أحيت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة اليوم الخميس بتعز حفلاً تكريمياً رفيعاً لتوزيع جائزة السعيد السنوية، شارك فيه حشد أدبي وسياسي وفكري وإعلامي كبير يتقدمهم وزيري الثقافة، والعدل، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، و النائب العام، والقاضي/ أحمد عبد الله الحجري- محافظ محافظة تعز- وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ، وشخصيات سياسية واجتماعية رفيعة في حضور مهيب لم يسبق لمؤسسة ثقافية يمنية أن شهدت نظيره. وفي كلمة حفل التدشين قال الدكتور محمد أبو بكر المفلحي- وزير الثقافة: ليس بغريب أن تكون تعز أرض المبدعين والمفكرين والثوار وها هي اليوم تؤكد أنها أهل للإبداع والفكر والثقافة باحتضانها جائزة السعيد الثقافية، معتبراً أن الاحتفاء جائزة له دلالة وعلامة بارزة في الارتقاء والتطور والوعي لدى مؤسسة السعيد، وأن المؤسسة قد تسامت إلى مشروعها العملاق في دعم الاقتصاد اليمني والفكري. وأضاف: ولهذا ينبغي أن تحتل الجائزة أهمية كبيرة من خلال الاحتفاء بها وإشادة الأدباء والكتاب بتسليط الضوء عليها باعتبارها تحتل موقعاً متميزاً، مؤكداً على دعم وزارة الثقافة المؤسسات الثقافية دون استثناء للنهوض بالواقع الثقافي والأدبي اليمني على ما يجب أن يتجاوز الحدود إقليمياً ودولياً، داعياً إلى تضافر الجهود لتستطيع وزارة الثقافة أنجاز كافة الخطط والمشروعات الثقافية. وتوجه بالشكر والتقدير لمحافظ محافظة تعز لرعايته هذه الاحتفائية ، معبراً عن شكره ايضاً لكل الجهود وللقائمين على الجائزة، مهنئاً الفائزين والمكرمين. من جهته حذر محمد ناصر الشيباني- وزير الأوقاف السابق- من تكريس العنصرية في أوساط المجتمع اليمني داعياً الباحثين والمفكرين إلى التسلح بالعلم والمعرفة، منوهاً إلى أن مؤسس العنصرية إبليس، ولهذا فإن العلم إذا لم تصحبه المعرفة لا أساس له من القيمة الحياتية وأشار إلى أنه ليس مصادفة أن نحتفل بالجائزة في فترة متزامنة مع استضافة اليمن لمؤتمر الفرص الاستثمارية الذي عقد الأسبوع الماضي بصنعاء فإذا كان طلعت حرب مؤسس الاقتصاد المصري فإن مؤسس الاقتصاد اليمني هو الحاج المرحوم هائل سعيد أنعم . وأعتبر الدكتور عبد الحميد الحسامي أحد الفائزين في كلمة له نيابة عن الفائزين إحياء مؤسسة السعيد لهذه التظاهرة بحصوله وزملائه على فوزٍ آخر، وقال: إن فرحة هذا اليوم لا يعد بالمشاعر، بل بخفقات القلوب، وها هي مؤسسة السعيد قد استطاعت أن تشعل فينا قناديل المعرفة لأنها أهدت لمبادئ الضوء ولنا أن نكون أكثر سعادة لأنها أعادت الاعتبار لكل الأدباء والثقافة والبحث العلمي اليمني .. واحتفالنا بالتكريم أنما يعني الاحتفال بعالم المعرفة. وعبر أصالة عن نفسه وزملائه بالشعور العظيم والكبير لهذه التظاهرة العلمية الثقافية واصفاً إياها ب"بيومٍ مشهود من أيام النفس لا من أيام الدهر .. يوم لا تعد أجزاؤه بالدقائق والثوانِ بل برسيس المشاعر وخفقات القلوب" واصفاً المؤسسة ب"رائدة النسيج الثقافي اليمني". وأعرب عن فخره بنهج المؤسسة الأصيل ومعاييرها العلمية الصارمة والمتجرة على حد تعبيره التي أعادت لكل الطامحين الذين خذلتهم معايير الحياة. وأختتم الحسامي كلمته قائلاً: إن للكلمة حقاً أن تزهو بكم وللمعنى أن يستطيل وللحرف حقاً أن يتشح بالسناء ..