أيام تمضي، بل سنوات، ولا تزال ذكرى حميد غالية في قلوبنا ونبضاً خالداً في وجداننا، وأذهاننا لا تكاد تفارق ابتسامته العطوفة.. حميد شحرة صاحب المشروع والابتسامة النبيلة في عالم الصحافة تلك المؤسسة والمدرسة التي لا تخضع لأي تنفيذ حزبي أو عسكري بل واحة ووطن عظيم بالسيادة لا تخضع لجمود البروتوكولات أو بيروقراطية المكتب!! وظلت تلك الواحة محطة أمل لكل المبدعين على اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم يجمعهم نبل المقصد وحرية الحرف بل وظل ذلك المشروع واقفاً أمام أعاصير التغيير الحزبي والسياسي المقيت وظل واقفاً في شموخ ليقول: الإبداع جذوره عميقة ومتينة في وطني فهيهات منا الخنوع!!
وزيادة في الاطمئنان يقدم حميد على خطوة هي الأكثر شجاعة والأكثر جراءة فقام بإنشاء مطبعة خاصة بمشروعة النبيل لتغار منه الحياة ويستلبه الموت دون سابق إنذار ويكون "مصرع الابتسامة" والآن تتراءى لي ابتسامة حميد ممزوجة بمرارة وكأنها تقول "يا محبي حميد متى يقضي دينه"؟!
حميد صديق للكل ومقرب من الكل وجاء الدور على الكل أن يقف إلى جانبه وأن يساهم كلٌ من سعته في قضاء دينه فمشروع حميد لم يكن مشروعاً خاصاً به بل كما أسلفت كانت المؤسسة ولا تزال تحوي الكل.. لقد علمنا حميد فن التعايش على اختلاف المذاهب والآراء وعلمنا كيف نحاور الآخر دون احتقار أو تقليل من رأيه وما المؤسسة إلا دليل على أول بذرة في تقبل الآخر..
لذلك علينا جميعاً الوقوف أمام هدف نبيل وهو قضاء دينه وإحياء ابتسامته من جديد، ليس في مخيلتنا وحسب بل وفي الواقع الصحفي المعاش من خلال إحياء مشروعه الصحفي وتألقه، وبذلك فقط سنشعر أن حميد لازال بيننا وابتسامته مشرقة!!