أمهل الرئيس علي عبد الله صالح اليوم الاثنين الحكومة – ممثلة بوزارة الزراعة والهيئة العامة للأراضي- الأشهر القادمة للبدء بتوزيع الأراضي الزراعية، والإسكانية على الشباب مشدداً عليها بالإسراع في تنفيذ توجيهه، طبقاً لجدول زمني لهذا الغرض، في نفس الوقت الذي أكد أن الشعب "نفض عن كاهله غبار الإمامة الكهنوتية المتخلفة، ولم تعد أصوات الخفافيش تضر بالمجتمع،قائلاً: "فلتخرس ألسنتهم وليموتوا بغيضهم أمام منجزات الثورة، فلتخرس تلك الألسنة وتلك السموم الحاقدة والنبرات الكريهة". وحث الرئيس صالح الحكومة على استصلاح الأراضي الزراعية في كل من حضرموت وشبوة ومأرب والجوف والحديدة وبقية المحافظات والإسراع بإنزال الخرائط والمخططات وتوزيعها من خلال السلطة المحلية. وحمل رئيس الجمهورية السلطة المحلية المسئولة في الاهتمام بالشابات وإيجاد فرص العمل لهن من خلال توفير المكائن، وأجهزة الكمبيوتر، والمعامل الصغيرة بأسعار ميسرة وبفوائد محدودة، مؤكداً قوله: "لا ينبغي أن تكون أي فتاة عاطلة عن العمل، فهن أكثر إنتاجا وهو ما ثبت في عدد من المحافظات، حيث أصبح العديد من الأخوات منتجات فإذا دارت عجلات التنمية والإصلاحات ومكافحة الفقر والحد من البطالة سوف نقضي على الفقر". جاء ذلك في تدشينه لمشروع الصالح للحد من البطالة الممول من بنك التسليف التعاوني والزراعي، مؤكداً في مطلع كلمة ألقاها بالمناسبة استيعاب (2.800) كادر صحي و(2.000) مشروع من شأنها استيعاب (20.000) ألف مواطن في مجال العمل الزراعي. وشكر الرئيس صالح إدارة البنك الزراعي على الترتيبات الخاصة بتنفيذ مشروع مؤسسة الصالح لمكافحة الفقر، قائلاً:" أنها بداية جيدة وعظيمة، ونشد على يد كل الخيرين والمصلحين ونقف إلى جانبهم من اجل مكافحة الفقر والحد من البطالة، ونحن عازمون ومعنا كل المخلصين والشرفاء للحد من البطالة، ومكافحة الفقر وها هي البداية أو الباكورة الأولى من خلال مؤسسة الصالح". ودعا فخامة الرئيس الى تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية للقضاء على الفقر. وقال " يجب أن لا نتفرج على الدولة أو الحكومة بل يجب أن تتضافر جهود كل المخلصين في القطاع الخاص والمختلط والعام، وقد رحبنا ترحيبا حارا بالاستثمارات للدول الشقيقة، وعلى وجه الخصوص دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسنقدم تسهيلات الأراضي في كل من عدنوحضرموت والحديدة وصنعاء وبقية المحافظات بأسعار ورسوم رمزية تشجع على الاستثمار نظام 99 عاما، وإذا دارت هذه العجلة سوف نستوعب الكثير من الأيادي العاملة والبطالة". وأضاف: " لقد حددنا مع الحكومة الاستثمار من خلال نافذة واحدة هي الهيئة العامة للاستثمار، لتقديم كافة التسهيلات وفقا لقانون الاستثمار ولمدة لا تزيد عن 6 اشهر ما لم تسحب من صاحب المشروع الإمتيازات". وأردف قائلا: " أيضا هناك فرص للعمال والعاملات، و العمال بالذات من خلال تقديم القروض الميسرة لشراء السيارات التاكسي والباصات والحراثات والمضخات للمزارعين، وتقديمها بأسعار ميسرة وبأقل الفوائد بما يساعد على امتصاص الكثير من العمالة والبطالة والحد منها". وشدد الرئيس صالح قائلا "يجب أن لا نعتمد على الآخرين، بل نعتمد على أنفسنا، والمساعدات من الآخرين هي عامل مساعد، وليست كل العوامل ويجب أن لا ننظر إلى النفط على انه كل شيء يجب أن نتوجه نحو الزراعة، والمحاجر، والمعادن نحو الزنك والذهب والجرانيت والرخام، فاليمن بلد خام يمكن أن تستغل تصدير الأحجار إلى دول المنطقة، فلدينا كمية من الأحجار المتنوعة والهائلة". ودعا إلى التنوع في الأنشطة وعدم الاقتصار على نشاط معين والاتجاه إلى نشاط واحد بشكل جماعي على سبيل التقليد، كما حدث خلال سبعينيات القرن الماضي حين اتجه الجميع إلى افتتاح محطات البنزين، أو شراء وايتات وبعدها جاءت ظاهرة الغرافات أو ما يمسى بالشيولات والدركترات وأصبح النشاط في هذه المرحلة في تقليد سواء من خلال انتشار ظاهرة الدكاكين، التي عمت البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وكل ذلك تقليد فحسب. وقال " دعونا نعمل في المحاجر، في الصناعات الخفيفة والحرفية، ونوفر الآلات". وحث بنك التسليف الزراعي والحكومة على توفير الآلات والمعدات ، وتوزيعها. وقال الرئيس " دعوا الكلام الفارغ، و لا تستمعوا إلى الكلام البيزنطي الذي يحقد على كل شيء، دعوا من يقومون بذلك على جنب ولنتجه جميعا نحو العمل والإبداع والإنتاج" . وأضاف: " شعبنا نفض عن كاهله غبار الإمامة الكهنوتية المتخلفة، فهذا جيل سبتمبر