- بقلم/ لؤي يحيى عبد الرحمن الارياني - أعلن فخامة الرئيس الحرب على الفساد والمفسدين في كل مكان في يمننا العزيز، هذه الحرب التي هي أهم الحروب التي يخوضها اليمنيين؛ إلا أن المعركة ليست معركة الرئيس وحده.. إنها معركتنا جميعا، معركة كل فرد يمني، وحرب يجب على كل مواطن أن يسل سيفه فيها من أقصى هذا الوطن إلى أقصاه، وليس هناك معفيين أو غير مكلفين، إنها فرض عين على كل مسلم ومسلمة في هذا البلد.. إنها حرب كل يمني لا يرى غير هذه الأرض وطنا.. لا يقضي لياليه وهو يخطط كيف يحوز على هذا الجواز أو ذاك، ولا ينوي طوال عمره أن يبني بيتا، ويؤسس أسرة إلا على هذه الأرض.. إنها حرب كل يمني يدرك إن حل مشاكله ليس بتغيير وطنه بل بتغيير المفسدين في الأرض.. و يدرك انه سليل الحضارات وان الحياة الكريمة العزيزة هي الأصل في طبيعته، وغير ذلك طارئ بسبب ظروف ستزول.. لكل يمني يرفض أن تهيم عوائلنا على وجوههن يستجدين على الأبواب، ويرفض أن يتهافت أطفالنا حول السيارات يشحذون .. لكل يمني يرفض أن يجوع وأرضه تنضح خيرا، ويرفض أن يكد ويشقى ويتعب ليسافر احد المتنفذين ليقضي إجازته في باريس ويذهب هو ليرتاح قليلا ويروح عن نفسه بمضغ أغصان من سم ! إنها حرب ضد الفساد والمفسدين أولئك القوم الذين يأكلون لحمنا ونحن أحياء بكل تلذذ.. يكسرون عظامنا ليصنعون منها أبراجا عالية يسكنونها وينظرون إلى الشعب بتكبر واستحقار من أعلاها.. هم من يمنعوا أبناء اليمن من الخير.. وهم معروفون في كل مكان.. هم أناس أتوا من وسط القاذورات ينهبون الصغير قبل الكبير، ويسرقون الألف قبل المليون، ومهما أكلوا لن يشبعوا.. وإن أردت أن تميز احدهم في وسط حشد من الناس صح بصوت عالي "سارق" وستجده دون أن يشعر، ودون مبرر قد رمى كل ما بيده وبدأ بالركض والهرب! عندما تنظر إلى تصرفاتهم تتأكد أن هدفهم الأول قبل المال أن يضروا، وان يخربوا وكأنهم اجتمعوا كلهم واتفقوا على أن يتآمروا على بلادنا.. صحيح إن من السذاجة الاعتقاد بأن كل شيء في الكون مؤامرة ولكن الأشد سذاجة هو الاعتقاد بالعكس!. إنها حربنا جميعا.. ضد اللصوص، والفاسدين، والمتنفذين الظالمين.. ضد من يأكل حقوقنا.. ضد من افسد حياتنا، بل ضد من لا يريد لنا أن نعيش.. انه نضال لا بد لنا أن نخوضه مع رئيسنا.. علينا أن نعلن عليهم حربا شعواء.. أن نكرههم، وان نتحدث عنهم ونكشفهم ونعريهم .. علينا أن نحرض بعضنا البعض عليهم .. علينا على الأقل إن رأيناهم أن ننظر إليهم بكره و باحتقار.. علينا أن ننزع القناعة العجيبة الخاطئة بأنهم صح ونحن خطأ، وبأن ممارساتهم هي الصواب وغيرها غباء.. فلنكتب عن الفساد في صحفنا، ولنقم الندوات والدراسات.. لنقم مهرجانات وأمسيات شعرية تلعن الفساد.. ليحدث المدرسون الأطفال في المدارس عن الفساد.. وليحدث الدكاترة طلابهم في الجامعات عنه.. ليفهموهم إن الرجل الشريف ليس " أهبل" أو " مسكين"، وان الرجل الفاسد اللص ليس "رجااااال"، وبأن احمر العين هو الرجل الشهم المقدام الذي لا يقبل الضيم على نفسه؛ وان وجدتم سارق لص يوصف بأنه احمر عين فتأكدوا بأنها مجرد حساسية ومرض يبتليه الله به مثل كثير من "البلاوي" التي يبتليهم الله بها.. علينا أن ندعو عليهم في صلاتنا.. اللهم عليك بهم .. اللهم خلص يمننا وحياتنا منهم، واردهم أذلة مثلما كانوا وأردنا أعزة مثلما كنا. إنها حرب يخوضها الرئيس والشرفاء في هذا البلد، بل حتى إن الله يؤيدنا بها، ويرسل لهم من الكوارث ما يردع أي نفس بشرية. ولكن يبدو أنهم فعلا ليسوا بشراً، ولن يأتي عليهم يوم يتوبوا فيه أبدا.. فهم يرون بأم أعينهم انتقام الله منهم ويرون ظلمهم يستحيل وحشا يأكل صحتهم وأطفالهم ولا يرتدعوا.. الجميع يحاربهم، فهل سنظل نحن ننظر إليهم ونسكت؟!؟!؟ علينا على الأقل أن نصحح المفاهيم، وليعلم الجميع والأجيال القادمة إن الفاسد هو أسوأ شئ على وجه الأرض، وأن الفساد هو عهر الرجال !. صحيح إنها معركة صعبة، وان الإصلاح لا يحدث في يوم وليلة، وان لا شيء يعادل سهولة الهدم والتخريب سوى صعوبة البناء والتشييد.. وبرغم إن الفساد إخطبوط مخيف، كبير يلف أطرافه حول الكثير من أراضي بلادنا إلا إن اليمنيين لن يعيشوا في حواشي الصفحات، ولن يعيشوا على هوامش ملذات المفسدين، فهم مغروسون في هذه الأرض، لا هدف لهم في الدنيا سوى خيرها.. وقد يحس المتكبرين الفاسدين بأن وجود الشرفاء يضايقهم في هذه البلد، ولكن لسوء حظهم إن الشرفاء في هذا البلد ومن ورائهم جميع اليمنيين ليس في نيتهم مهما حدث أن يتركوا هذه الأرض، ولقد قرر الجميع الإقلاع عن الصمت.. كما إن لنا رئيسا نصره الله في معركته لوحدة اليمن، ومعركته في التنمية، ومعركته في الديمقراطية، وان الله لناصره في هذه الحرب ضد الفساد- إن شاء الله.. فلنعلنها حرباً شعواء ضدهم، وليعلم الجميع أنهم أيضا أعلنوا الحرب، وتوحشوا مثل الذئب الذي يحبس في غرفة ضيقة.. ولنقولها لهم بصوت قوي .. لن نغادر ولن نموت. أيها اليمانيون.. وانتم تقفون على أرضكم تشحذون سيوفكم اعلموا إن على الجانب الآخر تتجمع الذئاب اللئيمة، ولم يعد هناك ما يكفي الجميع، فالذئاب أصبحت لا تشبع وتريد أن تلتهم لحمكم نفسه.. فأما انتم .. أو.. هم!! [email protected]