دشنت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني اليوم الخميس (مشروع الصالح) للمعاهد الذكية، والذي يأتي بمبادرة وضع دراستها الرئيس علي عبد الله صالح شخصياً، وقدمها لوزارة التعليم وتنمية وتطوير الموارد البشرية الكورية خلال زيارته كوريا منتصف العام الماضي بهدف إحداث تحول نوعي فريد في الاستثمار الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات بما يرفع من القيمة السوقية للقوى العاملة. وأكد محمد عوض بن ربيعه – وكيل التخطيط والمشاريع بالوزارة- في لقاء مع "نبأ نيوز": أن رئيس الجمهورية كان قد بحث هذا المشروع مع نظيره الكوري الجنوبي خلال زيارته الأخيرة إلى كوريا، وطلب دعم الحكومة الكورية في إقامة عدداً من مشاريع المعاهد الذكية، وأقنع المسئولين الكوريين بأهمية نقل خبراتهم وتجارب بلدهم في هذا المجال إلى اليمن، وهو الأمر الذي أسفر عنه قيام وفد وزاري كوري بزيارة صنعاء مطلع يوليو 2005م، والتباحث مع وزير التعليم الفني والتدريب المهني بهذا الخصوص، ثم قام فريق من الخبراء الكوريين بزيارة اليمن في سبتمبر 2005م، وتم وضع جميع مخططات (مشروع الصالح) الخاص بإنشاء معاهد ذكية في اليمن بتمويل كامل من كوريا الجنوبية. وأوضح بن ربيعة أن المقصود بالمعهد الذكي هو المعهد الذي يستخدم بشكل كامل تقنية المعلومات في عملية تقديم التدريب، وتنفيذ معايير وشهادات التعليم والتدريب لتقنية المعلومات والاتصالات، وأنه يقوم بتقديم برامج تدريبية ذات جودة عالية بمساعدة أجهزة الحاسوب – أي استخدام الكمبيوتر في التعليم كوسيلة وليست غاية، بحيث أن المتدرب يملي على الكمبيوتر مواصفات القطعة الإنتاجية التي يرغب بها، فيما يتولى الكمبيوتر وحده عملية التنفيذ على المعدات المتاحة. أما عن فوائد مشروع المعاهد الذكية، قال بن ربيعة: أنها تسهم في تزويد السوق بقوة عاملة ذات جودة عالية، وزيادة القيمة السوقية للقوى العاملة المحلية، وتقليل الاحتياج للعمالة الأجنبية، وبناء جسر في التقسيم الرقمي، مؤكداً: أن إدخال المعاهد الذكية إلى اليمن من شأنه إحداث ثورة في الحركة الإنتاجية، وفي سوق المهارات الفنية العاملة. وكانت اليمنوكوريا الجنوبية وقعت يوم 9 أغسطس 2005م في صنعاء اتفاقية للتعاون المشترك في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، تتعلق بدعم كوريا الجنوبية لمشروع المعاهد الذكية والمتمثلة في إدخال نظام الحاسوب الآلي لجميع تخصصات النظام التعليمي للمعاهد الفنية والتقنية. وقد وقعها عن الجانب اليمنى وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور على منصور بن سفاع، وعن كوريا الجنوبية وكيل وزارة التعليم وتطوير الموارد البشرية الكوري "بارك كونج جي" الذي كان في زيارة لليمن آنذاك.