الصعوبات والمعوقات التي واجهتها المرأة المرشحة - النساء اللواتي كانت لديهن رغبة في الترشح او تقدمن لترشيح أنفسهن لم يتمكنّ من الاستمرار تحت تأثير الضغوط والتهديدات المتواصلة من ترغيب وترهيب اضطر الكثير منهن للانسحاب والانكفاء وعدم المواجهة او الاستمرار فيها . - عدم جدية الاجزاب في دعم المرأة المرشحة رغم مزايدتها باسم المرأة في مواقفها المعلنة الا ان ذلك لم يكن صحيحاً . - تراجع الموقف السياسي ازاء دعم النساء المرشحات كان له انعكاسات سلبية فبدلا من سحب المرشحين امام المرشحات تم العكس وتزايدت الضغوط والتهديدات بشكل يؤسف له - تعذر فوز عدد من المرشحات امام مرشحي المؤتمر المفترض انسحابهم حسب توجيهات رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر . - تناقض الخطاب الإعلامي والسياسي ازاء دعم المرأة المرشحة ادى الى ارباك شديد في اوساط النساء - تخوف الأحزاب ونظرتها التقليدية المتعلقة باحتمالات فشل المرأة كانت اكثر من احتمالات فشل الرجل الامر الذي عكس نفسه على الواقع بشكل سلبي ساهم في انخفاض عدد المرشحات وتدني مستوى التفاعل الحزبي مع المرأة . - حرمان المرشحات الحزبيات من الدعم اسوة بالمستقلات خلق وضعا محبطا نتيجة ان احزابهن لم تقدم لهن أي دعم من أي نوع كما أن شحه الامكانات لدى المرشحات بشكل عام لم تساعدهن على تحمل تكاليف الدعاية والمطبوعات والظهور بشكل ملائم قياسا بمرشحي الحاكم والمستقلين . - رفض الاحزاب ترشيح المرأة دفع الكثير منهن للترشح مستقلات مما أدى الى تضاعف حجم خسارة المرأة ماديا ومعنوياً وهو ما عكسته النتائج على الواقع . - تعرض النساء المرشحات للتآمر من قبل بعض القيادات الحزبية لاقصائهن من الترشح باسم احزابهن لصالح مرشحين وإن كانو اقل قدرة وكفاءة . - ضعف الثقافة القانونية لدى بعض المرشحات اضعف موقعهن الاجتماعي والسياسي . - بعض الاحزاب اتخذت من المرأة ديكورالتلميع صورتها فدفعت بمرشحات دون ان تقدم لهن أي دعم من أي نوع. - قيام شخصيات حزبية بمضايقة المرشحات وايذاءهن نفسيا ومعنوياً وتحريض المجتمع ضدهن .. - تعرض اهالي واسر المرشحات للتهديد والوعيد من قبل بعض الاطراف ادى الى انعكاس ذلك سلبا على وضع المرشحات . - محاولة اقناع الازواج واغراءهم لسحب المرشحات وتهديدهن بما يسمى (ببيت الطاعة). - الشائعات والدعايات الكاذبة ضد المرشحات ومحاولات اقناع الناخبين بانسحاب المرشحات . - انخفاض وتيرة التفاعل بين النساء والنخبه المثقفه اضعف روح المبادرة والقدرة على اتخاذ القرارات المعززة لدور المرأة في المجتمع . - قلة حماس أوضعف اهتمام المرأة بمسألة المشاركة في العملية الديمقراطية في ظل وجود عوائق اجتماعية وسياسية . - سيادة خطاب الأولوية الذكورية على حساب المرأة عامة .أدى إلى إفشال المرأة واضعافها. - تعرض الفقراء والمعوزين للتهديد بسب بطاقات الإعانة الشهرية في حال تصويتهم للمرأة المرشحة .