( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ) لا ندري لماذا يحب الإنسان أن يأخذ ولا يعطي؟ نعلم أن الإنسان بطبعه وفطرته التي فطره الله عليها هو إنسان هلوع، وجزوع يحب أن يمتلك كل شيء. فحب التملك هي غريزة في نفس الإنسان، ولكن هذا الحب وهذه الأنانية التي يتصف بها تقل عند بعض الشعوب وتكبر عند بعضها الأخر، والوطن اليمني ابتلي بالصنف الثاني من البشر ممن تمتلكهم المادة، وتسيطر على جميع حواسهم فينسون ربهم وأنفسهم وأمتهم. لقد أصيب البعض بعمى الألوان فلا ينظروا إلى الأوضاع من حولهم كيف تسير ، فهم ينظرون إلى الأوضاع في اليمن الحبيب من منظور خاص بهم وهو منظار الربح والخسارة "كم تربح وكم تخسر؟؟" والأشياء عندهم لا تقاس بمقياس وطني بل بمقياس تجاري بحت، والولاء الوطني يخضع عندهم إلى نظرية الربح والخسارة ولا شيء اسمه وطنية، فوطنيتهم تقاس بمقياس الرصيد المالي وتعادل الاحتياطي في البنوك- بمعنى إذا كان الوطن لا يدر عليهم الملايين من الدولارات فلا يعتبر وطن يسكن فيه أو يركن عليه. هذا هو حال تجارنا الأحباء الذين رضعوا من خيرات الوطن اليمني أكثر مما رضعوا من أمهاتهم في طفولتهم.. أخذوا منه الكثير ولم يعطوا حتى شيئاً من قليل..! يمتصون الوطن ويكتنزون ثرواتهم في البنوك الأجنبية وإذا سمعوا يوماً نداء الوطن هرولوا مسرعين إلى جبل يحميهم من النداء، وبنوا جدران من الخرسانة تحول بينهم وبين العطاء للوطن .. فطوال السنين التي عاشوها يجنون عسل مُّصَفًّى متربعين فوق هرم الوطن الكبير! كانوا يتشدقون بالوطنية وحب الوطن عندما كان الوطن يعطيهم بدون مقابل، وعندما يحتاج لهم الوطن نراهم يتحولون إلى فئران مختبئة في جحورها، فقد تعلموا من اللوبي الصهيوني في تعاملاتهم مع الوطن اليمني الحبيب، فتحالفوا مع الشياطين {شياطين الإنس} في أحزاب تولد كل يوم حزب جديد؛ أحزاب المعارضة التي تحالفت مع تجارنا الكرام في حربهم ضد المواطن اليمني المغلوب على أمره! بدأت هذه الأحزاب تسوق الفكرة الجهنمية لتجارنا الكرام والتي تقول: أن الضرائب هي السبب في ارتفاع الأسعار وحالة الفوضى والارتباك التي تعيشها البلاد ومعظم المؤسسات والمصالح الحكومية، حتى مرافق التعليم لم تسلم من هذا الارتباك الواضح في الحياة اليومية اليمنية.. ماذا تريد المعارضة !؟ ماذا يريد الحُلَفاء من التجار الأعزاء!؟ الوطن اليمني أعطاهم، فهل من يعطي للوطن؟ إلى تجارنا الكرام مع التحية:- هل تعلموا أن الله سبحانه وتعالى وضع هذه الأموال أمانة في أعناقكم؟ وهل تعلموا أن الوطن اليمني ما هو إلا أباً لكم؟ وهل تعلموا أن المواطن اليمني ما هو إلا أخاً أو ابنا لكم؟ فمن حق الوطن وأبنائه عليكم أن تكونوا رحماء عليهم وان تعطفوا عليهم وتخففوا جوركم وجور الزمن، وظلم الأشقاء على هذا الوطن.. إلى متى أيها التجار الأحباء ستبقون المواطن اليمني في أزمته ومعاناته في هذه الحياة؟ والى متى سيظل يكابد نكد العيش وتعاسة الحياة؟ ماذا يريد منكم الوطن، وماذا تريد منكم المعارضة؟ يريدُ منكم الوطن أن تكونوا مواطنين صالحين تشعرون بما يعاني منه إخوانكم وأبنائكم من أذى، كنتم السبب بوقوعه عليهم! نريد منكم وقفة صادقة مع الوطن لا ضده.. نريد رفعاً لظلم الأسعار عن الفقراء والمعدمين في هذا الوطن الذي كرمكم وينتظر كرمكم لإخوانكم.. نريد منكم الاستثمار الحقيقي لأموالكم في الوطن.. نريد منكم مستشفيات ومدارس وأبار للمياه ومساجد وطرق..! نطلب منكم تحديد الأسعار وان تكونوا عند مستوى المواطنة الحقة.. هذا ما يريده الوطن والمواطن من تجارنا الأحباء.. إذاً ماذا تريد المعارضة من التجار؟ إنها تريدهم أن يكونوا مأجورين ينفذون لها مؤامراتها ضد الوطن.. تريد منهم أن يجتهدوا في تجويع الشعب اليمني.. تريد منهم جر البلاد إلى فتنة.. فيكون التجار هم كبش الفداء..! فهل يظن تجارنا أن المعارضة تتمنى لهم الخير!؟ كلا وألف كلا فهي تتمنى زوال النعمة التي ينعموا بها في ظل هذا الوطن الكريم.. فهلا: فهم تجارنا واستدركوا أمرهم!؟ وهل عرفوا انه عندما يقتنع الشعب، وتقتنع الأمة يصبح الحلم واقعاً؟ [email protected]