اختلفنا كثيراً، ورب مختلفين أقرب في أفكارهم من متفقين كثر، نعم، أقولها بصدق، اختلفت مع الفقيد الراحل حميد شحرة في كثير من أفكاره، إلا أنني أؤمن أن اختلافنا كان في طريقة رؤيتنا للأمور لا في المبادئ والمعتقدات. كلنا أحب (اليمن) بطريقته، وللناس في ما يعشقون مذاهب، إلا أن تعدد المذاهب لا يعني اختلاف الدين، لكل منا مذهبه، ولكل منا معتقداته، إلا أن ربنا واحد. ارقد بسلام يا سيد (الناس)، فال(ناس) ستسير على دربك، وستكمل مشوارك، وسنختلف معهم، كما اختلفنا معك، من أجلهم ومن أجلك، ومن أجل اليمن، التي يكفينا في حبها التوحيد، وإن اختلفت المذاهب. وداعاً أيها الصديق اللدود، ولقاؤنا قريب إن شاء الله. رب عيدٍ، والناس فيه بعيدُ وسرورٍ يغتاله التنكيدُ وقضاءٍ لولا التدين فينا ما احتملناه، فالمصاب شديدُ أي فرحٍ لنا وقد غبت عنا أي عيدٍ لنا وأنت العيدُ لا يجود الزمان إلا بما لا يعجب الناس، عند ذاك الجودُ فانشروا الحزن يمنة ويساراً واسكبوا الدمع فالفقيدُ (حميدُ) * * * * * * كاتبٌ، صادقُ الهوى، صحفيٌ فله حكمة، ورأيٌ سديدُ فرقتنا الآراء يا سيد (الناس) جميعاً، وجمعتنا العهودُ عهدنا أن نموت عشقاً ونفدي يمن الخير، والجميع شهودُ ما اختلفنا على (الهوى) قطّ لكن (كيف نهوى)، ففي الهوى تجديدُ في هوى الأوطان المذاهب شتى وكفانا في حبها التوحيدُ