وصل العاصمة اليمنيةصنعاء اليوم الأحد السيد عبد الرحمن شلقم - أمين عام اللجنة الشعبية العامة للاتصال والتعاون الخارجي الليبي- حاملاً معه رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح من الزعيم الليبي معمر القذافي، يشرح فيها الموقف الليبي من أحداث التمرد في صعدة، في إطار حراك دبلوماسي لرأب الصدع الذي تعرضت له علاقات البلدين بعد كشف صنعاء لدور ليبي متورط في دعم حركة التمرد في جبال صعدة، وإيواء زعمائه في طرابلس. وتأتي زيارة المبعوث الليبي إلى صنعاء بعد يومين فقط من زيارة وفد يمني إلى طرابلس تابعاً لمؤسسة الصالح الاجتماعية التي يرأسها نجل الرئيس علي عبد الله صالح في إطار ما أعلن عنه في طرابلس بأنه زيارة تنسيق تعاوني مع مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية التي يرأسها سيف الدين القذافي.. وعزت مصادر سياسية مطلعة ل"نبأ نيوز" الحراك السياسي الكثيف الذي شهدته الساحة اليمنية مع كلا من طهرانوطرابلس إلى أن قيادة اليمن تسعى إلى إسقاط رهانات إقليمية كانت تسبب لها توتراً سياسياً من خلال ما فجرته من أحداث مسلحة في بعض المناطق الجبلية في صعدة، والتي توجهت أصابع الاتهام – رسمياً- خلالها إلى كلا من إيران وليبيا بتقديم الدعم المادي للمتمردين. وأوضحت المصادر: أن صنعاء سعت إلى بلورة رؤى واضحة وتفسيرات رسمية من حكومتي البلدين قبل الإقدام على أي موقف سياسي – اضطراري- غالباً ما ظلت صنعاء تتفادى الإقدام على مثله في ظروف مشابهة.. وهو الأمر الذي حسمته زيارة الدكتور أبو بكر القربي – وزير الخارجية- إلى طهران، والتي أفضت إلى نفي وزير خارجيتها، ثم مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية أي علاقة لإيران بأحداث صعدة، والتأكيد على رفض أي تدخل خارجي بالشأن اليمني. أما الموقف الليبي، فعلى الرغم من التصريحات التي أدلى بها السيد مصطفى هويدي- القائم بأعمال أمين مكتب الإخوة العربي الليبي بصنعاء – والتي نفى خلالها تورط بلاده بأحداث صعدة، إلاّ أن هذه هي المرة الأولى التي يجري بحث الأمر على مستوى رفيع تبادل فيه زعيمي البلدين الرسائل؛ رغم التأكيدات المتتالية لصنعاء بامتلاكها وثائق تؤكد الدعم الليبي للتمرد، علاوة على احتضانها بعض زعمائه ممن طالبت اليمن جهاز الانتربول بالقبض عليهم. وترى المصادر ذاتها أن المسائل بين ليبيا واليمن ما زالت معقدة، إلاّ أن صنعاء تفضل فتح ملف الحوار بشأن كل الإشكاليات الدائرة لرغبتها في رأب الصدع، وحرصها على إسقاط رهانات إقليمية – وربما دولية- تتربص بالمنطقة سوءً، وتحاول جر بلدانها إلى صراعات تحولها إلى بؤر ساخنة في إطار مخطط الخارطة الشرق أوسطية الجديدة التي كشفت عنها صراحة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس. جدير بالذكر أن المرة الوحيدة التي قطعت فيها صنعاء علاقاتها الرسمية مع دولة عربية منذ بداية عهد الرئيس صالح في يوليو 1978م كانت مع ليبيا، بعد اتهام صنعاء لنظام القذافي بدعم انقلاب عسكري للناصريين في اليمن مطلع العام 1979م- أي بعد أقل من عام من تولي الرئيس صالح مقاليد حكم اليمن.. وباستثناء ذلك فإن النهج السياسي اليمني قائم على مبدأ الحوار، والحل السلمي للخلافات العربية- العربية. السؤال الذي ما زال مطروحاً في الساحة هو: يا ترى هل حمل السيد شلقم إعتذاراً لصنعاء، أم وساطة لجماعة الحوثي؟ وهو ما لم تكشفه بعد المصادر الرسمية..