ولنا أن ننحني رؤوسنا وأقلامنا شكراً لله على توفيقه وعونه. وأشار الأستاذ على محمد سعيد - رئيس مجلس أمناء الجائزة- إلى أن حصول الفائزين على الجائزة هو استحقاق تجاوز في معانيه وأبعاده القيمية المالية للجائزة . وقال: لقد حرصنا منذ أول يوم أن تكون الجائزة محكمة وفق أعلى معايير التحكيم ومتصلة بشكل مباشر بقضايا التنمية الوطنية الشاملة في كافة ميادينها الطبية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والأدبية والإسلامية والفن المعماري والهندسة وتقنية المعلومات. وأضاف مخاطباً الفائزين: أنكم اليوم عرسان هذا الحدث وفرسان التنمية الوطنية، مباركاً للفائزين نيل الجائزة. وقال: إن الاحتفال بجائزة المرحوم هائل سعيد تمثل للجميع حدثاً مهماً كون المرحوم قد توج عطاء عقد من النشاط الثقافي والعلمي في إطار إسهاماته التنويرية في مختلف المادين، والتي حرص مجلس أمناء الجائزة أن تكون محطة نوعية لتطويرها وتوسيعها على مستوى أشمل. ووصف الدكتور فؤاد البناء- في كلمة لجان التحكيم - جائزة السعيد ب"لوحة ضخمة كونها كانت السباقة بالتنوير وأنه ليس بقليل أن تتوج الجائزة مرجعاً فكرياً"، وقال: إننا نطمح من المؤسسة أن تنير أكثر القضايا الفكرية فمنها تنير شمس العلوم. وأضاف: إن التقاء هذه الطاقات يدل على عظمة الجائزة فكيف لا أسعد وأنا بحفظ مؤسسة السعيد التي تقطر علماً دجاجاً، مشيراً إلى أن كل عمل كبير لا يقاس، وعظمة الأمة لا تقاس، شاكراً كل الجهود النيرة التي أضاءت الطريق للبحث العلمي والفكري حتى تم نيل الجائزة بجداره. الدكتور سالم عوض رموضه- رئيس جامعة الأندلس- ألقى كلمة رؤساء الجامعات اليمنية أكد فيها على أن البحث العلمي يعد أحد أهم الأعمال الثلاثة التي يستند إليها التعليم الجامعي في مفهومه المعاصر، داعياً الجامعات اليمنية إلى تنمية المعرفة وإنمائها وتطويرها من خلال ما تقوم به من أنشطة في مجال البحث العلمي باعتباره ركناً أساسياً من أركان الجامعة، وأنه لا يمكن أن تكون هناك جامعة بالمعني الحقيقي إن أهملت البحث العلمي، ومن الصعوبة بلوغ الأهداف المأمولة ما لم تكن للجامعات اليمنية القدرات على تفجير الإبداع والطاقات التنموية في كل ميادين المعرفة، مشيداً بدور مؤسسة السعيد لدأبها على تشجيع البحث العلمي ، واصفاً هذا الاهتمام ب"ترجمة لمآثر المرحوم هائل سعيد أنعم" ، مهنئاً الفائزين والباحثين على حصولهم هذا . هذا وفي ختام الحفل التكريمي رفع المشاركون برقية لرئيس الجمهورية عبروا فيها عن شكرهم واعتزازهم بدعم القيادة السياسية بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وجهوده الكبيرة في دعم الثقافة والبحث العلمي. يشار إلى أن الاحتفائية التكريمية والتي بدأت بآىٍ من الذكر الحكيم قد أختتمت بتكريم وزير العدل، ورئيس مجلس القضاء الاعلى عصام السماوي، ووزير الثقافة محمد المفلحي لجهودهم في دعم البحث العلمي، إضافة إلى منح الشهادات لأعضاء لجان التحكيم العلمية للجائزة وتكريم الفائزين بالدورة العاشرة للجائزة ومجلس إدارة مؤسسة السعيد للعلوم بمنحه درع المؤسسة التكريمي والإعلان عن فتح باب الترشيح لجائزة المرحوم الحاج هائل سعيد في دورتها الثانية عشرة للعام القادم 2008م. وفي ذات السياق وفي إطار فعاليات السعيد قام الدكتور محمد المفلحي ومعه محافظ المحافظة ومحمد على سعيد وبحضور حشد طلابي وفكري عقب الاحتفال التكريمي بافتتاح معرض السعيد الدولي للكتاب والطواف بأجنحته المختلفة الذي يشارك فيه العديد من دور النشر العربي واليمني.
