وضعت طائفة اسلامية حجر الاساس لاول مسجد في برلين الشرقية رغم احتجاجات تبين الصعوبات التي تواجهها المانيا في سبيل دمج المسلمين الذين يبلغ عددهم 2ر3 مليون في المجتمع. ومن المقرر أن يفتتح مسجد الطائفة الاحمدية بقبته ومئذنته التي سيبلغ ارتفاعها 12 مترا العام القادم في موقع مصنع قديم للمأكولات في ضاحية بانكوف هاينرسدورف. ولكن هذه الخطوة اغضبت سكان المنطقة الذين يقولون ان عدد المسلمين المقيمين في المنطقة لا يذكر. وتجمع نحو 40 محتجا اثناء مراسم وضع حجر الاساس ولوحوا بلافتات ورددوا هتافات مناهضة لبناء المسجد. وقال يواكيم سفيتليك الذي يتزعم حملة ضد بناء المسجد "اي دار للعبادة.. سواء كانت مسجدا أو كنيسة أو معبدا يهوديا.. يجب أن تكون في وسط الطائفة المعنية بها". ويقول سفيتليك ان الطائفة الاحمدية التي نشأت في الهند في القرن التاسع عشر ولا تعترف بعض المذاهب الاسلامية الرئيسية بأتباعها كمسلمين هي طائفة أصولية تريد القضاء على الديمقراطية. وتؤكد الطائفة التي لها 30 الف عضو و15 مسجدا في المانيا تمسكها بالقيم السلمية. واثناء مراسم وضع حجر الاساس زينت لافتات كتب عليها "الاسلام يعني السلام وحب الجميع" خيمة بيضاء للضيوف. واعرب عبد الله أوفه فاجيسهاوزر زعيم الطائفة في ألمانيا عن امله في اقامة علاقات جيدة بين طائفته والمعارضين لبناء المسجد. وقال "لا توجد صعوبات مع جيران مساجد الطائفة الاحمدية التي أقيمت في اماكن اخرى... مساجدنا تساعد في الحوار بين الاديان والفهم المتبادل". واصدرت السلطات في برلين ترخيصا لبناء المسجد قبل عيد الميلاد بقليل بعد معركة استغرقت شهرا مع المعارضين لبنائه. وتلقي معارضة بناء المسجد الضوء على مشكلات المانيا في دمج المسلمين في المجتمع وخصوصا في المناطق الواقعة في شرق البلاد التي كان يحكمها الشيوعيون سابقا والتي استقر بها عدد صغير من المسلمين. وغالبية المسلمين في المانيا من اصل تركي. كثير منهم توافدوا على المانيا الغربية كعمال غير مهرة بعد الحرب العالمية الثانية. وسمح لنساء من الطائفة بعضهن يرتدين الحجاب واخريات يرتدين النقاب بحضور مراسم وضع حجر الاساس حيث أنهن اللاتي جمعن نحو مليون يورو ثمن قطعة الارض التي تبلغ مساحتها 500 متر مربع. وكان عبد الباسط طارق امام الطائفة في برلين قال في الاونة الاخيرة انه بحاجة الى مسجد اوسع بسبب تزايد عدد الاعضاء. وسوف يسع المسجد الجديد 250 مصليا.