تصدرت مدينة غراس والتي كان زوارها سابقاً يفرون منها بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من أزقتها المليئة بخانات الدباغة، قائمة أفضل مدن العطور والجمال في أوروبا هذا العام. واشتهرت غراس التي تقع علي بعد 20 كليومتراً شمال مدينة كان الفرنسية خلال القرن السادس عشر بخاناتها الواسعة للدباغة التي كانت تعتمد علي استخدام أعشاب البحر العطرية الموجودة في قاع البحر القريب من المدينة في معالجة الروائح الكريهة التي تنبعث عادة من الجلود. وراجت في القرن الثامن عشر صناعة قفازات نسائية معطرة كانت نساء الطبقة الأرستقراطية الفرنسية يفضلنها، واكتشفت المدينة فائدة أخري من الأعشاب البحرية العطرية، إذ وجدوا فيها مادة مربحة للعطارة فبدأت تدريجيا تستثمر ثروتها من الاعشاب العطرية في مجالات أخري بعيدة عن الدباغة ورائحة الجلود الكريهة حتي أصبحت فيما بعد مصدرا للمواد الأولية للعطور، وفي الخمسينات من القرن الماضي كانت تصدر 95 في المئة من مواد العطور الأولية الي العالم. وتتخذ اليوم أكبر ثلاثة دور صناعة عطور في العالم وهي فراغونار وغاليمار ومولينار من هذه المدينة مقراً لها حيث يتم الاعتماد علي الكثير من الأعشاب البحرية والمواد الأولية المتوفرة فيها لاستخراج العطور بالإضافة إلي المواد الأخري التي يتم استيرادها للغرض المذكور. ويصنع في المدينة اشهر العطور التي تبيعها شركات مشهورة مثل شانيل وديور وإيف سان لوران وغيرها. وإذا ما تجول المرء في شوارع وأزقة المدينة فأنه لا بد وأن يمر بفروع أكبر شركات العطور في العالم فكل شيء في هذه المدينة أصبح يحمل أسماء العطور الجميلة بل حتي مطاعم البيزا فيها تحمل أسماء شركات عطور شهيرة!.