وأكتوبر وال22 من مايو، هذا الجيل هو الذي دافع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية، ولم تعد أصوات الخفافيش تضر بمجتمعنا، فلتخرس ألسنتهم وليموتوا بغيضهم أمام منجزات الثورة، فلتخرس تلك الألسنة وتلك السموم الحاقدة والنبرات الكريهة". وتابع: "على الحكومة البحث الجاد مع المؤسسات الحكومية والمختلطة والقطاع الخاص في أسرع وقت لامتصاص كل الأيادي الغير عاملة ، بأسرع وقت ممكن، سهلوا لهم القروض من البنوك بفوائد ميسرة، فالنقود إذا وجدت ولم تستثمر لن يكون لها قيمة".. مؤكدا على أهمية وضع الدراسات المناسبة للاستثمار حتى نضمن النجاح وبحيث لا تكون الاستثمارات في قربة مخزوقة بل يجب أن تكون القربة سوية وسليمة. وقال " لهذا درسوا الشباب وعلموهم أهمية التخطيط والبرمجة في ظل كل المعلومات والمعطيات الجديدة، لكي لا نعمل بعقلية السبعينات والثمانينات، وننظر للاقتصاد الوطني، فالعصر عصر المعلومات، وكل شيء متوفر وما على الواحد منا إلا أن يعطي نفسه الوقت الكافي للاستماع والقراءة والمتابعة والتحليل، فهناك إبداعات جميلة وشباب جيدين يمتلكون روح وطنية عالية وحماس منقطع النظير، ابحثوا عن الشباب خذوا بأيديهم فهم جيل المستقبل". وهنأ فخامة الرئيس الجميع بقدوم العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية والذي سيحتفل به بعد أيام في اللواء الأخضر محافظة إب . ويهدف مشروع الصالح للحد من البطالة إلى الحد من البطالة بين الشباب وتشجيعهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات، من خلال تدريبهم وتأهيلهم وإعدادهم لمرحلة الاستثمار الأوسع, وممارسة الأعمال الحرة وذلك في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية. وكان نائب رئيس مجلس إدارة مشروع الصالح للحد من البطالة ألقى كلمة أكد فيها أن مشروع الصالح للحد من البطالة لم يأتي من فراغ وإنما جاء تلبية لتوجهات فخامة الرئيس والذي أكد في برنامجه الانتخابي على ضرورة الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب وتوفير العيش الكريم لأبناء الوطن. وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى امتصاص اكبر عدد من البطالة بما يتناسب مع النمو السكاني وتصميم عدد من البرامج والمشاريع التجارية بما يتناسب مع قدرات وخبرات المستفيدين العلمية والعملية بالإضافة إلى تدريب وتأهيل المستفيدين ، كما يسعى المشروع ليصبح شركة مساهمة عملاقة يعمل مع جميع شركاء التنمية في البلاد. ونوه الشحطري انه تم إعداد دراسة مستفيضة لتجارب عدد من الجهات المعنية بالبطالة في الداخل والخارج للاستفادة من تجاربها وتجاوز إخفاقاتها ، مشيرا إلى أن بداية المشروع كانت من أمانة العاصمة كمرحلة تجريبية تم خلالها تنفيذ / 150/ مكتب ضمت /2250/ مستفيد ومستفيدة، ثم بدأ التوسع إلى محافظة إب حيث تم تنفيذ /25/ مكتب ضمت/375/ مستفيدا ومستفيدة. وقال: " إن العمل جاري لتنفيذ برامج المشروع في محافظات عدن والمكلا وسيئون وتعز وذمار وعمران ، وهذه المرحة ستشمل /1000/ مكتب تضم من خلالها /15000/ مستفيد ومستفيدة في معظم عواصم المحافظات كمرحلة أولى " وأضاف: "سنعمل جاهدين ليصل عدد المكاتب إلى أكثر من ثلاثة ألف مكتب والمستفيدين إلى /27000/ مستفيد ومستفيدة حتى عام 2009م. وتابع قائلا: "إن مشروع الصالح للحد من البطالة يعمل على ابتكار وتنفيذ عدد من البرامج والتي بد العمل فيها منها برنامج الأسر الفقيرة والذي يستهدف /60000/ مستفيد ومستفيدة حتى عام 2009م 80 في المائة من النساء ، وبرنامج المهنيين ويستهدف /35000/ مستفيد ومستفيدة حتى عام 2009 . وأشار إلى أن هناك عدد من البرامج قيد الدراسة والتجهيز تتمثل في برنامج الأمن والسلامة للشباب من خريجي الثانوية العامة وبرامج المحطات السياسية والعيادات البيطرية وسيارات توزيع الغاز والألبان والاجبان وكذا برنامج زراعة عباد الشمس ومحلات تسويق منتجات الأسر المنتجة وبرنامج استثمار الحدائق العامة ،منوها بان آلية العمل ترتكز على تأسيس/إدارات/ للمشروع على مستوى المحطات والمديريات والدوائر المحلية المنخرطين في البرنامج من طموحات وقناعات. وفي الحفل تم عرض صور لأنشطة المشروع , ثم قدمت فرقة الإبداع والتميز بمحافظة حجة أوبريت عن مشروع الصالح للحد من البطالة تناول مسار العمل الوطني والتنموي منذ و قيام الثورة اليمنية الخالدة حتى اليوم مستلهماً نضالات شعبنا وتضحياته الجسيمة , وحكمة واقتدار القائد في الوصول بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان.